ماذا تعرف عن الطوفان عند الأمم السابقة؟

ماذا تعرف عن الطوفان عند الأمم السابقة؟

  • ليست قصة الطوفان التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم ، والقائلة بأن الله أهلك به ما كان حياً على وجه الأرض من حيوان ونبات ، إلا من كان مع نوح ، وقفآ على المسلمين ، بل هي قصة شائعة ، في أكثر بقاع الأرض ، تحدثت عنها أقوام كثيرة ، وروتها بأشكال مختلفة ، ولكنها كلها مجمعة على أن هذا الطوفان كان عقاباً للناس بسبب طغيانهم وخروجهم عن أوامر الله ..
  • * أمور كثيرة أدت إلى تدمير العالم :


  • غير أن تدمير العالم بأمر إلهي لا يقف عند الحديث على الطوفان ، بل إن بعض الأساطير تتحدث عن آفات أخرى أتت على العالم فأبادته مثل :
  • ( الزلازل والحرائق وانهيار الجبال والأوبئة وغيرها من الآفات ) ، وكل هذه الآفات لا تتحدث عن خراب العالم خرابها نهائياً ، بل بفناء ما كان موجوداً على وجه الأرض ، ثم ظهور خلق جديد ، يعزى سبب الطوفان إلى ذنوب يرتكبها الخلق ، فتجلب عليهم غضب الآلهة فيغرقهم الله ليخلق غيرهم خلقآ صالحاً ....
  • وتقول اساطير آخری أن سبب خراب العالم هو هرمه ، وعدم صلاحه للبقاء ، فيهلكه الله ويخلق غيره . 
  • وهذا تفكير بدائي وقياس على ما هو كائن بالنسبة إلى الإنسان . 
  • وقصة الطوفان قصة عالمية ، كما أسلفنا ، إذ ذكرها السومريون على أحد الألواح التي عثر عليها ، هذه الألواح هي الكتابات البابلية ... 
  • وقد ذكرت قصة الطوفان على اللوح السوميري الحادي عشر في ملحمة البطل السومري جیلكاميش Gilgamesh ..
  • تقول : 
  • " قضت الألهة بإبادة النوع البشري ، ولكن الآلهة أخبر بیشتيم بذلك ونصح له بأن يصنع الفلك لكي ينجو هو وأسرته وبعض الحيوانات ، و أنزل الله الأمطار سبعة أيام متواليات ، فكان الطوفان ، وفي اليوم الثامن أرسل بیشتیم حمامة ، ثم أرسل سنونوة فعاد إليه الطائران ، فعلم أنهما لم يجدا مكاناً يابسآ يأويان إليه ، ثم أنه أرسل غرابآ ، فلم يعد إليه فعلم أن الماء أخذ ينحسر عن وجه الأرض ، ورست السفينة على جبل ( نيشير ) ..
  • وهناك قرب قربانآ للآلة ، فدهشت الآلهة من عدم انقراض الجنس البشري ، وقررت أن تمنح بیشتيم الخلود ، ونقلته مع زوجته إلى أرض اسطورية ، لا يمكن الوصول إليها ، وهناك عند مصب الأنهار ، وبعد زمن طويل ، مکث جیلكاميش يترقب الخلود ، حتى تسنی له زيارة بیشتيم ، وعلم منه خبر الطوفان ..
  • * الطوفان في آسيا :


  • هناك قصة شائعة في الهند ، جاء ذكرها في ( البرهمنا ) أحد كتب الهنادكة وقد كتب في القرن الثامن قبل الميلاد إذ تقول :
  • إن حوتآ من حيتان البحر أخبر الآلهة ( منو ) بخبر الطوفان ، ونصح له بأن يصنع الفلك ، فلما حدث الطوفان ، سحب الحوت الفلك نحو الشمال وأرساه قريباً من جبل حيث انتظر ( منو ) انحسار الماء ، وبعد أن قرب قربانآ بعث الله إليه إمرأة تزوجها ، ومن نسلهما عمرت الأرض من جديد ..
  • وتقول رواية مهابهارت ( أحد كتب الهندوكية المقدسة ) أن منو هذا كان رجلاً صالحاً ، وأما رواية ( بران ) ، وهو كتاب هندوكي مقدس أيضاً ، فإنها لا تذكر منو بل تقول بأن الإله ( وشنو ) هو الذي اتخذ شكل حوت ، وأخبر الملك الصالح ( ساتیاوارت ) بقرب حدوث الطوفان . 
  • * نهاية العالم حسب معتقدات الإيرانيين :


