- - يستيقظ المرء كل صباح ليبدأ يوماً حافلاً بالأعمال الشخصية التي تعود عليه إما بالمال أو المصالح عامة ، إلا يوماً واحداً يقدِّسه المسلمون ، يستعدون فيه لقضاء الوقت كأفضل وأسعد ما يكون ؛ نعم ، إنه يوم الجمعة ، يومٌ اختص الله فيه المسلمين لينعموا بالراحة والطمأنينة والإجتماع ، حتى قال البعض بأنه يوم عيدهم الثالث .
-
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) رواه مسلم.
- - مما يعني في هذا الحديث أنَّ ليوم الجمعة اختصاصاً عن الأيام الأخرى ، في هذا اليوم خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة وأخرج منها، وفي غير هذا الحديث مما دلَّت عليه النصوص الشرعية أن لهذا اليوم بركةً تُميِّزه عن سائر الأيام بل وحتى جاء ذكر هذا اليوم في القرآن الكريم بسورة خاصة ، هي سورة الجمعة .
-
و فضائل هذا اليوم تظهر في أجر الأعمال التي يقوم بها المسلم فضلاً عن سائر الأيام ، ومنها:
-
1-الاغتسال باكراً :
- - للاستعداد لأداء صلاة الجمعة،وفي ذلك قول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإمام، واستمع، وأنصت، ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها من بيتِه إلى المسجدِ، عملُ سَنَةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها)، في الحديث حثٌّ للمسلم على الاغتسال يوم الجمعة ، والتبكير للمسجد ، والمشي دون الركوب في الحافلة أو السيارة ، والانصات للخطيب أجر قيام وصيام سنة كاملة .
- - وهذا الأمر يعود على المسلم بالنفع والخير مما في الاغتسال من راحة يشعر بها المسلم حين يلتقي به غيره ويكون ذا رائحة ومظهر طيِّب .
-
2- حضور خطبة الجمعة:
- - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ ) رواه البخاري ، وأجر الحضور باكراً كما دلَّ عليه الحديث عظيم جداً ، فكلما كان المسلم بالحضور أبكر كان في تقديمه الأفضل ، كما شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث.
-
3-الاستماع إلى الخطيب بشكل جيد :
- - وفي السنة دلَّت الأحاديث على وجوب الاستماع للخطيب وبعكس ذلك يقل أجر المسلم ،فعن سهل بن معاذ -رضي الله عنهما- عن أبيه: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب" [رواه الترمذي].
- - أيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غُفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسَّ الحصى فقد لغا" [رواه مسلم].
-
4- التطيب :
- - ان يضع المرء في ثيابه وبدنه أو شعره المسك أو أي نوع من أنواع العطور ، وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على وضع الطيب ، لما فيه مظهر من مظاهر السرور والنظافة.
-
5-استعمال السِّواك :
- - وهو عود من شجر الآرك ،يستخدم لإزالة ما عَلِقَ بالأسنان من الطعام ونحوه ، كما يترك أثراً طيباً في الفم .
-
6-الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم
-
- فقد ثبت في الأحاديث الواردة عظيم الأجر لمن يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم بالذات في يوم الجمعة.
-
7- الدعاء يوم الجمعة :
- - في يوم الجمعة بشكل خاص ساعة استجابة يتحرى المسلم الدعاء في هذا اليوم علَّ الله يستجيب له ، وقد دلت السنة الصحيحة على أن في الجمعة ساعة إجابة ، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه ، كما في الحديث الذي رواه البخاري ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ ) .
- - وهذه الساعة كما قال بعض العلماء هي بعد العصر قبل غروب الشمس.
-
8- قراءة سورة الكهف :
- - وقراءة سورة الكهف تكون خلال يوم الجمعة وليلتها لمن أراد عظيم الأجر،وكما قال العلماء وتقرأ السورة في ليلة الجمعة أو في يومها ، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس ، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس ، وعليه : فيكون وقت قراءتها من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة .
- - وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في عظيم أجرها، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة ، وغفر له ما بين الجمعتين ".
- وأخيرا: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .