ما هي المشيمة؟

ما هي المشيمة؟

  • من عظمة خلق الله - سبحانه وتعالى- ومعجزاته في جسم الإنسان وتكوينه، جزء المشيمة حلقة الوصل المبتكرة بين الأم وجنينها، هذا الجزء المهم الذي يمتلك العديد من الوظائف المهمة التي تؤثر على تطور الجنين ونموه ونقل الغذاء المهم له، فما هي المشيمة؟ وما هي وظيفتها؟ وما هي الأمراض المتعلقة بالمشيمة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - تعريف المشيمة:
  • - هي عضو دائري مسطح الشكل يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري في الرحم، وتخرج المشيمة من رحم الأم بعد المرحلة الثالثة من الولادة.
  • - المشيمة هي الجزء الذي يربط بين الأم والجنين، تلتصق المشيمة بجدار الرحم كما يوجد الحبل السري الذي يربط الطفل بالمشيمة فيقوم بنقل الغذاء والاكسجين من الأم الى الجنين، وأخذ الفضلات الناتجة من الجنين إلى الأم.
  • - تعمل المشيمة على تصفية الدم القادم من الأم قبل وصوله الى الجنين، حيث تقوم بمنع دخول العديد من المواد الضارة إلى جسم الطفل. كما تقوم المشيمة بمجموعة من الوظائف الأساسية الأخرى اضافة إلى نقل الغذاء والاكسجين، فهي تفرز عدداً من الهرمونات المسؤولة عن دعم وجود واستمرار الحمل مثل الاستروجين، والبروجسترون، وتؤثر على نمو الجنين وتطوره.
  • - تركيب المشيمة:
  • - تنشأ المشيمة من ارتباط أنسجة الجنين والأم ببعضها البعض، والتي تتّخذ شكل أعمدة المرتبطة مع بعضها البعض على شكل كيس يغلف الجنين من الخارج، حيث تخترق هذه الأعمدة البطانة الرحمية من أحد جهاتها كما تتفرع إلى زغابات صغيرة تحتوي كل من دم الجنين والأم دون أن تخلط بينهما، حيث يعبر كل من الغذاء والأوكسجين من دم الأم إلى دم الجنين عبر الأغشية الموجودة في هذه الزغابات، أمّا طول المشيمة لدى الأم الحامل في آخر مراحل حملها فيصل إلى 9 بوصة كما يصل وزنها إلى 500 غم، وتكون المشيمة أكثر سمكاً من الوسط عن الأطراف حيث يصل أقصى سمك لها إلى 1 بوصة.
  • - وظيفة وأهمية المشيمة:
  • 1- تبادل الغازات: لا يستخدم الجنين داخل الرحم رئتيه للتنفس، وعوضاً عن ذلك يحصل على الأكسجين الذي يحتاج إليه عن طريق دم الأم. فتنقل المشيمة له الأكسجين القادم من دم أمه، كما تُخلص جسمه من ثاني أكسيد الكربون عن طريق نقله إلى الدورة الدموية الخاصة بالأم.
  • 2- نقل الغذاء: إنّ المصدر الرئيسي للعديد من العناصر الغذائية الأساسية لتكوين وبناء جسم الجنين هو دم الأم، لذلك تقوم المشيمة بنقل كل من:
  • أ- الجلوكوز، والذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة في جسم الجنين، ولا يتم صنعه بكمية كافية في جسم الجنين.
  • ب- الأحماض الامينية، يستخدمه الجنين في صناعة البروتينات المختلفة، للنمو والتطور.
  • ج- الأحماض الدهنية، تدخل في تكوين مواد التواصل بين الخلايا، وبناء جدار الخلايا حيث أن كل خلية في جسم الإنسان يحيط بها غلاف، يتكون هذا الغلاف من وحدات بناء أساسية وهي الأحماض الدهنية.
  • د- الماء والفيتامينات والمعادن.
