مثال على روائع قصائد الغزل في الشعر العربي

مثال على روائع قصائد الغزل في الشعر العربي

  • - تربعت قصائد الحب العذري مكان الصدارة في الشعر بدءاً من العصر الجاهلي مروراً بالعصر الأموي والعباسي ووصولاً ليومنا هذا، فنظم الشعراء قصائد الحب والاشتياق والحنين، وبرعوا في وصف المحبوب وأشهرهم: (قيس بن الملوح "مجنون ليلى" وعنترة العبسي وجميل بثينة وغيرهم).
  • - وحظي شعر الغزل بجمهور كبير من الشعراء والقراء والمهتمين لإيقاعه العذب ومعانيه الرقيقة، فعاش مع كل الأزمنة وحافظ على شعبيته حتى يومنا هذا.
  • - وسنلقي الضوء في مقالنا هذا على بعض من أروع قصائد الحب العذري عبر التاريخ:

  • 1- من قصائد عنترة العبسي في وصف محبوبته "عبلة":
  • - فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ 
  • وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ
  • - وَأَجفانٌ تَبيتُ مُقَرَّحاتِ 
  • تَسيلُ دَماً إِذا جَنَّ الظَلامُ
  • - وَهاتِفَةٌ شَجَت قَلبي بِصَوتٍ
  • يَلَذُّ بِهِ الفُؤادُ المُستَهامُ
  • - شُغِلتُ بِذِكرِ عَبلَةَ عَن سِواه
  • وَقُلتُ لِصاحِبي هَذا المَرامُ
  • - وَفي أَرضِ الحِجازِ خِيامُ قَومٍ
  • حَلالُ الوَصلِ عِندَهُمُ حَرامُ
  • - وَبَينَ قِبابِ ذاكَ الحَيِّ خَودٌ
  • رَداحٌ لا يُماطُ لَها لِثامُ
  • - لَها مِن تَحتِ بُرقُعِها عُيونٌ
  • صِحاحٌ حَشوُ جَفنَيها سَقامُ
  • - وَبَينَ شِفاهِها مِسكٌ عَبيرٌ 
  • وَكافورٌ يُمازِجهُ مُدامُ
  • - فَما لِلبَدرِ إِن سَفَرَت كَمالٌ
  • وَما لِلغُصنِ إِن خَطَرَت قَوامُ
  • 2- من قصائد امرؤ القيس في وصف محبوبته "سلمى":
  • - لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجَبَلْ
  • مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَلْ
  • - عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَبٍ
  • ومُنخَفَضٍ طَام تَنَكَّرَ واضمَحَلْ
  • -  وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
  • عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَنَ ارتَحَلْ
  • - تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنهُ مُجَلجِلٌ
  • أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَلْ
  • - بِرِيحٍ وبَرقٍ لاَحَ بَينَ سَحَائِبٍ
  • ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَلْ
  • - فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
  • ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسلْ
  • - وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ 
  • وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَلْ
  • -  وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ
  • وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَلْ
  • - وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ
  • وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَلْ
  • - وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ
  • ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ فِي سَيرِهِ مَيَلْ
  • - فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي
  • تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانْهمَلْ
  • -  فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي
  • تَمَتَّعتِ لا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَلْ
  • -  لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَفاً
  • ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَلْ
  •  3- من قصائد عمر بن أبي ربيعة يصف محبوبته "نعم":
  • - أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ 
  • غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ
  • - لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها 
  • فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ
  • - تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
  • وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ
  • - وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت
  • وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ
  • - وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها
  • نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
  • - إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
  • لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ
  • 4- من قصائد قيس بن الملوح أشهر العاشقين وهو يصف محبوبته "ليلى":
  • - تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
  • وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
  • - بِثَمدَينِ لاحَت نارَ لَيلى وَصَحبَتي 
  • بِذاتِ الغَضا تَزجي المَطِيَّ النَواجِيا
  • - فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
  • بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
  • - فَقُلتُ لَهُ بَل نارَ لَيلى تَوَقَّدَت
  • بِعَليا تَسامى ضَوؤُها فَبَدا لِيا
  • - فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضا
  • وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
  • - فَقُلتُ وَلَم أَملِك لِعَمروِ بنِ مالِكٍ
  • أَحتَفٌ بِذاتِ الرَقمَتَينِ بَدا لِيا
  • - تَبَدَّلتِ مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ
  • وَساوِسَ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وِسادِيا
  • - فَإِنَّ الَّذي أَمَّلتَ مِن أُمِّ مالِكٍ 
  • أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا
  • - فَلَيتَكُمُ لَم تَعرِفوني وَلَيتَكُم 
  • تَخَلَّيتُ عَنكُم لا عَلَيَّ وَلا لِيا
  • - خَليلَيَّ إِن بانوا بِلَيلى فَقَرِّبا 
  • لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
  • - وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي
  • وَرُدّوا عَلى عَينَيَّ فَضلَ رِدائِيا
  • - وَلا تَحسِداني بارَكَ اللَهُ فيكُما
  • مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
  • - فَيَومانِ يَومٌ في الأَنيسِ مُرَنَّقٌ
  • وَيَومَ أُباري الرائِحاتِ الجَوارِيا
  • - إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتَ أَمامَنا
  • كَفى لِمَطايانا بِريحِكِ هادِيا
  • - أَعِدَّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ 
  • وَقَد عِشتُ دَهراً لا أُعِدَّ اللَيالِيا
  • 5- من قصائد جميل بن معمر في وصف محبوبته "بثينة":
  • - أَلا لَــيــتَ رَيــعـانَ الـشَـبـابِ جَــديـدُ
  • وَدَهــــراً تَــوَلّــى يـــا بُـثَـيـنَ يَــعـودُ
  • - فَـنَـبـقـى كَــمـا كُــنّـا نَــكـونُ وَأَنــتُـمُ 
  • قَـــريــبٌ وَإِذ مــــا تَـبـذُلـيـنَ زَهــيــدُ
  • - وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
  • وَقَـــد قُـرِّبَـت نَـضـوي أَمِـصـرَ تُـريـدُ
  • - وَلا قَـولَـها لَـولا الـعُيونُ الَّـتي تَـرى
  • لَــزُرتُــكَ فَـاِعـذُرنـي فَــدَتـكَ جُـــدودُ
  • - خَـلـيلَيَّ مــا أَلـقى مِـنَ الـوَجدِ بـاطِنٌ
  • وَدَمـعـي بِـمـا أُخـفـي الـغَـداةَ شَـهـيدُ
  • 6- من قصائد أبي القاسم الشابي في وصف محبوبته الصغيرة التي فقدها:
  • - عـذبة أنـت كـالطفولة كالأحلام
  • كـاللـحن كـالـصباح الـجـديد
  • - كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ
  • كـالـوردِ كـابـتسامِ الـولـيدِ
  • - يـا لـها مِـنْ وَداعـةٍ وجـمالٍ
  • وشَــبـابٍ مُـنـعَّـمٍ أُمْـلُـودِ
  • - يـا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقديسَ
  • فــي مـهـجَةِ الـشَّقيِّ الـعنيدِ
  • - يـا لـها رقَّـةً تَـكادُ يَرفُّ الوَرْدُ  
  • مـنها فـي الـصَّخْرَةِ الـجُلْمودِ
  • - أَيُّ شـيءٍ تُـراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ  
  • تَـهادتْ بَـيْنَ الـوَرَى مِنْ جديدِ
  • - لـتُعيدَ الـشَّبابَ والفرحَ المعسولَ  
  • لـلـعـالمِ الـتَّـعيسِ الـعـميدِ
  • - أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَرضِ 
  • لـيُـحيي روحَ الـسَّلامِ الـعهيدِ
  • 7- من قصائد ابن الفارض في وصف محبوبته وكان يلقب بـ "سلطان العاشقين":
  • - شوقاً إليك وقلبٌ بالغرام شجِ
  • وأضلعٌ نحِلت كادت تقوّمها
  • - من الجوى، كبدي الحرّى، من العِوجِ 
  • وحبّذا فيك أسقامٌ خفيت بها
  • - عني، تقوم بها عند الهوى حججي
  • أصبحت فيك كما أمسيت مكتئباً
  • - ولم أقل جزعاً: يا أزمة انفرجي 
  • أهفو إلى كلِّ قلبٍ بالغرامِ لهُ شغلٌ
  • - وكلِّ لسانٍ بالهوى لهجِ
  • وكُلِّ سَمْعٍ عنِ اللاحي، بهِ صَمَمٌ
  • - وكلِّ جفنٍ إلى الإغفاءِ لمْ يعجِ
  • لا كانَ وجدٌ بهِ الآماقُ جامدةٌ
  • - ولا غَرامٌ بهِ الأشْواقُ لمْ تَهِجِ
  • عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
  • - أوفى مُحِبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ
  •   وخذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
  • 8- من قصائد أبو نواس في وصف عشقه لمحبوبته:
  • - أموت ولا تدري وأنت قتلتني
  • ولو كنت تدري كنت لا شك ترحم
  • - أهابك أن أشكوا إليك صبابتي 
  • فلا أنا أبديها ولا أنت تعلم
  • - يترجم طرفي عن لساني لتعلموا
  • ويبدي لكم ما كان صدري يكتم
  • - ولما تلاقينا والدموع سواجم
  • خرست وطرفي في الهوى يتكلم
  • - حواجبنا تقضي الحوائج بيننا
  • ونحن سكوت والهوى يتكلم
  • - أشارت بطرف العين خيفة أهلها
  • إشارة محزون ولم تتكلم
  • - فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً
  • وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
  • - تشير لنا عما تقول بطرفها
  • وأومئ لها بالبنان فتفهم
  • - إشارتنا بالحب غمز عيوننا 
  • وكل لبيب بالإشارة يفهم !!
