تجلط الدم

تجلط الدم

  • - إن عملية تجلط الدم أو تخثره من العمليات المهمة في جسم الإنسان، والتي تدل على رحمة الله - سبحانه وتعالى- وقدرته على الحفاظ على جسم الإنسان بأحسن صحة وأفضل صورة، إن الموازنة بين تجلط الدم وتميعه هي أساس استمرار الجسد بهذه الصورة القويمة لا يعاني من اي مشاكل في التخثر أو النزف
  • - فما هي عملية تجلط الدم؟ وكيف تتم؟ وما هي مراحل تجلط الدم؟ وما هي الأمراض التي قد تسبب خطر زيادة تخثر الدم ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريفات مهمة:
  • - الإرقاء هو hemostasis هو أسلوبُ أو طريقة الجسم في إيقاف النزف من الأوعية الدمويَّة المصابة، وينطوي على تخثُّر الدم. ولكنَّ فرطَ التجلُّط يمكن أن يسدَّ الأوعيةَ الدمويَّة غير النازفة. ونتيجةً لذلك، يمتلك الجسمُ آليَّاتِ تحكُّم أو مراقبة للحدِّ من التخثُّر وإذابة الجلطات التي لم تَعُد هناك حاجةٌ لها.
  • - ويمكن لأيِّ شذوذ أو اضطراب في أيِّ جزء من هذا الجهاز أو المنظومة، التي تتحكَّم بالنزف، أن يؤدِّي إلى نزف مفرط أو تجلُّط مفرط، وكلاهما يعدُّ أمرًا خطيرًا. عندما يكون التخثُّرُ سيِّئًا، فإنَّه حتى الإصابةَ الطفيفة في أحد الأوعية الدمويَّة يمكن أن تقودَ إلى نزف شديد.
  • - أمَّا عندما يكون التجلُّطُ مُفرِطًا، فإنَّ الأوعيةَ الدمويَّة الصغيرة في الأماكن المهمَّة قد تُسَدُّ بالجلطات؛ ففي الدماغ يمكن أن يؤدِّي ذلك إلى سكتات، بينما يؤدِّي في القلب إلى نوباتٍ قلبيَّة. وأمَّا قِطَعُ أو شُدَف الجلطات المنطلقة من أوردة الساقين أو الحوض أو البطن فقد تسير مع الدَّم إلى الرئتين.
  • - ينطوي الأرقاء على ثلاث عمليات رئيسية:
  • 1-تضيُّق (أو تقبُّض) الأوعية الدمويَّة
  • 2- ظهور نشاط لجزيئاتٍ دمويَّة شبيهة بالخلايا، تساعد على تجلُّط الدَّم (الصُّفَيحات platelets)
  • 3- ظهور نشاط لبروتيناتٍ موجودة في الدم، تعمل مع الصُّفَيحات على المساعدة على تجلُّط الدَّم (عوامل التخثُّر clotting factors)
  • - تعريف تجلط الدم: هو عملية معقدة يقوم خلالها الدم بتكوين جلطات الدم وهي تجمعات دموية متماسكة تمنع نزيف الدم. كما أنه يعد أحد العوامل المهمة في عملية الإرقاء (وهي وقف نزيف وفقدان الدم من الأوعية الدموية المصابة)، حيث من خلاله تتم تغطية الموضع المصاب من جدار الوعاء الدموي بواسطة صفيحة دموية وتكوين جلطة دموية تحتوي على بروتين الفبرين لوقف نزيف الدم وترميم الوعاء الدموي المصاب وإصلاحه. كذلك، يمكن أن تؤدي اضطرابات تجلط الدم إما إلى زيادة احتمالية حدوث النزيف الدموي أو الجلطة الانسدادية (thrombosis).
  • - تعريف النزيف: هو فقدان الدم عن طريق خروج الدم من الأوعية الدموية إلى خارج الدورة الدموية. استمرار هذه الحالة يؤدي إلى نقص في كمية الدم المتوفرة في الدورة الدموية.
