اتجاهات النمو العقلي في المراهقة

اتجاهات النمو العقلي في المراهقة

  • يطور الناشئ في أثناء مراهقته فعالياته العقلية المتنوعة فتقوى قابليته للتعلم والتعامل مع الأفكار المجردة وإدراك العلاقات وحل المشكلات ، وفي الوقت ذاته الذي يتابع فيه المراهق تنمية قابليته العقلية تتعمق معرفته وتتسع في المجالات المختلفة وفي هذا المقال سنتناول بعض اتجاهات النمو العقلي خلال المراهقة المبكرة والمتأخرة .
  • المحتويات :
  • - اتجاهات النمو العقلي :


  • - ونقصد بها بعض التغيرات في مجالي التفكير وتشكل المفاهيم الخلقية وهي :
  • - التعميم :

  • - يتميز الكبير عن الصغير بقدرة الأول على التعميم واستخدامه طبقات فكرية أو أصنافاً أكثر شمولاً منها لدى الصغير ، فعندما يعبر الصغار عن رغباتهم يستخدمون عادة الأشياء الشخصية وعندما يميلون لاستخدام عبارات قد تعبر الواحدة منها عن عدد من الرغبات أو عن رغبة عامة شاملة وتتجلى نزعة التعميم لدى الكبير بميله لاستخدام الأشياء على المستوى المجرد بدلاً من استخدامها على المستوى المشخص وقد أشار الصغار في دراسة عن أضرار الحرب إلى نقص الزبدة خلافاً للمراهقين الذين تحدثوا عن حال الحرمان المادي الذي يعد نقص الزبدة أحد جوانبه . والحقيقة الثابتة هي أن القدرة على التعميم تتصاعد ببلوغ الناشئ مراهقته وتكتمل بانتهائها .
  • - التجريد :

  • - لاشك أن الانتقال من النمط المشخص في التفكير إلى النمط المجرد يمثل تحولاً نوعياً كبيراً في تفكير الناشئ . والواقع أن الصغار يستطيعون فهم المجرد منذ عمر مبكر وذلك عندما يدركون مثلاً أن حاصل جمع عددين يساوي أربع مرات دون أن يسألوا ( أربع مرات من أي شيء ) ويتأكد تحول الناشئ إلى التفكير المجرد بشكل واضح في تعلم الكم ، ففي المراحل الأولى لا يستطيع الطفل فهم الكم إلا بصورة مشخصة بحيث تستطيع أن تقول له : (( في حظيرة أحمد أربع بقرات وخمسة حمير فما عدد الحيوانات في حظيرة أحمد ؟)) أما في المراهقة فالناشئ يفهم العلاقات الكمية المجردة المتمثلة بقولك : (( إن ساوت س أربعة وص  خمسة  فما هو مجموع س و ص ؟ )) إن فهم الناشئ للمشكلة الكمية الأخيرة وعلاقاتها تحولاً واضحاً عن النمط المشخص في التفكير إلى نظيره المجرد .
  • - يفترض أن في مقدور الناشئ فهم العلاقات الجبرية في عمر الثالثة عشرة تقريباً إلا أن بعض الصغار قد يتأخرون في فهم الجبر حتى السادسة عشرة أو السابعة عشرة من العمر . وليست القدرة على فهم العلاقات الجبرية بحدث مفاجئ في حياة الناشئ بل إنها نتيجة تطور تدريجي طويل يصل إلى الأوج ببلوغ الطفل العشاريات وتظهر القدرة على فهم العلاقات الكمية المجردة مع القدرة على فهم العلاقات الكيفية التي تتمثل في فهم الناشئ للمعاني والقيم التي تسهم في تكوين فلسفة الفرد الخاصة . ولابد من الإشارة أخيراً إلى أن فهم الرموز يعد أهم جوانب الفكر المجرد وقد وضع شافر سلما لقياس قدرة الصغار على تفسير رموز الرسوم الهزلية فأعطى أبناء التاسعة حتى الحادية عشرة تفسيراً حرفياً لمحتويات الرسوم الهزلية وتعمق التفسير وازداد بعداً عن الحرفية والتشخيص بعد الحادية عشرة .
  • - مفهوم الزمن :

