مثال على عوامل تكون الأمم

مثال على عوامل تكون الأمم

  • هناك نظريات متعددة تحاول كل منها أن تنسب تكون الأمة ووحدتها إلى عامل معين كاللغة أو الدين أو العرق أو الاقتصاد .
  • ويمكن إيجاز أهم النظريات بما يلي :


  • 1- النظرية الألمانية : القائلة أن اللغة هي العامل الأول في تكوين الأمة لأن لغة الآباء والأجداد هي الوعاء الذي يضم كل ما لدى الشعب من ذخائر في الفكر والتاريخ والفلسفة والدين ، إنها قلب الشعب الذي ينبض بالحياة وروحه التي تتجلى فيها أعظم خصائصه .
  • 2- النظرية العرقية : وهي التي تقيم وحدة الأمة الحاضرة على وحدة الأصل ومؤدى هذه النظرية أن كل أمة من الأمم هي بمثابة الأسرة الكبيرة ( القبيلة ) وأن جميع أبنائها هم أشقاء وأبناء عمومة لكونهم ينحدرون أصلاً من أب أو جد واحد .
  • 3- نظرية التاريخ المشترك : وهي التي يرى دعاتها أن وحدة الأمة تعتمد على التاريخ المشترك لجميع أبنائها فالتاريخ هو السجل الثابت لماضي الأمة وديوان مفاخرها ووعاء ذكرياتها وأمجادها فكل الذين يشتركون في ماض واحد ويعتزون بذلك الماضي ويفخرون به هم أبناء أمة واحدة .
  • 4- النظرية الفرنسية : وهي التي تبني كيان الأمة على أساس المشيئة الحرة لأبنائها ورغبتهم في العيش المشترك ومؤدى هذه النظرية هو أن قوام القومية وركنها الجوهري المتين عوامل روحية تؤدي إلى روح مشتركة وتقوم هذه الروح على دعامتين أولهما : اشتراك الأمة في ذكريات التاريخ من أمجاد وآلام على حد سواء وثانيهما : إرادة هؤلاء في دوام هذا الاشتراك في الحاضر والمستقبل.
  • 5- النظرية الاقتصادية : وهي ترى أن العامل الأول الذي ساعد على تكوين الأمم هو المصالح الاقتصادية ((أن الأمم لم توجد ولا كان بالإمكان أن توجد قبل عهد الرأسمالية أي قبل وجود الأسواق القومية والمراكز القومية الرأسمالية ولكن تلك العناصر تظل كامنة في حالة (جنينية )  ولا تتحول إلى واقع إلا في عهد نهوض الرأسمالية مع أسواقها القومية ومراكزها الاقتصادية ولثقافية .
  • وهناك نظريات أخرى ترى أن العامل الأهم في تكوين الأمم هو وحدة العقيدة ( الدين ) أو الوحدة الجغرافية .
  • إلا أن النظريات تشترك بأنها :

  • أ- تركز على توضيح الدور الذي يقوم به عامل من العوامل كاللغة أو الدين أو الاقتصاد تبرز أهميته دون أن تعنى العناية اللازمة بإبراز ما للعوامل الأخرى من تأثير .
  • ب- وأنها واقعة تحت تأثير تجربة معينة أو ظروف تاريخية خاصة أو حت بها إذ أن قضية الألزاس  أثرت تأثيراً هاماً في اتجاه النظرية الفرنسية إلى الاعتماد على المشيئة المشتركة ورفض الاعتماد على وحدة اللغة لأن الألزاسيين يتكلمون الألمانية وعواطفهم مع الفرنسيين بعد أن عاشوا مدة قرنين من الزمن في ظل العلم الفرنسي على حين اتجهت النظرية الألمانية إلى اعتبار أن كل من يتكلم الألمانية هو ألماني بغض النظر عن أي اعتبار آخر .
  • غير أننا يجب أن نؤكد هنا أن أي عامل من هذه العوامل سواء أكان معنوياً كالدين والتاريخ واللغة والإرادة المشتركة أم مادياً كوحدة العرق والدم والوحدة الجغرافية والمصلحة الاقتصادية لا يمكنه وحده أن يكون أمة وأن يحقق الوحدة بين أبنائها إذا لم تسعفه العوامل الأخرى بالعون والدعم .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.