مثال على قصائد الوطن في شعر بدر شاكر السياب

مثال على قصائد الوطن في شعر بدر شاكر السياب

  • يعتبر بدر شاكر السياب واحد من أشهر الشعراء العراقيين في العصر الحديث، ولد في محافظة البصرة جنوب العراق في قرية تدعى (جيكور).
  • ساهم في ترجمة الكثير من الأعمال العالمية لكبار الأدباء في العالك كـ (الإسباني فدريكو جارسيا لوركا، والأمريكي إزرا باوند، والهندي طاغور، والإيطالي أرتورو جيوفاني).
  • امتاز بمعرفته العميقة بالتراث الشعري والأوزان الخليلية، واهتمامه الكبير بتجارب كبار الشعراء الكلاسيكيين من شعراء العصر الجاهلي مروراً بشعراء العصر العباسي كـ (المتنبي، وأبوتمام، وأبوالعلاء المعري، وابن الرومي، وأبي نواس) وصولاً إلى شعراء العصر الحديث كـ (أحمد شوقي ومحمد مهدي الجواهري).
  • اعتبر السياب من مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي، ونظم الكثير من القصائد الطويلة، التي كان يعبر من خلالها عن خلجات نفسه ووجدانه.
  • كما اشتُهر بالتزامه بالقضايا الوطنية، حيث ناضل في سبيل العراق ونظم الكثير من القصائد الجميلة التي تعبر عن الوطن سنستعرض في مقالنا هذا بعضاً منها..
  • - قصيدة (غريب على الخليج):


  •  الرّيحُ تَلهثُ بالهَجيرة، كالجُثام على الأصيل
  •  وعلى القُلوع تظلُّ تُطوَى أو تُنشَّرُ للرّحيل
  •  زحم الخليجِ بهنَّ مُكتدِحون جوَّابو بِحار
  •  من كلّ حافٍ نِصف عاري
  •  وعلى الرِمالِ على الخَليج
  •  جلس الغريب، يُسرِّحُ البَصرَ المُحيَّر في الخليج
  •  و يَهُدُّ أعمِدةَ الضِّياءِ بِما يُصعِّدُ من نشيج
  •  أعلى من العبّابِ يَهدرُ رغوُهُ و من الضّجيج
  •  صوتٌ تفجَّرَ في قرارة نفسيَ الثَّكلى: عِراق
  •  كالمدّ يصعَدُ كالسّحابة كالدّموع إلى العيون
  •  الرّيحُ تصرخُ بي عِراق
  •  والمَوجُ يُعوِلُ بي عراق، عراق، ليسَ سِوى عراق
  •  ‍‍ البحرُ أوسعُ ما يكون و أنتَ أبعدُ ما يكون
  • والبحرُ دونَكَ يا عراق
  •  بالأمسِ حينَ مررتُ بالمَقهى، سَمعتُكَ يا عراق
  •  وكُنتَ دورةَ أسطوانة
  •  هيَ دورةُ الأفلاكِ في عُمُري، تُكوِّر لي زَمانَه
  •  في لَحظتينِ منَ الأمَان، و إنْ تَكُن فقدَت مكانَه
  •  هي وَجهُ أُمي في الظّلام
  • وصوتُها، يتزلَّقانِ مع الرُّؤى حتّى أنام
  • وهي النّخيلُ أخافُ منه إذا ادلهمَّ مع الغروب
  • - قصيدة (لأني غريب):


  •  لأنِّي غريب
  •  لأنَّ العراقَ الحَبيب
  •  بعيد، و أنِّي هُنا في اشتِياق
  •  إليهِ إليهَا أُنادي: عِراق
  •  فيرجعُ لي من نِدائي نَحيب
  •  تفجّر عنهُ الصَّدى
  •  أحسُّ بأنِّي عَبَرتُ المدى
  •  إلى عَالم مِن رَدى لا يُجيب
  •  نِدائي
  •  وإمّا هززتُ الغصونْ
  •  فما يتساقَط غَيرُ الرَّدى
  • حجارْ
  • حجارٌ وما مِن ثِمار
  •  وحتَّى العُيون
  •  حجارٌ و حتى الهَواء الرطيب
  •  حجارٌ يندِّيه بَعضُ الدَّمِ
  • حجارٌ ندائي و صخر فمي
  •  ورجلاي ريحٌ تَجوب القفار
  • - قصيدة (الثورة):