  • - ثانيًا: مراحل تجلط الدم: 
  • 1- تكوين سدادة من الصفائح الدموية: تحدث عملية تجلط الدم بشكل مفاجئ وسريع نوعاً ما، وذلك بعد تعرض الوعاء الدموي للإصابة، إذ ينتج عنه تلف في طبقة الإندوثيليوم التي تمثل الغشاء المبطن لجدار الوعاء الدموي، لكن في حال تعرض الدم للبروتينات كالعامل النسيجي ينتج عنه تغيرات تحدث في الصفائح الدموية، ومن ضمن هذه البروتينات البلازما الذي يسمى بالفيبرينوجين الذي يعد من أحد أهم العوامل التي ينتج عنها تجلط الدم، وبالتالي حدوث انسداد سريع في الصفائح الدموية والتي يطلق عليها اسم الإرقاء الثانوي.
  • 2- تثبيت الخثرة الدائمة: يحدث تغيرات كبيرة في هذه المرحلة إذ تفرز الصفائح الدموية والأنسجة المدمرة إنزيماً يسمى الثرومبوبلاستين، حيث تستجيب البروتينات الموجودة في بلازما الدم المعروف عنها باسم عوامل التجلط، أو عوامل التخثر، مما ينتج عنها إنزيم يسمى بروثرومبينيز الذي يحول بروتين البروثرومبين إلى ثرومبين، إذ يحتاج هذا التفاعل لأيونات الكالسيوم التي تسمى بعامل التخثر الرابع، بالإضافة إلى الدهون الموجودة على سطح الصفائح الدموية، وبالتالي تتفاعل مع بعضها حتى تكون خيوط الفبرين التي تزيد قوة ودعامة الإنسداد الدموي التي ينتج عن الصفائح الدموية في السابق.
  • - العوامل المساعدة في عملية تجلط الدم:
  • 1- يتعين وجود عنصر الكالسيوم ومركب الفوسفوليبيد (أحد مكونات غشاء الصفيحة الدموية) لكي يؤدي كل من المركب الإنزيمي وإنزيم البروثرومبين عملهما. ذلك، حيث يساهم الكالسيوم في الربط بين المركبات من خلال رواسب جاما كربوكسي الموجودة على العاملين Xa وIXa النشطين من ناحية وأسطح جزيئات الفوسفوليبيد المحمولة على الصفائح الدموية من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الجزيئات الدقيقة أو الحويصلات المجهرية الداعمة للتجلط المتوفرة من خلالها. كذلك يعد وجود الكالسيوم ضروريًا لقيامه بدور مهم في تفعيل عوامل أخرى في شلال التخثر.
  • 2- يعتبر فيتامين K عاملاً أساسيًا بالنسبة لإنزيم جاما جلوتاميل كربوكسيليز الذي يفرزه الكبد والذي يضيف مجموعة كربوكسيل إلى رواسب حمض الجلوتاميك الموجودة على العوامل II وVII وIX وX، هذا بالإضافة إلى عدد من البروتينات مثل بروتين S وبروتين C وبروتين Z.
  • - ثالثًا: دور تجلط الدم في الجهاز المناعي للإنسان:
  • ثمة تداخل موجود بين عملية تجلط الدم وجهاز المناعة بالجسم. ويتمثل ذلك التداخل في القدرة الطبيعية لعملية التجلط على وقف الميكروبات التي تهاجم جسم الإنسان واحتباسها في الجلطات الدموية وذلك عند إصابته بجرح أو ما شابه ذلك. وعلاوةً على ذلك، يمكن لبعض العناصر الناتجة عن عملية تجلط الدم أن تساهم في تقوية الجهاز المناعي الفطري من خلال قدرتها على تعزيز إمكانية النفاذ للأوعية الدموية وكونها تمثل عوامل جذب الخلايا المناعية، كما توجه الخلايا البلعمية نحو مكان تواجد الميكروبات الغازية للجسم. وبالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المواد التي تنتج خلال عملية تجلط الدم بالجسم وتعد في حد ذاتها مضادة للميكروبات. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب بيتا لايسين؛ وهو بروتين تنتجه الصفائح الدموية خلال عملية تجلط الدم، تحلل عدد كبير من البكتيريا موجبة الجرام باعتباره محلولاً كاتيونيًا مطهرًا. كما تتضمن عملية تجلط الدم العديد من بروتينات المرحلة الحادة التي تزداد مستوياتها في الدم أثناء المعاناة من الالتهابات. وإضافةً إلى ذلك، قد تفرز البكتيريا الممرضة بعض المواد التي تغيِّر من عملية تجلط الدم مثل إنزيم التجلط وإنزيم الستربتوكيناز.
