أسماء الله الملك ، القدوس ، السلام

أسماء الله   الملك ، القدوس ، السلام

  • - {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23)سورة الحشر
  • - كنا قد أدركنا من قبل معرفة معنى اسماء الله الرب الرحمن الرحيم ، واليوم نتطلع لمعرفة اسم الله الملك القدوس السلام، ماضون في التعرف الى الله تعالى أكثر فأكثر.
  • - في الآية الكريمة السابقة من سورة الحشر سمَّى الله سبحانه وتعالى نفسه بسبع أسماء
  • - الملك ،القدوس، السلام، المؤمن ، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر
  • - الملك جلّ جلاله:
  • - في أصل اللغة وكما قال ابن فارس :
  • - مَلَكَ:الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْكَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ
  • - والملك : من حاز شيئًا وانْفَرد بالتَّصرُّف فيه.
  • - والله سبحانه وتعالى هو ملك الملوك ، الملك الذي لا يراجعه أحدٌ في أمرٍ يريده ولا يتصرف فوق قوله أحد ، الملك الذي يملك أمورالعباد وحاجاتهم ،يملك أمر الدنيا والآخرة، يملك كل شيء وليس لأحد دونه شيء،
  • - فمثلاً البيت الذي تملكه،هو ملكٌ لله، والجسد الذي تستند إليه روحك ملكٌ لله وحده ،فأنت تعمل بأمره سبحانه وتعالى وهو القائل عن نفسه :
  • 1- الملك : {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (116) سورة المؤمنون
  • 2- المالك : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) سورة ال عمران
  • 3- المليك : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)
  • - وقد قال البعض أن الفرق بين الأسماء الثلاثة :
  • - الملك : الذي قد يحكم ولا يملك.
  • - والمالك : الذي يملك ولا يحكم.
  • - والمليك : هي صيغة المبالغة من الملك.
  • - والذي يظهر لنا ان لا فرق بين الأسماء الثلاثة ،إن جاءت منفردةً هكذا ،طالما وأن الله سبحانه وتعالى هو مالكنا العظيم، المتصرف في أحوالنا، إنما إن أراد المرء تدبر الآيات اكثر فأكثر ربما غاص في معانيها لكي تتحصل له فائدة ما.
  • - وهنا يسثرُّنا أن ننقل شيئاً من كلام شيخنا النابلسي حفظه الله :
  • - على وجه الحقيقة: ليس من مالك حقيقي لكل شيء إلا الله، أما حينما تقول: هذا البيت في ملكي، هذا ملك مجازي، أما على الحقيقة فليس من مالكٍ إلا الله، (قُلِ اللَّهُمَّ مَاِلكَ المُلْكِ )، كل شيء يُملك مالكه الله عز وجل، هذه الحقيقة عبّر عنها أعرابي ببلاغة ما بعدها بلاغة، كان معه قطيع من الإبل، سُئل: لمن هذه الإبل ؟ قال: لله في يدي.
  • -  بيتك الذي تسكنه لله في يدك، ومركبتك التي تركبها لله في يدك، ومالك الذي في خزانتك لله في يدك، ويدك على كل شيء يد الأمانة، وليست يد الملكية.
  • القدوس جلّ جلاله:
  • - قال ابن فارس :(قَدَسَ) الْقَافُ وَالدَّالُ وَالسِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَلَامِ الشَّرْعِيِّ الْإِسْلَامِيِّ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الطُّهْرِ.
  • - وَمِنْ ذَلِكَ الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ هِيَ الْمُطَهَّرَةُ. وَتُسَمَّى الْجَنَّةُ حَظِيرَةَ الْقُدْسِ، أَيِ الطُّهْرِ.
  • - وَجَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رُوحُ الْقُدُسِ. وَكُلُّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ.
  • - وَفِي صِفَةِاللَّهِ تَعَالَى: الْقُدُّوسُ، وَهُوَ ذَلِكَ الْمَعْنَى، لِأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الْأَضْدَادِ وَالْأَنْدَادِ، وَالصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
  • - وَيُقَالُ: إِنَّ الْقَادِسِيَّةَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَعَا لَهَا بِالْقُدْسِ، وَأَنْ تَكُونَ مَحَلَّةَ الْحَاجِّ. وَقُدْسٌ: جَبَلٌ. وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْقُدَاسَ: شَيْءٌ كَالْجُمَانِ يُعْمَلُ مِنْ فِضَّةٍ. 
  • - والله سبحانه وتعالى القدوس: هو المبارك وهو الطاهر الذي تعالى عن كل دنس ، وقيل : تقدسه الملائكة الكرام وهو سبحانه الممدوح بالفضائل والمحاسن .
