الجنف

الجنف

  • الجنف أو انحناء العمود الفقري من الأمراض التي تصيب العمود الفقري وتسبب له حالة من الإنحناء والميلان، فما هو الجنف؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف الجنف:
  • ‏ هو حالة مرضية تصيب العمود الفقري وتسبب له انحراف (ميلان) من جهه إلى جهة، واستدارة الفقرات أيضا بهذا الاتجاه بحيث لا يكون فيها العمود الفقري عموديا. وفي هذه الحالة تتشكل عدة انحناءات أيضا تحت تأثير ثقل الجسم التي تشكل في بعض الأحيان شكل حرف (S).
  • - أجزاء العمود الفقري التي تصاب بالجنف:
  • - يتكون العمود الفقري من 30 فقرة مرصوصة فوق بعضها البعض، والعمود الفقري يشكل الدعامة الرئيسية ليساعد الإنسان على الوقوف.
  • - إذا نظر للعمود الفقري من الجانب نلاحظ انه يتكون من ثلاث أقواس:
  •  - قوس العنق، قوس الصدر، قوس المنطقة القطنية.
  • - وإذا نظرنا للعمود الفقري من الخلف فإنه يظهر على شكل عمود مستقيم مع إبقاء الرأس في المنتصف.
  • - يصيب إنحناء العمود الفقري بما لا يقل عن 10° بالجنف، ويصيب 1.5٪ إلى 3.0٪ من السكان.
  • - الإنحناءات التي تتجاوز ال 20 ° تصيب 0.3٪ إلى 0.5٪ من السكان.
  • - الإنحناءات التي تتجاوز ال 30° تصيب   0.2٪ إلى 0.3٪ من السكان.
  • - انحناء العمود الفقري بشكل بسيط يحدث بنسبة متساوية عند الذكور والإناث.
  • إلا أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بإنحناء جنفي أكبر تدريجياً والذي يتطلب العلاج.
  • - ثانيًا: أسباب الجنف:
  • 1- الجنف غير الهيكلي (الجنف الوظيفي أو الوضعي): 
  • في هذه الحالة يكون العمود الفقري طبيعي هيكلياً، ولكن يبدو منحني بسبب حالات أخرى مثل اختلاف طول الساق أو تشنج عضلات الظهر نتيجة انزلاق ديسك في الظهر.
  • في هذه الحالات الإنحراف عادة يكون خفيف ويتغير أو يزول عندما ينحني الشخص إلى الأمام أو إلى الجوانب او الجلوس .
  • 2- الجنف الهيكلي: في هذه الحالة يكون الإنحناء ثابت في الفقرات بسبب تغير في شكل الفقرات مع دوران وانحناء للامام او الخلف، ولكنه لا يتغير عندما يغير الشخص وضعيته.
  • وفي هذه الحالة تكون أسباب الجنف الهيكلي كالآتي:
  • 1- مجهول السبب:  أكثر من 75% من الجنف مجهول السبب.
  • 2- أمراض عصبي وعضلية: يكون سبب الإنحراف أمراض أثرت على أعصاب وعضلات الظهر مثل: حالات الضمور العضلي، شلل الأطفال، الشلل الدماغي، أو الورم العصبي الليفي،  هذه الحالات لها أعراض ومشاكل أخرى بالإضافة إلى الجنف. ويكون شكل العمود الفقري 10% من حالات الجنف سببها أمراض عصبية وعضلية.
  • 3--أسباب خلقية: وهذا يعني أن العمود الفقري لا ينمو بشكل صحيح عندما يتطور الطفل في الرحم، وهذا سبب 10% من الحالات.
  • 4- أمراض العظام: وهذا يحدث نتيجة لخلل في العظام مثل كسور ، أورام أو التهابات.
  • 5- الجنف التنكسي أو تآكل الغضاريف في الظهر: والذي يحدث عند كبار السن.
  • 6- الأمراض الوراثية: يمكن أن يحدث الجنف للأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية شائعة مثل متلازمة مارفان أو الورم العصبي الليفي.
  • - ثالثًا: تصنيف الجنف:
  • يقسم الجنف إلى أنواع مختلفة هما:
  • 1- جنف غير بنيوي (غير عضوي): وهنا لا يوجد خلل في فقرات الظهر، ولكن يمكن أن يكون الانحناء نتيجة لشد عضلي أو ألم ناتج عن إنزلاق غضروفي أو التهابات، ويمكن أن يكون نتيجة لوجود فرق في طول الساقين ويُسمى بالجنف الوضعي، وهذا الإنحناء يختفي عندما ينحني الشخص للأمام في وضعية الركوع.
  • 2- جنف بنيوي (عضوي): في هذه الحالة يوجد خلل و تشوهات في فقرات العمود الفقري. وينقسم هذا النوع بدوره إلى أربعة أقسام، هي:
  • أ- الجنف الغامض (مجهول السبب): ويُشكل 80% تقريبا من حالات الجنف عامة (أي أكثرها انتشاراً). ويحدث في عامة الناس بنسبة 2-4 %. وهو عموماً يُصيب الإناث أكثر من الذكور، وغالباً يكون الانحناء فيه صدرياً وإلى اليمين.
  • ينقسم هذا النوع من الجنف بدوره إلى ثلاثة أنواع وهي:
  • - جنف الرضع مجهول السبب
  • - جنف الأطفال مجهول السبب
  • - جنف المراهقين مجهول السبب
  • - الجنف الولادي (الخَلقي)
  • ب- الجنف العصبي العضلي: وأسبابه تكون إما شلل في العضلات نتيجة أمراض في الأعصاب، أو ضعف في هذه العضلات أو تكوينها. - مثال على الحالات العصبية هو الشلل الدماغي, شلل الأطفال. - مثال على الحالات العضلية هو الحَثَل العضلي، والونىَ العضلي الولادي. وهذه الأمراض إما ولادية (خلقية أو وراثية) وإما مكتسبة.
  • ج- الجنف القطني التنكسي: وهو انحراف جانبي يتجاوز 10 درجات ويحدث عادة في المنطقة الصدرية القطنية أو المنطقة القطنية من العمود الفقري بعد العقد الرابع أو الخامس من العمر في مرضى لم يكن لديهم تاريخ مرضي سابق للجنف، ويُنظر إليه كنوع من الأمراض التنكسية أكثر منه كنوع من أنواع الجنف.
  • - أعراض الجنف:

  • 1- كتف أعلى من الآخر.
  • 2- أحد عظام الكتف بارزة أكثر من الآخر.
  • 3- أحدى جوانب القفص الصدري يبدو أعلى من الآخر.
  • 4- أحدى جوانب الورك بارزة أكثر من غيرها.
  • 5- الخصر يبدو غير متساوي.
  • 6- ميلان الجسم  إلى أحد الجوانب.
  • 7- ساق أقصر من الأخرى.
  • - رابعًا: تشخيص الجنف:
  • يقوم الطبيب أو المختص بتشخيص الجنف من خلال العديد من التحليلات:
  • 1-يتم التشخيص بالفحص السريري والأشعة.
  • 2- قياس زاوية الإنحناء : طريقة قياس زاوية الإنحناء من الأشعة والتي تُسمى طريقة كوب وكذلك يُطلق على الزاوية زاوية كوب.
  • 3- وكذلك بالأشعة يمكن معرفة ما إذا كان الجنف (الانحناء) بنيوي أو مُعاوض (تعويضي)، الإنحناء المُعاوض يحدث نتيجة للانحناء البنيوي ليتوازن الجسم. تُأخذ صورة أشعة للشخص وهو منحني جانبياً لليمين وأخرى وهو منحني جانبياً لليسار، مما يؤدي إلى اختفاء الانحناء المُعاوض ولكن الإنحناء البنيوي يظل. وهذه الطريقة كذلك تفيد في معرفة مرونة العمود الفقري لدى المريض.
  • - علاج الجنف:

  • نوع العلاج المطلوب يعتمد على نوع ودرجة الانحناء، وعمر الطفل، وعدد السنوات المتبقية حتى يصل نمو الهيكل العظمي عند الطفل إلى مرحلة النضج.
  • 1- العلاج غير الجراحي: الفحص الدوري كل 3 إلى 6 أشهر، هذا الخيار هو الملائم عندما يكون الإنحناء (أقل من 20 درجة) أو إذا كان الطفل قريب من سن النضج الهيكلي.
  • 2- الدعامات:يكون الهدف منها الاستعداد لمنع الإنحناء من أن يزداد سوءاً، ويمكن أن تكون فعالة إذا كان الطفل لا يزال ينمو، ولديه إنحناء في العمود الفقري ما بين 25° و 40°.
  • - أنواع الدعامات: 

  • 1- دعامة بوسطن: يوضع تحت الإبط وهو مصنوع من مادة البلاستيك ويتم تفصيله حسب قياس المريض، ويعمل على مبدأ الضغط على  ثلاث نقاط من الإنحراف لمنع زيادته ويمكن ارتدائه تحت الملابس ولمدة 23 ساعة يومياً، ويستخدم للانحرافات الصدرية أو الصدرية القطنية.
  • 2- دعامة ملواكي: يمتد من الرقبة حتى الفقرات العجزية عن طريق قضبان حديدية متصلة مع بعضها، ويجب ارتدائه لمدة 23 ساعة يومياً، وهو مفيد لانحرافات الفقرات الصدرية.
  • 3- دعامة شارلستون:  ويستخدم هذا في الليل فقط حيث يتم تشكيله عند تركيبه والمريض منحني إلى الجانب الآخر من الإنحراف و إستخدامه يجب أن تكون زاوية الانحراف أقل من 40º.
  • 4- الدعامة الديناميكية: هذا يختلف عن الدعامات السابقة كونه أول دعامة والوحيد الذي يعمل كدعامة ديناميكية مرنة لعلاج الجنف بحيث يستخدم فكرة الحركة كجزء من علاج التشوه على عكس الدعامات السابقة وكذلك يعمل على إعادة تدريب عضلات الظهر ويساعد على منع زيادة الإنحراف أو يمكن أن يقلل من زاوية الإنحراف.
  • 5- دعامة شي نياو: تعتبر هذه الدعامة هي المناسبة كدعامة لعلاج الجنف، لكن مشكلتها انها تعتمد على خبرة ومهارة من يصنعها وهذا من الصعب وجوده في الاردن، إلا إنها تثبت أنها من أفضل الدعامات حتى الوقت الحالي لعلاج الجنف الهيكلي.
  • 3- العلاج الجراحي: إذا كان الإنحناء أكثر من 45 درجة ينصح  بإجراء عملية جراحية، إذا كان المريض  قد وصل إلى مرحلة النضج الهيكلي.
  • - مضاعفات الجنف:

  • - تقدّر مخاطر الخضوع للجراحة بنسبة 5%. قد تكون المضاعفات: التهابات الأنسجة اللينة، أو التهابات عميقة، مشاكل في التنفس، نزيف، إصابات عصبية. ولكن وفقاً لأحدث الأدلّة إن ّ معدّل حدوث المضاعفات أكبر بكثير. بعد خمس سنوات من الجراحة 5% يحتاجون إلى إعادة العملية وحتى اليوم ليس واضح ما يمكن توقّعة من جراحة العمود الفقري على المدى البعيد.
  • إذا ترك المريض دون علاج يمكن أن يزيد الإنحناء ليصل إلى درجات عالية مما يؤدي إلى مشاكل على المدى الطويل مثل:
  • 1-  تقلص قدرة الرئة والإصابة بأمراض الرئة.
  • 2-  وجود تشوه واضح  للعمود الفقري من الناحية الجمالية تسبب قلق كبير للعديد من المرضى.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.