  •  ارمي السَّماءَ بنظرةِ إستهزاءِ
  •  واجعلْ شرابكَ منْ دَمِ الأشلاءَ
  •  واسترْ بغيركَ يا يزيدَ فقَد ثَوى
  •  عنكَ الحسينُ ممزَّقَ الأحشاءِ
  •  وانظُر إلى الأجيالِ ياخذُ مُقبلٌ
  •  عن ذاهٍبٍ ذِكرى أبي الشُّهداءِ
  • كالمشعَلِ الوهَّاجِ إلا أنَّها
  •  نُور الإلهِ يجلُّ عنْ إطفاءِ
  • غَصَت بيَ الذِكرى فألقَتْ ظِلها
  •  في ناظرَيَّ كواكِبُ الصَحراءِ
  •  مبهورةَ الأضواءِ يُغشي وَمضَها
  • أشباحَ رَكبٍ لُجَّ في الإسراءِ
  •  أضفَى عليهِ الليلُ سِترًا حِيكَ
  •  من عَرفِ الجِنانِ ومن ظِلالِ حَراءِ
  •  أسرى ونامَ وليسَ إلا هَمسَةٌ
  •  باسم الحُسينِ وجهةَ استبكاءِ
  •  تلكَ ابنةُ الزَّهراء وَلْهَى رَاعها
  •  حِلمٌ ألمَّ بها معَ الظَّلماءِ
  • تُنبي أخاها وهي تُخفي وَجهها
  •  ذعرًا وتَلوي الجيدَ من إعياءِ
  • عن ذلكَ السهلِ المُلبَّدِ يرتمي
  •  في الأُفقِ مثلَ الغيمَةِ السوداءِ
  •  يكتظُ بالأشباح ظَمأى حَشرَجت
  •  ثمَّ اشرأبَت في انتظارِ الماءِ
  •  مفضورةَ الأفواهِ إلى جُثةٌ
  •  من غيرِ رأسٍ لُطِّخت بِدماءِ
  •  زَحَفَت إلى ماءٍ تَراءى ثمَّ لَم
  •  تبلُغُهُ وانكفأت على الحصباءِ
  •  غَيرَ الحُسين تصدُهُ عمَّن تَرى
  •  رُؤيا فكُفِّي يا ابنةَ الزهراءِ
  • بأبي عُطاشى لاغبينَ ورُضَّعاً
  • صُفرَ الشفاهِ خَمائص الأحشاءِ
  •  أيدٍ تمدُّ إلى السماءِ وأعيُنٌ
  •  ترنو إلى الماءِ القريبِ النائي
  •  عزَّ الحُسين وجلَّ عن أن يَشتري
  •  جَمَ الخَطايا يا طائشَ الأهواءِ
  • ألا يموتُ ولا يُوالي مارقاً
  • ريَّ الغليلِ بخُطبةٍ مَكراءِ
  • عاجت بيَ الذِكرى عليها ساعة
  •  مرَّ الزَّمانُ بِها على استحياءِ
  •  خَضَعَت لتكشِفَ عن رضيعٍ ناحل
  •  ذبلت مراشِفَهُ ذبولَ حِباء
  • - قصيدة (أنشودة المطر):


