اعلن هنا

أهمية ووظيفة لسان الحرباء ( سهامها في لسانها )

أهمية ووظيفة لسان الحرباء ( سهامها في لسانها )

  • في الواقع أن الحياة تقوم على أساس آكل ومأكول ، أو غالب ومغلوب ، أو صید وصیاد ، ومن أجل هذه .. اختلفت أسلحة الصيد وتنوعت ، و من الطبيعي أن الإنسان بعقله الصائب ، قد ابتكر من أساليب الصيد م الا نستطيع له عدآ ولا حصرآ ، وهو دائما يستعين بما صنعت يداه ، على بلوغ المراد ، بداية من العصى والنبال والحراب والسهام والشباك ، وحتى ننتهي بالبنادق والديناميت والرصاص .
  • لكن الحياة - مع ذلك - كانت کريمة مع بعض مخلوقاتها التي لا حول لها ولا قوة ، فكان أن قدمت لها وسائل غريبة ومثيرة لتستخدمها في القنص والصيد ، وهي لا تقل كفاءة عن أسلحة الإنسان الاي ذكرناها ...
  • لكن سلاح هذه الكائنات يتمثل لنا في جزء متحور من جسمها ، لكن الأمر قد يصبح أكثر إثارة إذا جاء اللسان ليصبح أداة من أدوات الصيد الفعالة ، خاصة إذا أصبح أطول من جسم المخلوق الذي امتلكه .. أي لسان هذا ؟ !
  • إنه لسان الحرباء .. 
  • * وظيفة لسان الحرباء :


  • إن أغرب وأعجب لسان في مملكة الحيوان ، ليس فقط من حيث الطول ، بل أيضاً من حيث التكوين ، لأنه بدوره ينطلق كقذيفة موجهة نحو الهدف ، فيخرج خاليآ ، ويعود غانمآ .. 
  • وهو في فم الحرباء بشكل ، وفي خارجها شكل آخر .. ثم أن هذا اللسان اللزج لا يصلح للصيد على الأرض لأنه لو ضرب ضربته عليها ، فأغلب الظن من شأنه أن يقرف الحرباء ، ولهذا فمكانها المناسب يتركز بين فروع الأشجار ، وأغصان النباتات ، ويصبح اللسان بذلك ميسرآ للصيد في الهواء .
  • * تحور لسان الحرباء :


  • قد يتحور بطريقة مثيرة ، ليصبح صیادآ لا يشق له غبار ( كما في الضفادع والحرباء ) ، إلا أن لسان الحرباء أطول وأكفأ ! 
  • ولقد كان الظن القديم السائد أن لسان الحرباء ( وهو مجوف ) ينطلق من فمها كما ينطلق مثلاً اصبع القفاز الجلدي المطوي اذا نفخناه بالهواء ، لكن تشریح لسان الحرباء قد أوضح أنه محکوم بمجموعتين من العضلات .. 
  • مجموعة منها تمتد فيه طولياً ، وهي مكلفة بشده وطيه على هيئة أقرب بشكل الزنبرك المضغوط ، ومما يساعد على هذا الطي وجود عظمة طولية في داخل الفم ، وعليها يلتف ويضغط ، كما يضغط الزنبرك مثلاً على محور قلم .
  • * فن صيد الحرباء لفريستها : 


  • الحرباء الآن ساكنة ومختفية بين الأغصان ( وهي تتلون بلونها كنوع من التمويه والحماية ) ، وهي تحرك عينيها في جميع الإتجاهات ، بحثاً عن حشرة مناسبة تكون قد حطت على غصن قريب ، ولاشك أنها خبيرة بحساب الزوايا والمسافات ، فإن كان الصيد في مدى طلقة اللسان ، كان بها ، وإن كان خارج المجال ، تحركت نحوه بحذر بالغ ، وتقف موجهة نفسها في وضع استعداد ...
  • ولابد أن تثبت نفسها ، كما نثبت مثلاً الصاروخ على قاعدة ، أو البندقية على كتف ، ولقد منحتها الحياة وسائل التثبيت ممثلة في ذيل يلتف على الغصن ، ويتشبث فيه بقوة ، وفي أصابع كأنها المشدات . 
  • كل شيء الآن جاهز ومعد للإنطلاق .. 
  • المسافة معقولة ، والزاوية مضبوطة ، والتوجيه متقن ، والعينان ترقبان ، والجهاز القاذف قد خرج من مخبئه إلى مشارف الفم ، وكأنما هناك مدفع مضاد للطائرات أو الدبابات قد ظهر من خندقه ، ليضرب ضربته .. 
  • وتدوس الحرياء على الزناد ، والزناد يتمثل في المجموعة الثانية من العضلات التي تحيط باللسان دائريا ( لقد كانت المجموعة الأولى من العضلات تمتد طولیآ ) ، وعندما تنقبض قبضة شديدة وسريعة ، ينفرد اللسان ويمتد وكأنه قذيفة منطلقة ، أو سهم مارق ، وفي لحظة خاطفة أيضاً تشتغل العضلات الطولية في اللسان ، فتنقبض لتشده إلى الداخل شدآ ، وعلى طرفه اللزج يلتصق الصيد المرتقب .
  • * الخلاصة : 


  • العملية سريعة وخاطفة ، وقد تخفى أحداثها على العين ، لأنها تتم في ربع أو عشر ثانية لاغير ، وبهذا لا يهرب الصيد ، أي أن عنصر المفاجأة والسرعة والتصويب يلعب هنا دوراً هاماً ، ومن وراء ذلك مراکز عصبية توجه وتقدر ، وتقبض عضلات ، وتبسط أخرى ، وكل شيء يسری بإتقان تهون بجواره تصمیمات البشر وما يدعون !
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.