
- إن موقفنا من التقدم والرقي والاستقلال والنهوض للحاق بالعصر ، لا يتوقف فقط على سد الفجوة بين اجتهاداتنا الفكرية في إطار من الحوار الحر المتفاعل ، إنما هو فوق ذلك وبعده ، خلق القنوات السليمة لتحويل هذا الفكر وتلك الآراء إلى فعل في صلب المؤسسة السياسية ..
-
* قضية سد الفجوة بين المثقفين والسلطة :
-
هنا تأتي قضية سد الفجوة بين المثقفين والسلطة السياسية ، وقد جاء بيان الكويت الثقافي مؤكداً ذلك فقال : - " أن قدراً كبيراً من مشكلاتنا ، إنما يعود إلى الحواجز التي أقيمت بين صانعي القرارات والمثقفين ، لقد خلقت هذه القطيعة جواً من عدم الثقة المتبادل وانعدام الإطمئنان المصير الفردي والجماعیي ".
-
* علاقة المثقف بالسلطان :
-
هذا الهاجس الذي عبر عنه البيان هو هاجس قطاع واسع من المثقفين العرب اليوم ، إلا أن ردم هذه المرة ليس بالأمر الهين ، فعلاقة المثقف بالسلطان في تاريخنا ليست علاقة إيجابية في كل الأحوال ، وهي ليست بالقطع إيجابية في تاريخنا الحديث ، إلا من جانب واحد ، جانب المثقف المبرر لفعل السلطة ، وليس الناقد لها .. - وليس ذلك غريباً المجتمعات المتقدمة ..
-
* كتابات الكاتب البريطاني هارولد :
-
الكاتب البريطاني المعروف ( هارولد إفينز ) رئيس تحرير الصنداي تايمز والتايمز لفترة طويلة .. - كتب كتاباً بعد أن ترك وظيفته ، وأصبح الكتاب من أوسع الكتب انتشاراً في خريف السنة الماضية ، يقول عن السيدة مارجريت تاتشر ( رئيسة وزراء بريطانيا ) : " أنها محدودة في تفهمها للمعارضة ، فهي تفهم شيئاً واحداً .. فإما معارضة شاملة أو تأیید شامل ، ولكنها لا تفهم بالمرة نقد الخلصاء ! " ....
- * والسبب في طرح هذا المثال :
- ضربنا هذا المثل فقط لتأكيد القول بأن :
- علاقة المثقف بمتخذي القرار السياسي ، علاقة السهل الممتنع في معظم الأحوال ، وخاصة إذا ما تمسك المثقف بقول رأيه كما يمليه عليه ضميره ، فإذا كانت العلاقة ليست سهلة في المجتمعات التي خلفت وراءها مئات من السنين في الممارسة الديمقراطية ، فهي أصعب وأقسى منالاً في مجتمعات خرجت لتوها من استعمار طويل .
-
* ماالمطلوب من المثقف العربي اليوم ؟
-
النقد الموضوعي المصحوب بالحكمة هو المطلوب من المثقف العربي اليوم ، ولعلنا لا نضيف جديداً عندما نقول أن التبرير والمسايرة يفعلان في المجتمع فعل الجرثومة الضارة في الجسد . -
* كتاب مايكل هدسون عن شرعية السلطة :
-
ومن المهم أن نذكر أن أحد الكتاب السياسيين الذين درسوا الوطن العربي وأوضاعه السياسية بعمق ، جدير بالإحترام ، وهو مايكل هدسون ، يكتب كتاباً عن شرعية السلطة في الأقطار العربية ، يصل فيه إلى نتيجة مفادها : - " أن انقطاع الوصل بين السلطة والمثقف واحد من أهم عناصر الإضطراب في الواقع السياسي العربي " .
-
*ختام هذه المناقشات ونتائجها :
-
فإن هذه المناقشات قد أوضحت بما لا يقبل الشك أن : حوار المثقفين العرب بين بعضهم البعض في جو من التسامح ، وحوارهم مع متخذي القرار السياسي في أوطانهم ، هو أول معالم الطريق للخروج من هذا المأزق الذي سماه البعض بعصر القلق العربي . -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.