  • - تنمو قابلية الشخص لتوقع المستقبل والتخطيط له وتصور ما قد يحدث فيه في عمر مبكر جداً إلا أن مفهوم الزمن لا يظهر جلياً إلا في مرحلة المراهقة . ومن الأسهل على الصغير في الطفولة المبكرة أن يدرك الماضي المباشر والمستقبل القريب أي الأمس والغد ، من أن يدرك فكرة الزمن التاريخي الماضي المجرد والمستقبل البعيد . ويبقى فهم الناشئ للماضي والمستقبل غير مكتمل في مطلع المراهقة .
  • - الاهتمام الشخصي بالأشياء :

  • - تنمو مع نمو التعميم والتجريد وتشكل مفهوم الزمن قدرة الفرد على التعامل مع الأشياء التي لا تخصه أو تهمه مباشرة وتبعاً لذلك يتسع تفكير الناشئ في المراهقة فيتخطى أسرته ومحيطه الخاص إلى الناس في المجتمع الكبير .
  • - تقمص الشخصيات الهامة :

  • - يميل الناشئ خلال المراهقة إلى تقمص العديد من الشخصيات الهامة أو التي تبدو له هامة ، ويمكن التحقق من ظهور عملية التقمص عند المراهق بسؤاله وصف الأبطال أو العظماء أو تسمية الأشخاص الذين يعجب بهم أكثر من سواهم .ويبدو أن الناشئة الذكور يبدون ميلاً لتقمص الأبطال والشخصيات التاريخية أكثر من الإناث وعلى العموم تميل البنات إلى ذكر أشخاص من محيطهن المباشر عندما يعبرون عن رغباتهن أو اهتمامهن المباشرة أو عن أجمل لحظات حياتهن الماضية .
  • - فهم الذات والآخرين :

  • - تنمو في المراهقة النظرة الموضوعية إلى الأشياء والحوادث والأنا والآخرين وهذا ما يساعد على فهم أفضل للذات والآخرين وبخلاف الصغير الذي قد يرغب في الحصول على أعلى النقط ( يتمنى أن يعطيه معلمه أعلى النقط ) في المواد الدراسية المختلفة بغض النظر عن إمكاناته الواقعية وقابليته ، يركز المراهق اهتمامه في صفاته الشخصية ويعمل على تطويرها لكي يتمكن من تحقيق هدفه في التحصيل ، فالمراهق أميل للتفكير في إطار قدرته كوسيلة لتحقيق هدف ما وليس لمجرد كسب الهدف ذاته وهو يهتم أولاً لامتلاك قدرة ما ويولي اهتماماً ثانوياً بالمهنة التي يمكن أن يشغلها تبعاً لتلك القدرة وهذا بدوره يساعد على فهم أفضل للذات والآخرين .
  • - القرار :

  • - لا شك أن القدرة على التفكير المستقل واتخاذ القرارات هي دليل على النضج العقلي للفرد ومن الصعب وضع معيار لقياس استقلالية التفكير وبغض النظر عن نمو المراهق باتجاه التفكير الاستقلالي فإنه غالباً ما يجد نفسه غارقاً بما سبق وقرر له مما يجعله عاجزاً عن إعادة التفكير في كل شيء وإعادة اتخاذ القرار بصدد كل فعل لذا قد يجد المراهق نفسه مضطراً للتسليم بالكثير مما قرر له وهذا ما يدعو إلى الاعتقاد بأن من غير الممكن للمراهق أن يبلغ الكمال في استقلالية التفكير وكل ما يستطيعه المراهق هو أن يشك بالكثير مما طرح له كمسلمات ويحرر نفسه من الكثير من الأفكار المسبقة ويمارس بقدر الإمكان استقلالية الرأي والتفكير بالقدر الذي تيسره ظروفه .
  • - المفاهيم الخلقية والقيم :

  • تتشكل فكرة الناشئ بصدد ما هو خطأ أو صواب وما هو حسن أو سيء وما هو مستحسن أو مستهجن تبعاً للقيم السائدة في الأسرة والمجتمع ، وتكون أخلاقية الناشئ مشخصة وخا
  • رجية في البدء ثم يطرأ عليها في المراهقة تطور تدريجي يتصف بالعمومية والداخلية .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.