ضربة الشمس

ضربة الشمس

  • تعد ضربة الشمس نوع من أنواع أمراض درجة الحرارة حيث ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي نتيجة للتعرض للشمس لساعات طويلة، فما هي ضربة الشمس؟ وما هي الأعراض والأسباب؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف ضربة الشمس:
  • - تنتج ضربة الشمس (بالإنجليزية: Sunstroke) أو الصدمة الحرارية عند التعرّض لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة، سواء أثناء العمل، أو أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، أو حتى عند الجلوس في أماكن ذات حرارة عالية، وتعدّ ضربة الشمس حالة طارئة تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية وإجراء الإسعافات الأولية لها، فإذا لم يتم علاجها بصورة سريعة قد تسبب مُضاعفات صحية عديدة، إذ تسبب ضرراً للأعضاء الحيوية في الجسم، وقد تُسبّب الوفاة في بعض الحالات.
  • - تؤدي ضربات الشمس إلى أكثر من 600 حالة وفاة سنوياً في الولايات المتحدة. وارتفع المعدل بين عامي 1995 و 2015. خطر الموت أقل من 5٪ في أولئك الذين يعانون من ضربة الشمس الناجمة عن ممارسة الرياضة، وتصل إلى 65٪ في أولئك الذين لم تكن ممارسة التمارين الرياضية محفزة لضربة الحر أو الشمس.
  • - ثانيًا: أعراض ضربة الشمس:
  • عندما يشعر الشخص بالحرّ الشديد، و فقدان الماء والأملاح من جسمه، فإنّ الأعراض تبدأ بالشعور بالتعب والضعف، وتتشنّج العضلات، وذلك بسبب الإجهاد الحراري، وفي حال لم يستطع الجسم أن يُسيطر على ارتفاع الحرارة، فإنّها سترتفع لدرجات خطيرة، وتسبب أعراضاً عديدة، أهمّها ما يلي:
  • 1- ارتفاع درجة حرارة الجسم: من أهم أعراض ضربة الشمس هو الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجسم.
  • 2-  التغيّرات العقلية: وتشمل التهيج ، والهلوسة، و صعوبة الكلام أو فهم ما يقوله الأخرين، وظهور النوبات خاصةً عند الأطفال، وقد يحدث فقدان للوعي.
  • 3-  تغيّرات في التعرّق: في ضربة الشمس الناجمة عن الطقس الحار، يكون الجلد حاراً وجافاً عند لمسه، ومع ذلك، فإنّ الجلد قد يبدو رطباً عند ضربة الشمس الناجمة عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في الجو الحار
  • 4-  الغثيان: يشعر المُصاب بالانزعاج أو الرغبة في التقيؤ.
  • 5-  الصداع: وهو من الأعراض الشائعة التي تترافق مع ضربة الشمس.
  • 6-  زيادة سرعة التنفس: تزداد سرعة التنفس، ويشعر المصاب بضيق التنفس.
  • 7-  تسارع ضربات القلب: تزداد سرعة ضربات القلب لأنّ الجسم يسعى لتبريد الأعضاء، وذلك يُشكل ضغطاً على القلب لزيادة نبضاته.
  • 8-  احمرار الجلد: يصبح لون الجلد أحمراً وشديد السخونة.
  • - أسباب الإصابة بضربة الشمس:
  • تحدث ضربة الشمس لسببين رئيسيين هما:
  • 1- ممارسة الأنشطة البدنية في الطقس الحار: كممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني، وقد يتجاهل بعض الأشخاص الأعراض المبكرة لضربة الشمس، خاصة فئة الشباب أو الأشخاص الأصحاء.
  • 2- التواجد في أجواء حارة: قد تسبب درجات الحرارة المرتفعة ضربة الشمس حتى وإن لم يتم ممارسة أي نشاط بدني، مثل فئة الأطفال، أو كبار السن، أو المرضى، فبمجرد تواجدهم ببيئة ذات جو حار، فإنهم قد يصابون بضربة شمس، ويزداد هذا الخطر في حال قلة شرب السوائل، أو ارتداء ملابس ثقيلة تمنع وصول الهواء للجسم.