  •  عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
  • أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ
  •  عيناكِ حين تَبسمانِ تورقُ الكروم
  •  وترقص الأضواء.. كالأقمار في نهَرْ
  •  يرجّه المجذاف وهناً ساعة السَّحَرْ
  •  كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ
  •  وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
  • كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساءٍ
  •  دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريفْ
  • والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ
  •  فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاءْ
  •  ونشوةٌ وحشيّةٌ تعانق السماءْ
  •  كنشوة الطفل إذا خاف من القمرْ
  •  كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
  •  وقطرة فقطرةً تذوب في المطر
  •  وكركر الأطفالُ في عرائش المكرومْ
  • ودغدغت صمت العصافير على الشجرْ
  •  أنشودةُ المطرْ
  • مطرْ ..
  • مطرْ ..
  • مطرْ ..
  • تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
  •  تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثِقالْ
  •  كأنّ طفلًا بات يهذي قبل أن ينامْ
  •  بأنّ أمّه التي أفاق منذ عامْ
  •  فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ
  •  قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ)
  •  لا بدّ أن تعودْ
  •  وإنْ تهامس الرفاق أنها هناكْ
  •  في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
  •  تسفّ من ترابها وتشرب المطرْ
  • كأن صياداً حزينًا يجمع الشِّباكْ
  •  ويلعن المياه والقَدَرْ
  •  وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ
  • - قصيدة (سفر أيوب):
  •  لكَ الحـَمدُ مهما استطالَ البلاء
  •  ومهما استبدٌ الألم
  •  لكَ الحمدُ إنّ الرزايا عَطاء
  •  وإنٌ المَصيبات بعضُ الكرَم
  •  ألم تُعطني أنتَ هذا الظّلام
  • وأعطيتَني أنتَ هذا السّحر
  • فهل تشكُرُ الأرضُ قَطرَ المطَر
  •  وتغضبُ إن لم يَجدها الغمام
  •  شُهورٌ طِوالٌ وهَذي الجـِراح
  •  تُمزّقُ جَنبيَّ مِثلُ المُدى
  • ولا يهدأ الداءُ عِندَ الصباح
  •  ولا يَمسح اللّيلُ أوجاعَهُ بالرَّدى
  • ولكنّ أيّوبَ إنْ صاحَ صاح
  •  لكَ الحَمدُ، إنَّ الرَزايا ندى
  •  وإنَّ الجِراحَ هَدايا الحبيب
  •  أضمٌّ إلى الصّدرِ باقتِــها
  • هداياكَ في خافقي لا تَغيب
  •  هاتها .. هداياكَ مقبولةُ
  •  أشُدُّ جِراحي وأهتف بالعائِدين
  •  ألا فانظُروا واحسدوني
  •  فهذى هَدايا حبيبي
  •  وإنْ مسّتِ النارُ حُرَّ الجبين
  •  توهّمتُها قُبلةً منكَ مجبولةً من لَهيب
  •  جميل هو السّهدُ أرعى سَماك
  •  بعينيّ حتى تَغيبَ النجوم
  • ويلمسُ شبّاك داري سَناك
  •  جَميلٌ هوَ الليل: أصدَاء بوم
  •  وأبواقُ سيارةٍ من بعيد
  •  واهاتُ مرضى، وأمُّ تُعيد
  •  أساطيرَ ابائها للوَليد
  • وغاباتُ ليل السُّهادِ، الغيوم
  •  تحجّبُ وجهَ السماءْ
  • وتجلوه تحت القمر
  • وإن صاح أيُّوبُ كان النداء
  •  لكَ الحمدُ يا رامياً بالقدر
  • ويا كاتباً بعدَ ذاكَ الشِفاء
  • - قصيدة (وداع):


  • أريقي على ساعديَّ الدموع
  •  وشدِّي على صدريَ المُتعَبِ
  •  فهيهاتَ ألَّا أَجوبَ الظلام
  •  بعيدًا إلى ذلك الغيهبِ
  •  فلا تهمسي: غابَ نجمُ السماء
  •  ففي الليل أَكثرُ من كوكب
  •  وهل كان حُلمٌ بغير انتهاء
  •  وهل كان لحنٌ بلا آخرِ
  • لكي تحسبي أنّ هذا الغرام
  •  أَبِيدُ الرؤى خالدُ الحاضِرِ
  •  وأنَّا سنبقى نعدُّ السنين
  •  مواعيد في ظلِّهِ الدائرِ
  •  على مُقلتيكِ ارتماءٌ عميق
  •  وذِكرى مساء تقول ارجعِ
  •  نداءٌ بعيدُ الصدى كالنجوم
  •  يراها حبيبانِ في مَخدعِ
  •  يكادُ اشتياقي يَهزُّ الحجاب
  •  وتُومي ذراعيَ: هيَّا معي
  • - قصيدة (لا تزيديه لوعة):
  •  لا تزيديه لوعةً فهو يلقا
  •  كِ لِينسى لديكِ بعضَ اكتئابه
  •  قرِّبِي مُقلتَيكِ من وجهه الذا
  •  وِي تَرَي في الشحوبِ سرُّ انتحابِه
  •  وانظري في غصونِهِ صرخة الـ
  •  ـيأس أشباحَ غابرٍ من شبابه
  •  لهفةٌ تسرق الخُطَى بين جفنَيـ
  •  ـهِ وحُلمٌ يموتُ في أهدابِه
  • واسمعيه إذا اشتكى ساعة البَيْـ
  •  ـنِ وخافَ الرحيل يوم اللقاءِ
  •  واحجبي ناظريه في صدركِ المِعْـ
  • ـطارِ عن ذلك الرصيف المُضَاءِ
  •  عن شراعٍ يراهُ في الوهم ينسا
  • بُ وموجٍ يُحِسُّه في المساءِ
  •  الوداع الحزين! شُدِّي ذراعَيـ
  • ـكِ عليهِ، على الأَسى والشَّقاءِ
  •  حدِّثِي، حدِّثيه عن ذلك الكو
  •  خِ وراء النخيل بين الروابي
  •  حُلم أيامه الطِّوَالِ الكئيبا
  •  تِ فلا تحرميه حُلم الشبابِ
  •  أوهِمِيه بأنه سوف يلقا
  • كِ على النَّهرِ تحت سِتر الضبابِ
  •  وأضيئي الشموع في ذلك الكُو
  •  خِ وإن كان كله من سرابِ
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.