
- - لكل مثل من الأمثال العربية قصة معروفة ومتوارثة عبر الأجيال، تحكي قصة حدث معين حصل ، فخلدت ذكراه أمثال شعبية تحكي قصة هذا الحدث، فتغيب القصة ويبقى المثل خالداً ومتداولاً بين الشعوب والأمم..
- - سنحكي لكم قصة المثل الشعبي وافق شن طبقة، ويضرب هذا المثل لكل متوافقين، أو اثنين متشابهين يكمل أحدهما الآخر.
- - هذا المثل الشعبي الرائع جاء عن قصة عجيبة وغريبة من نوعها بطلاها : رجل يقال له شن ، وامرأة يقال لها طبقة.
- - وكان الرجل والمرأة من دهاة العرب وعقلائهم وكانا أذكياء يتمتعان بالفطنة والدهاء.
-
قصّة المثل:
- - تحكي القصة أن رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم يدعى شن أقسم أن يطوف البلاد باحثاً عن امرأة مثله ليتزوجها وبينما وهو في مسيرته إذ قابله رجل في الطريق فسأله شن : إلى أين تذهب وأين تريد
- - فقال الرجل : أريد القرية التي يقصدها شن فتوافق الرجلان وسارا معاً متجهان إلى تلك القرية حتى إذا أخذا في مسيرتهما، فقال له شن : أتحملني أم أحملك؟؟
- - فقال له الرجل: أيها الجاهل أنا راكب وأنت راكب ( الرجلان راكبان دوابهما) فكيف أحملك أو تحملني؟؟
- - فأطرق شن وسكت عن الرجل ولم يجبه بشيء، وأكملا مسيرتهما حتى وصلا قرية ، فرأى شن زرعاً قد تم حصاده فقال للرجل: أترى هذا الزرع هل أكله أهله أم لم يأكلوه؟؟
- - فقال له الرجل: مابك أيها الجاهل ترى نباتاً مستحصداً ( قد تم حصاده ) فتسأل هل أكله أهله أم لا .
- - فسكت عنه شن للمرة الثانية حتى وصل الرجلان القرية ، فدخلا القرية ، فلقيا جنازة فقال له شن : أترى صاحب هذا النعش حي أم ميت؟؟ فقال له الرجل: وربي إنك لجاهل ومارأيت أجهل منك قط ، ترى جنازة فتسأل عنها ميّت صاحبها أم حي !؟
- - فسكت شن كعادته ولم يجب بشيء، وأراد مفارقة الرجل ولكن الرجل أبى أن يتركه كي يسير معه إلى بيته، فوافقه شن وقد كان لهذا الرجل يقال لها طبقة ( اسمها طبقة ) وقد كانت فتاة حسناء في غاية الجمال والذكاء وعندما دخل عليها أبوها سألته عن الضيف وقصته
- - فحكى لها أبوها عن مرافقته للضيف وشكا لها جهل الضيف وروى لها ما حدث معهما في الطريق وحدثها بحديثه ، فقالت الفتاة: يا أبتِ إن هذا الرجل ليس بجاهل فأخبرك عما قصده في حديثه، فأما عن قوله أتحملني أم أحملك؟
- - أراد به أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا ( نتحادث معاً أثناء الطريق ) وأما قوله عن الزرع أكله أهله أم لا؟؟ قصد به هل باعه أهله و أكلوا بثمنه أم لم يبيعوه..
- - وأما عن قوله عن الجنازة هل صاحب هذا النعش ميت أم حي ؟ فقصد بقوله: هل ترك هذا الميت أحداً يحيي به ذكراً أم لا ..
- - وبعد أن عرف الرجل ما قصده شن في أسئلته خرج وجلس مع شن وحادثه لساعات وقال له أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه فقال له شن : نعم فسره لي ، فأجابه الرجل عن كل سؤال سأله شن، فتعجب شن من كلام الرجل وقال له ما هذا بكلامك هلّا أخبرتني عن صاحب هذا الكلام ؟
- - فقال له الرجل: ابنتي هي صاحبة هذا الكلام ويقال لها طبقة ، وهي التي فسرت لي كل ما سألتني عنه ، فأعجب شن كثيراً بحكمة الفتاة وذكائها وخطبها من أبوها، فزوجه إياها فحملها شن إلى أهله فلما رأوها قالوا: وافق شن طبقة .
- - إنها قصة جميلة تبين لنا ماكان يتمتع به العرب من فطنة وحكمة وذكاء.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.