  • وأما في إيران فيقولون :
  • بأن نهاية العالم كانت نتيجة طوفان حدث من ذوبان ثلج كثير ، تجمع إثر شتاء قارس ، وأن ( أهورا مازدا ) نصح للإنسان الأول ( يم ) بأن يلجأ إلى قلعة فأخذ يم الصالحين من الناس وكل أنواع الحيوانات والنباتات ، والتجأ إلى قلعة ( فاتي ) ، وقضى على الدور الذهبي الذي لم يكن فيه الإنسان يعرف الشيخوخة ولا الموت ...
  • * نهاية العالم في معتقدات اليونان :
  • وفي اليونان تقول الأساطير أن ال إله ( برومیته ) هو الذي أخبر ابنه ديكاليون بأن الإله ( زوس Zeus ) قد قضى بفناء إنسان العصر البرونزي ، ففر دیکالیون مع زوجته في فلك ونجا . 
  • وأسطورة الطوفان شائعة عند بعض الفرق الهندوكية الوضيعة ، وعند بعض القبائل في إقلیمي سکیم وآسام ، وهي أكثر شيوعاً في جنوب شرق آسيا ، مثل :
  • ( ماليزيا وبولينيزيا ) ..
  • * الأسطورة الأسترالية :
  • ولعل من أفکه أخبار الطوفان الأسطورة الأوسترالية ، إذ تقول :
  • " بأن ضفدع ضخم ابتلع مياه الكون ، فعطشت الحيوانات ، وكادت تموت من العطش ، فلم تجد من وسيلة لإخراج الماء من جوف الضفدع ، إلا أن تعمل لها ما يضحكها ، فأتت سمكة من نوع الحيات ، وأخذت تتلوى أمام الضفدع ، فانفجرت الضفدع بالضحك ، وتدفق الماء من جوفها ، فكان طوفانآ ، وليست الضفدع ، في الواقع ، إلا إحدى الصور الأسطورية للقمر ، وحيث أن القمر هو أفضل رمز للموت والبعث فهو الذي يسيطر أيضاً على المياه وعلى الطوفانات وعلى المد والجزر . 
  • * نهاية العالم في معتقدات قبائل أمريكا :


  • وتقول بعض قبائل أمريكا الجنوبية :
  • أن الطوفان يحدثه توأمان اسطوریان یرکضان الأرض برجليها ، فتنبعث المياه الجوفية ..
  • وأما في أمريكا الوسطى وأمریکا الشمالية ، فروايات الطوفان كثيرة ، وكما أن الأساطير تتحدث عن آفة نزلت على الأرض في الماضي فدمرتها فهناك أساطیر تتحدث عن آفة أتية في المستقبل تدمر الأرض ، ويتداول هذه الأساطير الأقوام البدائية ..
  • فمن ذلك أن :
  • سكان جزر إندمان ، الواقعة في خليج البنغال يعتقدون أنه بعد فناء العالم الحاضر سيظهر إنسان ينعم بحياة سعيدة جداً في حياة الجنان ، إذ لا يرى البشر بعدها أمراضاً ولا شيخوخة ولا موتآ . 
  • ولكن أحد علماء لغة الاندمانيين يقول : 
  • بما أنه لا يوجد في لغة القوم فعل يدل على الماضي وآخر يدل على المستقبل ، فإنه لا يمكن الجزم فيما إذا كانت هذه الأسطورة تشير إلى حياة سعيدة مضت وانقضت أو أنها حياة آتية . 
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.