مثال على التاريخ في العصور القديمة

مثال على التاريخ في العصور القديمة

  • - تبدأ العصور التاريخيّة باختراع الكتابة حوالي منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، وقد قسم المؤلفون هذه العصور إلى ثلاثة أقسام هي: العصور القديمة ، الوسطى ، والحديثة . وهذا التقسيم هو لغايات دراسية لأن الحوادث التاريخية مستمرة ومتصلة ويصعب الفصل بينها ، لكن يبقى لكل قسم اتجاهاته وسماته التاريخية التي تميّزه عن الأقسام الأخرى. ونتحدث في هذا المقال عن أول قسم من هذه الأقسام الثلاثة : التاريخ في العصور القديمة.
  • - حيث تمتد هذه الفترة منذ اختراع الكتابة حتى سقوط روما عام 476 م ، وقد عاشت في تلك الفترة شعوب متعددة كانت لها إسهامات واسعة في القضايا التاريخية منها شعوب الشرق القديم ، واليونانيون والرومان.
  • التاريخ عند شعوب الشرق القديم :

  • - اهتمت الشعوب العربية القديمة والعبرانيون الذين سكنوا في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر مثل الفراعنة والأكاديين والآشوريين والبابليين والكنعانيين والآراميين في تدوين أخبارها وحوادثها الهامة التي كانت تدور بصورة رئيسية حول أعمال الملوك والحكام بالإضافة إلى القصص والأساطير ذات الطابع الديني مثل أسطورة إيزيس وأوزوريس في مصر ، وأسطورة عشتار وأدونيس في بلاد الشام ، وأسطورة جلجامش وقصة الطوفان في بلاد مابين النهرين. وبصورة عامة فقد ظلت الأعمال التاريخية مرتبطة بالمعتقدات الدينية لتلك الشعوب ، وقد فُسرت الحوادث التاريخية تفسيراً دينياً ، كان يُنظر إلى الملك على أنه الإله أو ممثل الإله على الأرض، فالاعتقاد بتعدد الآلهة كان معروفاً لدى هذه الشعوب .
  • - وقد أدخل المصريون القدماء فيما بعد فكرة توحيد الآلهة ، كما أدخلت الأديان السماوية بدءاً من الدين اليهودي فكرة الإله الواحد الذي يسيطر على البشر أجمعين. وقد ظهرت في تلك الفترة بعض المؤلفات التاريخية أشهرها مؤلفات (ماينثون) المصري في عهد البطالمة باللغة اليونانية ، وتاريخ بابل الذي ألّفه (يروسوس) في القرن الثالث قبل الميلاد.
  • - كما شهدت بلاد فارس ومنطقة الشرق الأقصى بعض الكتابات التاريخية التي تدور حول أعمال الطبقات الحاكمة ، كما ظهرت فلسفات متعددة في نظرتها إلى حوادث تاريخية محددة من أشهرها الكونفوشيوسيّة التي وضعها الفيلسوف الصيني الكبير (كونفوشيوس) (557 – 479 ق.م) ، والبوذية في الهند مابين (563- 483 ق.م)، والزرادشتية في بلاد فارس حوالي القرن السابع قبل الميلاد.
  • التاريخ عند اليونان :

  • - لعب الشعب اليوناني أو الإغريقي دوراً حضارياً هاماً في تاريخ البشرية ، وقد استفادت الحضارة الغربية وباقي الحضارات الأخرى من إنجازات الحضارة اليونانية في شتى العلوم ومنها التاريخ. وقد ظهرت الكتابات التاريخية الأولى على شكل ملاحم أبرزها ملحمتا الإلياذة والأوديسا لشاعر والمؤرخ (هوميروس) والتي روى فيها قصة حرب طروادة وتمجيد بطولات اليونانيين فيها ، كما اشتهرت أسماء مؤرخين جسّدوا في كتاباتهم التاريخية معالم البحث التاريخي منذ القرن الثامن قبل الميلاد ومنهم :
  • - هيرودت : وهو أول من استعمل كلمة تاريخ ، وقد عاش في الفترة من 484- 425 ق.م ، ولُقب بأبي التاريخ ، وألّف تسعة كتب سماها ( التواريخ) ، روى في بعض منها قصة الحروب بين الفرس واليونان ، وتميّز أسلوبه بالسهولة والوضوح.
  • - توكيديدس : (465-401 ق.م) وقد ألّف كتاباً روى فيه الصراع الداخلي بين المدن اليونانية ، وتميّز بنقده للحوادث التاريخية ، وهو أول من كرّس نظرية الرجل العظيم.
  • -  ثم جاء هيلانيكوس : (479 – 399 ق.م)، وبوليبيوس الذي عاش ما بين (204 – 122 ق.م).
  • وقد تميز التفكير التاريخي عند اليونان بما يأتي :
  • - سيادة الاتجاه الفني في كتابة التاريخ ، واعتبار التاريخ فرع من فروع الأدب الذي يستقي موضوعاته من حوادث الماضي.
  • - استخدام الأسلوب القصصي والاهتمام بالنواحي السياسية والحربية التي تتلاءم أحداثها مع هذا الأسلوب.
  • - الاهتمام بالعنصر البشري كعنصر فعّال ومؤثر في الأحداث، والإيمان بنظرية الرجل العظيم ودوره بالأحداث المؤثرة وتمجيد البطولة والأبطال.
  • - إهمال العنصر الإلهي في التأثير الفاعل في حياة البشر ، فالانتصارات والهزائم يصنعها العنصر البشري وقدرة الإنسان نفسه.
  • التاريخ عند الرومان : 

  • - تعد الحضارة الرومانية امتداداً للحضارة اليونانيّة فقد تأثرت بإبداعاتها في مختلف مجالات الفكر بما في ذلك التاريخ، وفي البدء كتب بعض المؤرخين اليونان عن التاريخ الروماني ومن أشهرهم بوليبيوس ، ثم جاء مؤرخون رومان استخدموا الأسلوب الأدبي في كتابة التاريخ ومنهم :
  • - بلوتارك : وهو مؤلف كتاب حياة العظماء الذي مجّد فيه البطولة متأثراً في ذلك بالمؤرخين اليونان.
  • - سالت : وقد سجل أهم الأحداث التاريخية في عصره بالإضافة إلى كتابة بعض الرسائل التاريخية.
  • - تاسيت : وقد دوّن حياة الأباطرة الرومان في قصورهم ، وانتقد أسلوب حياتهم ، وعدّه تدهوراً في أخلاق الرومان. وقد تميز الفكر التاريخي عند الرومان :
  • - التأثر بأسلوب الفكر التاريخي عند اليونان من خلال اهتمام المؤرخين الرومان بتمجيد الأبطال والعظماء والعنصر البشري.
  • - التركيز على الأخلاق والوصف الأدبي ، فالتاريخ بالنسبة للمؤرخين الرومان بمنزلة العظات والعبر.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.