  • - عوامل الخطر:
  • تشمل عوامل الخطر موجات الحرارة، والرطوبة العالية، وبعض الأدوية مثل مدرات البول، حاصرات بيتا، أو الكحول، وأمراض القلب، واضطرابات الجلد. الحالات التي لا ترتبط مع المجهود البدني تحدث عادة بسبب كبار السن أو بسبب المشاكل الصحية المزمنة بالإضافة لما سبق ذكره، فإنّ العوامل التالية تزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس:
  • 1- العمر: يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس لدى بعض الفئات العمرية، مثل الأطفال الذين يقل عمرهم عن 4 سنوات، وكبار السن الذين يزيد عمرهم عن 65 عام، لأنّ استجابتهم للحرارة يكون أبطأ من باقي الفئات العمرية.
  •  2- الظروف الصحية: يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس لدى الأشخاص المُصابين بأمراض القلب، والرئتين، وأمراض الكلى، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والأمراض العقلية، وسمة الخلية المنجلية (بالإنجليزية: Sickle cell trait)، ومدمني الكحول، والأشخاص المُصابين بحروق الشمس، أو أي حالة أخرى تُسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • 3- تناول بعض الأدوية: مثل مُضادّات الهيستامين، ومُدرّات البول، والمُهدّئات، والمُنشطات، والأدوية المُضادّة للنوبات العصبية، وأدوية القلب وضغط الدم، مثل حاصرات البيتا، و قابضات الأوعية الدموية، والأدوية النفسية، مثل مضادات الاكتئاب، ومُضادّات 4- الذهان، و الأدوية غير المشروعة مثل الكوكايين، والميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine).
  • 5- الرياضيون: خاصةً إذا مارسوا الأنشطة البدنية في الأجواء الحارّة.
  • 6-  الأشخاص الذين يعملون في الخارج، تحت أشعة الشمس المُباشرة.
  • 7-  البقاء في السيارة: يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس لدى الأطفال والرضع وكبار السن الذين يبقون في السيارة المغلقة، في الطقس الحار.
  • - ثالثًا: تشخيص ضربة الشمس:
  • يُشخص الطبيب الإصابة بضربة الشمس بناءً على الأعراض الظاهرة على المُصاب، التي تكون واضحة للعيان، ومع ذلك، قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد أي حالة مرضية أخرى، قد تتشابه أعراضها مع أعراض ضربة الشمس، ومن الأمثلة على هذه الفحوصات ما يلي:
  • 1- تحليل الدم: يقيس مستويات البوتاسيوم والصوديوم في الدم، ويكشف عن وجود أي تلف في الجهاز العصبي المركزي.
  • 2- تحليل البول: يكشف عن وظائف الكلى، وقد يشير البول داكن اللون إلى وجود مشاكل في القلب.
  • 3- فحص العضلات: للكشف عن أي ضرر في أنسجة العضلات.
  • 4- فحص الأشعة: إذ يلجأ الطبيب إلى فحص الأشعة السينية للكشف عن أي ضرر قد يلحق الأعضاء الداخلية.
  • - علاج ضربة الشمس:
  • - علاج ضربة الشمس ينطوي على التبريد الميكانيكي السريع جنبا إلى جنب مع تدابير الإنعاش القياسية.
  • - يجب خفض درجة حرارة الجسم بسرعة. وينبغي نقل الشخص إلى منطقة باردة (في الداخل، أو على الأقل في الظل) وإزالة الملابس لتعزيز فقدان الحرارة (التبريد السلبي). وينبغي أيضاً أن تُستخدم أساليب التبريد النشط، إذا أمكن: يتم تحميم الشخص في الماء البارد، أو يمكن استخدام سترة ارتفاع درجة الحرارة. (ومع ذلك، لف الشخص بالمناشف المبللة أو الملابس يمكن أن تعمل في الواقع كعازل مما يزيد درجة حرارة الجسم.) تساعد الكمادات الباردة الموضوعة على الجذع والرأس والعنق والمغبن على تبريد الضحية. ويمكن استخدام مروحة أو وحدة تكييف الهواء المجففة للمساعدة على تبخر الماء.
  • - غمر الشخص في حوض الماء البارد هو طريقة معترف بها على نطاق واسع للتبريد. قد تتطلب هذه الطريقة جهد العديد من الناس، وينبغي رصد الشخص بعناية أثناء عملية العلاج. وينبغي تجنب الغمر للشخص الغير واعي، ولكن إذا لم يكن هناك بديل، يجب أن يكون رأس الشخص فوق الماء.