  • -  وقال ابن جرير : ( التقديس : هو التطهير والتعظيم ... قدوس : طهارة له وتعظيم لذلك قيل للأرض : أرض مقدسة يعني بذلك المطهرة فمعنى قول الملائكة ونقدس لك : ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس ، وما أضاف إليك أهل الكفر بك ، 
  • -  و بعض أقوال المفسرين ومنها : التقديس : الصلاة ، أو التعظيم والتمجيد والتكبير ، والطاعة وذلك أن الصلاة والتعظيم ترجع إلى التطهير لأنها تطهره مما ينسبه إليه أهل الكفر به .
  • - قال ابن القيم :
  • - هذا ومن أوصافه القدوس ذو الـ
  • - تنزيه بالتعظيم للرحمن
  • - ولا ريب ان هذا المصطلح كثيراً ما يجري على لساننا وربما نعرفه دون ان نستطيع شرحه فكثيراً ما نقول :
  • - بيت المقدس (المسجد الأقصى) ، وإسم الله مُقدّس ، وأفعال الله مُقدَّسة ، وغيرها…
  • - ونعني بذلك قداسة الأمر أي عظمته ، وتنزيهه عن كل مكروه.
  • -  واسم الله السلام جاء في الآي :هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)سورة الحشر
  • -  وفي الحديث الشريف والدعاء الذي ندعو به بعد كل صلاة : " اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ياذا الجلال والإكرام "
  • -  (سَلِمَ) السِّينُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ مُعْظَمُ بَابِهِ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ ; وَيَكُونُ فِيهِ مَا يَشِذُّ، وَالشَّاذُّ عَنْهُ قَلِيلٌ، فَالسَّلَامَةُ: أَنْ يَسْلَمَ الْإِنْسَانُ مِنَ الْعَاهَةِ وَالْأَذَى. 
  • -  قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ السَّلَامُ ; لِسَلَامَتِهِ مِمَّا يَلْحَقُ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْعَيْبِ وَالنَّقْصِ وَالْفَنَاءِ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] ، فَالسَّلَامُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَدَارُهُ الْجَنَّةُ. 
  • -  والله سبحانه وتعالى ، إليه الراحة والاطمئنان ، والأمن والحصانة من كل سوء ، منه وإليه الأمر كله ، عاقبته وسرُّه ، وهو يدعونا سبحانه وتعالى يدعونا إلى دار السلام التي ليس فيها التعب ، الجنة.
  • - قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (127) سورة الأنعام جزاءً للمؤمنين بما عايشوه في دنياهم وصبرهم على الطاعة والبعد عن المعصية ، والصبر على أذى المشركين.
  • -  ومما يبدو هذا الاسم من أسماء الله سبحانه وتعالى ، لا يغيب عن لساننا ،بما  جعله الله من تحيتنا بين الناس والعالم أجمع ، "السلام عليكم"، ، فيعرف الذي أمامك انك مسلم ، تعتقد السلم لمن لا يحاربك ولا يعتدي على حُرُماتك .
  • ملخص الفائدة في معرفة أسماء الله :
  • الملك ، القدوس ، السلام :
  • 1- يُخضع المؤمن جميع رغباته لله فهو يملك جميع أمره ، لايمكنه أن يمضيَ من دون الله سبحانه .
  • 2-ما من بيت ولا سيارة ولا مال أو عيال نملكه من دون الله ،يتذكر المسلم مثل هذا دائما ، فلا يُسرف ولا يظلم نفسه.
  • 3-يَعني المسلم تقديس الله سبحانه وتعالى في جميع أموره ، فبيت الله مقدَّس ، وشعائره سبحانه وتعالى من صلاة وصيام وصدقة وزكاة ، مقدَّسة فحتى لو لم يفهم المسلم غاية الله لنا من ذلك ، يتصرف المسلم وفق ما يريده الله سبحانه وتعالى ، فلا يستهزئ بشيء من شعائر الدين ، ولا يتكلم بما لا يعلم عنه سبحانه وتعالى وعما يملك من أمره.
  • 4-عن النبي ﷺ قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده...)، يجدر بالمسلم الحق أن يَعِيَ من اسم الله السلام في صدره الكثير ، ويكون سَمتُه ، وطلعةُ حضوره توحي بالسلام ، لا يتقيه الناس خوفاً من شرِّه!
  • 5-اسم الله السلام مصدر كل طمأنينة فلا يخاف العبد على نفسه من الله سبحانه وتعالى ، وهو الأمن والأمان ،
  • بل يكون متيقناً أن الله لا يُخوفِ عباده ، وكما في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ).
  • 6- المسلم يتعامل بالسلم وكما علمَّه الله الكتاب الكريم: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61) سورة الأنفال ، أي اذا رأيت من الكافرين أنهم أرادوا السلام بالطريقة التي شرَّعها الله كما ذكر منها المفسرون ، فمِل الى هذا لسلام وتوكل على الله.
  • يتبع...
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.