- تحتفظ مکتبة دير الأسكوريال الملكية باسبانيا ، بمجموعة ثمينة من الكتب العربية ، معظمها أندلسية ومغربية ، تبلغ نحو الألفي مخطوط ، ويقوم بالإشراف على هذه المكتبة التالدة الآباء الأوغسطينيون ..
-
- قصة هذه المجموعة من الكتب :
-
لهذه المجموعة النفيسة من الكتب العربية قصة مشجية ، خلاصتها أن الكتب العربية بدأت تودع في المكتبة الملكية بقصر الإسكوريال ، عقب سقوط آخر القواعد الأندلسية المسلمة في يد إسبانيا النصرانية في أواخر القرن التاسع الهجري ، ( الخامس عشر الميلادي ) ، وجمع كميات كبيرة من المخطوطات العربية منها ، وكانت يومئذ تبلغ عدة آلاف ... - ثم وقع بعد ذلك حادث ترتبت عليه أن ضعف عدد المخطوطات العربية بمكتبة الإسكوريال ، هو استيلاء الأسطول الأسباني على المكتبة الزيدانية المغربية في عرض البحر ، وهي مكتبة السلطان مولاي زیدان ابن الملك أحمد المنصور .
-
- سبب مغادرة السلطان مراكش :
-
كان مولاي زیدان قد اضطر تحت ضغط الفتن واشتداد ساعد خصومه ، أن يغادر عاصمته مراکش ، وأن يحمل معه أمواله وذخائره ومكتبته الثمينة .. -
- مكتبة السلطان :
-
كانت تحتوي على نحو ثلاثة أو أربعة آلاف من نفائس الكتب المغربية والأندلسية والمشرقية ، في عدة السفن استأجرها لكي تحمله مع مكتبته وذخائره شمالاً في اتجاه ثغر أغادير .. -
- استيلاء الإسبان على المكتبة :
-
لقد فاجأ الأسطول الإسباني السفن في عرض البحر ، واستولى عليها ، وكان ذلك في سن 1612 م ، وحملت هذه المكتبة الثمينة غنيمة لتودع في المكتبة الملكية بقصر الإسكوريال ، وارتفع بذلك عدد المخطوطات العربية في المكتبة الملكية إلى نحو عشرة آلاف مخطوط ، وكانت أعظم وأثمن مجموعة من نوعها .. -
- محتويات المكتبة :
-
كانت المكتبة تتألف من نخبة قيمة من الكتب المختارة ، سواء ما جمع منها من قواعد الأندلس المفتوحة وبالأخص غرناطة ، أو ما كانت تحتويه المكتبة الزيدانية ، التي جمع معظمها باختيار السلطان الأديب العالم مولاي زیدان ، وكان من عشاق نفائس الكتب .. -
- فقدان معظم الكتب :
-
استمرت هذه المجموعة النفيسة الضخمة من الكتب العربية بقصر الإسكوريال ، حتى وقع به الحريق الكبير في سنة 1671م ، وامتد هذا الحريق المدمر إلى المكتبة ، فأتى على معظم الكتب العربية ، ولم يبق من هذه المجموعة العظيمة ، سوى نحو ألفي مخطوط ، و هي التي ما زالت تثوي إلى اليوم بدير الاسكوريال . -
- بقاء كتب مجموعة العربية :
-
ما زالت هذه المجموعة العربية ، بالرغم مما نزل بها من النكبة الفادحة تجذب أنظار الباحثين في المشرق والمغرب ، وما زالت تضم عدداً كبيراً من الكتب النفيسة النادرة ، ومنها نحو مائة مخطوط من المكتبة الزيدانية السابقة . -
- مآل مجموعة الكتب العربية :
-
لقد لبثت مجموعة الأسكوريال العربية في أقبية المكتبة الملكية بالاسكوريال عصورآ ، محجوبة عن أعين الباحثين ، حتى رأت الحكومة الإسبانية أخيراً أن تقوم بإحصائها ، والتعريف بها ، بواسطة فهرس علمي جامع يوضع لها. -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.