  • - الترطيب مهم في تبريد الشخص. في حالات خفيفة من الجفاف المصاحب، يمكن أن يتحقق الترطيب عن طريق مياه الشرب، أو يمكن أن تستخدم المشروبات الرياضية متساوية التوتر التجارية كبديل. في الجفاف الذي يسببه التمرين أو الحرارة، يمكن أن يؤدي اختلال توازن الشوارد، ويمكن أن يزداد سوءاً بسبب الاستهلاك الزائد للمياه. نقص صوديوم الدم يمكن تصحيحه عن طريق تناول السوائل مفرطة التوتر. امتصاص الجسم عادةً سريع وكامل في معظم الناس ولكن إذا كان الشخص هو مشوش، وفاقد للوعي، أو غير قادر على تحمل السوائل عن طريق الفم، سيكون التنقيط في الوريد ضرورياً لتعويض السوائل والشوارد.
  • - وينبغي إعادة تقييم حالة الشخص واستقرارها من قبل العاملين الطبيين المدربين. وينبغي مراقبة معدل ضربات القلب والتنفس لدى الشخص، وقد يكون من الضروري إجراء الإنعاش القلبي الرئوي إذا انتقل الشخص إلى السكتة القلبية.
  • - مضاعفات ضربة الشمس:
  • - تختلف مضاعفات ضربة الشمس باختلاف الحرارة التي وصل إليها الجسم، وفي حال لم يتم السيطرة عليها سريعاً، فإن أعضاء الجسم ستتلف، وقد يكون تلفها دائماً، ولسوء الحظ فإن بعض حالات ضربات الشمس قد تسبب الوفاة للمصاب، ومن هنا جاءت أهمية التوعية حول اتباع الإجراءات الوقائية في أوقات الحر الشديدة، لتجنب الإصابة بضربات الشمس، خاصة للفئات الأكثر عرضة من غيرها، كالأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
  • - الوقاية من ضربة الشمس:
  • يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص الإصابة بضربة الشمس، والانتباه للأطفال والرضع وكبار السن في موجات الحر الشديدة، والحرص على تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء شديدة الحرارة، والحرص على البقاء في أماكن مُكيفة وجيدة التهوية، وفي حال الخروج في الأجواء الحارة، يُنصح باتباع الإجراءات الوقائية التالية، التي تقلل من فرص ضربات الشمس:
  • 1-  ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، فالملابس الغامقة تمتص أشعة الشمس بينما تعكس الملابس الفاتحة أشعة الشمس، بالإضافة لأهمية ارتداء قبعة، أو استخدام مظلة للوقاية من حرارة الشمس.
  • 2-  شرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم، إذ يؤثر الجفاف ونقص الأملاح في الإصابة بالعديد من مضاعفات ضربة الشمس، ويلجأ الرياضيون عادةً لشرب مشروبات الطاقة لتعويض نقص الأملاح أثناء التعرّق، وينبغي أن تُشرب السوائل كل 15-20 دقيقة، حتى لو لم يشعر الشخص بالعطش، ويجدر بالذكر أنّ لون البول الفاتح يشير إلى أن الشخص يشرب كميات كافية من السوائل، أما البول الغامق فهو إشارة إلى معاناة الجسم من حالة الجفاف، وينصح بتقليل المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي أو القهوة، أو الكحوليات.
  • 3-  توخي الحذر عند تناول أي من الأدوية التي تؤثر في قدرة الجسم في الحفاظ على رطوبته و التخلص من الحرارة، ومن هذه الأدوية؛ بعض المضادات الحيوية، ومضادات الهيستامين، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأدوية القلب، مثل حاصرات البيتا، و قابضات الأوعية الدموية، ومضادّات الاكتئاب ومضادات الذهان، والأدوية المُضادة للصرع، ومدرات البول، والمُلينات، وبعض حبوب تخسيس الوزن، وأدوية علاج حب الشباب التي تُصرف بوصفة طبية، والأدوية غير المشروعة مثل الكوكايين.
  • 4- تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة قدر المستطاع، وجدولة أوقات الخروج من المنزل، لتكون قبل العاشرة صباحاً، وبعد السادسة مساءً، وفي حال الخروج في أوقات الظهيرة، فينصح بأخذ أكثر من استراحة أثناء المشي أو ممارسة أي نشاط بدني.
  • 5- الحرص على عدم ترك الأطفال أو كبار السن في سيارة مغلقة، حتى وإن كانت الشبابيك مفتوحة، فارتفاع الحرارة يكون سريع وخطير في أيام الصيف، إذ ارتبط ذلك بالعديد من حوادث وفيات الأطفال.
  • 6- وضع واقي شمسي عند الخروج من المنزل، وأن يحتوي على عامل حماية (بالإنجليزية: SPF) يعادل 15 أو أكثر.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.