  • - رابعًا: تخثر الدم والأمراض:
  • 1- فرط الخثورة: هو حالة تشمل عدة عوامل مولودة و/أو مكتسبة تسرّع انسداد الأوعية الشريانية والوريدية، بسبب الخثار (بواسطة تجلط دموي) بالإضافة لتسببها بالإجهاضات المتكررة أو موت الجنين.
  • أ- فرط تخثر الدم الوراثي: 
  • - الطفرة الجينية لجين البروثرومبين: إذ يؤدي الخلل الجيني للمُصابين بهذا المرض إلى زيادة مستوى بروتين البروثرومبين اللازم لتخثُّر الدم، ويُعاني هؤلاء المرضى في العادة من الإصابة بتجلّطاتٍ في الأوردة.
  • - العامل الخامس لايدن: تؤدي الاضطرابات الجينية في هذه الحالة إلى تعطيل عمل البروتين المُسيطر على العامل الخامس الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مدّة تخثُّر الدم عن المعدل الطبيعي له.
  • - اضطرابات فرط تخثر الدم الوراثية الأقل شيوعاً: تظهر الأعراض في هذه الحالة في مراحل البلوغ المبكرة، إذ يبقى هؤلاء المرضى تحت خطر الإصابة بتجلّطات الدم طوال حياتهم، ويُمكن ذكر هذه الأمراض على النّحو الآتي: 
  • نقص مضاد الثرومبين. نقص بروتين سي . نقص بروتين إس .
  • ب- فرط تخثر الدم المكتسب:
  • - تُمثل متلازمة مضاد الفوسفولبيد أحد أمراض المناعة الذاتيّة، ففي هذه الحالة يُنتِج الجهاز المناعي أجساماً مضادة تُهاجم البروتينات المُرتبطة بجزيئات دهنيّة تُعرف الفوسفوليبيد ، الأمر الذي يزيد من احتمالية الإصابة بتخثُّر الدم، ويُعزى حدوثها إلى العديد من المُسبّبات؛ كالعوامل البيئيّة، والجينيّة، والهرمونيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ تشخيص هذه المتلازمة يتمّ في العادة خلال المرحلة ما بين 20-50 عاماً، وفي الحقيقة قد تتسبَّب أحياناً بتجلطاتٍ في مختلف أنحاء الجسم بشكلٍ مفاجئ، الأمر الذي يتطلب علاجاً طارئاً باستخدام جُرعاتٍ عالية من مُضادات التخثُّر .
  • - خامسًا: مضاعفات فرط تخثر الدم:
  • 1- النوبة القلبية: (بالإنجليزيّة: Heart Attack)، وفيه تتكوَّن الجلطة في الشريان التاجي، الأمر الذي يُعيق تدفُّق الدم إلى جزء من عضلة القلب، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بفشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure) واضطراب النّظم القلبي (بالإنجليزيّة: Arrhythmias).
  • 2- السكتة الدماغية: (بالإنجليزيّة: Stroke)، تحدث السّكتة الدماغية نتيجة نقص التروية الدموية إلى الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى موت خلاياه في حال انقطاع الدم عنها لمدةٍ تزيد عن بضع دقائق، وما ينتج عن ذلك من شلل، وتلف الدماغ، والموت.
  • 3- الجلطات الدموية الوريدية
  • 4- مرض الشريان المحيطي: (بالإنجليزيّة: Peripheral artery disease)، ويحدث نتيجة تضيُّق الأوعية الدموية المُحيطية، وغالباً ما يُصيب شرايين الحوض والسّاقين.
  • 5-الفشل الكلوي: وفيه تتكون الجلطة الدموية في الكِلية، الأمر الذي قد يؤثر في قدرتها على إزالة السوائل والفضلات من الجسم.
  • 6- الاضطرابات المتعلقة بالحمل: تتسبّب تجلطات الدم أثناء الحمل بالإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو الإصابة بحالة مقدمات الارتعاج (بالإنجليزية: Preeclampsia).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.