  • - لساني وقلبي يكتمان هواكم
  • ولكن دمعي بالهوى يتكلم
  • 9- من قصائد المتنبي في وصف تعلقه بالمحبوبة:
  • - عَزيزُ أَسىً مَن داؤُهُ الحَدَقُ النُجلُ
  • عَياءٌ بِهِ ماتَ المُحِبّونَ مِن قَبلُ
  • - فَمَن شاءَ فَليَنظُر إِلَيَّ فَمَنظَري 
  • نَذيرٌ إِلى مَن ظَنَّ أَنَّ الهَوى سَهلُ
  • - وَما هِيَ إِلا لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍ
  • إِذا نَزَلَتْ في قَلبِهِ رَحَلَ العَقلُ
  • - جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي
  • فَأَصبَحَ لي عَن كُلِّ شُغلٍ بِها شُغلُ
  • - وَمِن جَسَدي لَم يَترُكِ السُقمُ شَعرَةً 
  • فَما فَوقَها إِلا وَفيها لَهُ فِعلُ
  • - إِذا عَذَلوا فيها أَجَبتُ بِأَنَّةٍ
  • حُبَيِّبَتا قَلبًا فُؤادا هَيا جُملُ
  • - كَأَنَّ رَقيبًا مِنكِ سَدَّ مَسامِعي
  • عَنِ العَذلِ حَتّى لَيسَ يَدخُلُها العَذلُ
  • - كَأَنَّ سُهادَ اللَيلِ يَعشَقُ مُقلَتي
  • فَبَينَهُما في كُلِّ هَجرٍ لَنا وَصلُ
  • 10- من قصائد جرير في وصف محبوبته:
  • - بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا 
  • وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا
  • - حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلاً
  • بِالدارِ داراً وَلا الجيرانِ جيرانا
  • - قَد كُنتُ في أَثَرِ الأَظعانِ ذا طَرَبٍ
  • مُرَوَّعاً مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا
  • - يا رَبُّ مُكتئبٍ لَو قَد نُعيتُ لَهُ
  • باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا
  • - لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا 
  • أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا
  • - كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ
  • يَدعو إِلى اللَهِ إِسراراً وَإِعلانا
  • - يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ
  • بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا
  • - بَلِّغ رَسائِلَ عَنّا خَفَّ مَحمَلُها
  • عَلى قَلائِصَ لَم يَحمِلنَ حيرانا
  • - كَيما نَقولُ إِذا بَلَّغتَ حاجَتَنا
  • أَنتَ الأَمينُ إِذا مُستَأمَنٌ خانا
  • - تُهدي السَلامَ لِأَهلِ الغَورِ مِن مَلَحٍ
  • هَيهاتَ مِن مَلَحٍ بِالغَورِ مُهدانا
  • - أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ الجِزعِ مَنزِلَةً
  • بِالطَلحِ طَلحاً وَبِالأَعطانِ أَعطانا
  • - يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ 
  • أَو ساقِياً فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا
  • - حتى يومنا هذا لا يزال شعر الغزل والحب العذري مثار اهتمام القراء والشعراء فهو حاضر في كل العصور لما يحمله بين أبياته من مشاعر تداعب العواطف وترسم أحاسيس الحب في كلمات.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.