  • 3- صناعة وإفراز الهرمونات: المشيمة مصنع مهم لعدد كبير من الهرمونات التي يحتاجها الجنين للنمو والبقاء والتطور، من الهرمونات التي تفرزها المشيمة مايلي:
  • أ- هرمون الحمل (بالانجليزية: Human Chorionic Gonadotropin HCG)، هذا الهرمون مسؤول عن دعم بقاء الحمل، أي أن وجوده يحافظ على وجود الجسم الأصفر (وهو الجزء المتبقي من الغلاف المحيط بالبويضة بعد خروجها من المبيض، يبقى الجسم الأصفر بعد حدوث الحمل فترة من الزمن ليُفرِز هرمون البروجسترون)، ووجود هرمون البروجسترون يمنع حدوث الدورة الشهرية وبالتالي يبقى الرحم متكيّفاً مع وجود الحمل بداخله ويستمر في التطور.
  • ب- هرمون محفز الألبان المشيمي (بالانجليزية:Human Placental Lactogen HPL)، هذا الهرمون مسؤول عن توفير أكبر قدر من الجلوكوز إلى الجنين، حيث يزيد من مقاومة الأم للأنسولين، وبالتالي تزداد نسبة الجلوكوز الموجودة في دم الأم وتنتقل بشكل أكبر للجنين.
  • ج- هرمون النمو، مسؤول عن نمو المشيمة وتطورها.
  • د- هرمون الاستروجين والبروجسترون، يقوم الاستروجين ببناء بطانة الرحم ودعم بقاء الحمل. كما يقوم البروجسترون بالمحافظة على منع حدوث انقباضات في الرحم لمنع حدوث ولادة مفاجئة وبقاء الحمل مستقراً حتى الولادة.
  • 4- الوظيفة المناعية: تنتقل الأجسام المضادة تحديداً الـ IgG، من جسم الأم إلى الجنين لتحسين المناعة الأوليّة ضد العديد من الأمراض، ويزداد انتقال الأجسام المضادة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. في حال وجود مرض مناعي عند الأم مثل الوهن العضلي وغيرها من الأمراض المناعية، يمكن أن تنتقل الأجسام المضادة المسببة للمرض وتؤثر على الجنين لفترة مؤقتة أو دائمة.
  • - الأمراض المتعلقة بالمشيمة:
  • 1- المشيمة المتقدمة: بحيث تنزاح المشيمة من مكانها نحو المنطقة السفلية من الرحم وهي تغلق بذلك عنق الرحم، وعند دخول المرحلة الأخيرة من الحمل ومع اتّساع عنق الرحم تنزلق المشيمة بداخل الرحم متسببةً بنزف شديد، الأمر الذي يستدعي التدخل الطبي السريع لإنقاذ الحمل.
  • 2- المشيمة المنتزعة: تبقى المشيمة في هذه الحالة في مكانها الصحيح، إلّا أنّها تنفصل عن بطانة الرحم قبل الولادة أو خلالها، مما يشكل تهديد كبير على حياة الجنين.
  • 3- قصور المشيمة: يمكن أن يحدث خلل وقصور في وظيفة المشيمة، مما يؤدي إلى نقص التغذية الدموية التي تصل إلى الجنين، تصيب هذه الحالة 1 من كل 300 حمل. يؤثر قصور المشيمة على نمو الطفل وتطوره فيؤدي إلى قلة حجم الطفل، ومحدودية اكتساب الوزن، بالإضافة لقلة حركة الجنين داخل الرحم. استمرار نقص الاكسجين الحاد يمكن أن يؤثر على تطور الطفل العصبي، ويمكن أن يؤدي إلى موت الجنين في الحالات المتقدمة.
  • تحدث مثل هذه الحالات عند وجود مشكلة مسبقة عند الأم غالباً، مثل وجود مرض في عضلة القلب عند الأم، أو إصابتها بمرض السكري، أو تناول الكحول وتعاطي المخدرات. وغيرها من المشكلات التي تجعل احتمالية حدوث قصور في المشيمة أعلى، لذلك تحتاج الأم في هذه الحالات إلى عناية مكثفة ومراقبة لوضع الجنين بشكل مستمر.
  • 4- انفصال المشيمة المبكر: تنفصل المشيمة في الحالات الطبيعية بعد خروج الطفل من الرحم، لكن في 1% من الأحمال يحدث انفصال المشيمة بشكل مبكر، إذ تنفصل المشيمة والطفل لا يزال داخل رحم الأم. في هذه الحالة يكون الطفل عرضة لنقص الأكسجين، وانقطاعه لذلك يجب التدخل السريع لإخراج الطفل وإيقاف النزيف بمجرد إخراج المشيمة.
  • الأعراض التي تظهر على الأم عند حدوث انفصال المشيمة المبكر، هي نزول الدم من المهبل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، قد يترافق ذلك مع ألم في البطن، أو نقصان حركة الجنين، أو انقباضات في الرحم تشبه انقباضات الولادة.
  • 5- المشيمة المحتجزة: تنفصل المشيمة عن الرحم وتخرج بعد خروج الطفل بعد الولادة بشكل مباشر أو بعد مدة أقصاها نصف ساعة، وعند خروج المشيمة يقوم الطاقم الطبي بتفقد أجزاء المشيمة والتأكد بأنها خرجت كاملة. في حال عدم خروج المشيمة بشكل تلقائي أو بقاء أي جزء من المشيمة ملتصق في داخل الرحم يسمى ذلك بالمشيمة المحتجزة، وتحدث في 2% من الولادات.
  • - تسبب المشيمة المحتجزة نزيف شديد بعد الولادة، ويحتاج ذلك للعناية الشديدة بالأم والحرص على متابعة خروج المشيمة بشكل كامل تجنباً لتَعريض حياة الأم للخطر نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم. في حال تشخيص وجود مشيمة محتجزة يتم إخراجها يدويا تحت التخدير، أو عن طريق الأدوية من خلال إعطاء مادة الأكستوسين المحفزة لإنقباض الرحم، مما يحفز المشيمة على الانفصال عن الرحم والخروج بشكل تلقائي.
  • - يوجد نوع من أنواع المشيمة المحتجزة والذي يعتبر خطيراً وهو عند انغراس المشيمة بشكل عميق داخل الرحم وصولاً إلى الطبقات الداخلية وليس بطانة الرحم فقط، في تلك الحالة يمكن أن يكون العلاج هو استئصال الرحم لإيقاف النزيف. ولكن هذه الحالة نادرة جداً، وتصيب النساء اللواتي تعرضن لجراحات متكررة في جدار الرحم.
  • - انتقال الأدوية عن طريق المشيمة:
  •  - تستطيع أغلب الأدوية أن تنتقل عن طريق المشيمة لتصل إلى الجنين، في بعض الحالات يكون ذلك مفيداً، فحين يتم إعطاء الأم حقنة اكتمال الرئة للحامل ينتقل الستيرويد عن طريق دم الأم إلى جسم الجنين، ليتم تحفيز نضوج الرئتين، ليقل خطر معاناة الطفل بعد الولادة من متلازمة حديثي الولادة من ضيق تنفس والحاجة لجهاز التنفس الاصطناعي.
  • - يقابل هذه الاستخدامات الإيجابية لانتقال الأدوية عن طريق المشيمة إلى الجنين، العديد من السلبيات والمخاطر، فكثير من الأدوية تعتبر مسببة للتشوهات، والقصور في النمو، وعدم اكتمال التطور.
  • - وأكثر المخاطر التي يمكن أن تسببها الأدوية المنتقلة إلى الجنين حين تنتقل في مرحلة تكوين الأعضاء أي في الثلاثة أشهر الأولى خلال الحمل.
  • - كما يجب معرفة أن الكحول والنيكوتين تنتقل الى الجنين، ويمكن أن تتسبب بأضرار دائمة تؤثر على الطفل. لذلك ينصح الأطباء السيدات الحوامل بعدم تناول أي دواء دون إشراف الطبيب المعالج على ذلك، والابتعاد عن الكحوليات والتدخين.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.