- ماذا يعني الخطأ في الشفرات الوراثية ؟
- الواقع أن الحياة تستخدم في لغتها مركبات كيميائية أربعة لاغير ، وهذه نطلق عليها اسم :
- آدینين وثامين وجوانين وسیتوزین
- ( نختصرها للتبسيط إلى A ، T ، G ، C ) ..
- وهي متراصة في الأشرطة الوراثية أزواجآ أزواجآ ، بمعنى أن أترتبط A مع T في الشريط ، وكذلك ترتبط G مع C ..
-
* تكوين الشفرات الوراثية :
-
من تكرار وتبادل هذه الأزواج في الأشرطة بنظام خاص ، تنتج بلايين فوق بلايين من الشفرات ، التي لها معنى ، ولكي يخرج الأمر من هذه الأشرطة لبناء بروتين مثل الهيموجلوبين ، فإنه يخرج على هيئة شفرة ثلاثية .. مثال : « AAT » لها معنى يختلف عن« AGC » ، أو « GCT » ..... الخ .. - فكل شفرة ثلاثية من هذه الشفرات تتعرف على حامض أمیني من الأحماض العشرين التي تستخدمها الحياة في بناء بروتيناتها ..
-
* مكونات جزيء البروتين :
-
جزيء الهيموجلوبين مثلا يتكون من 287 حامضاً ، إذن فلابد من صدور الأمر على هيئة شريط مبعوث من القيادة يحمل 891 رمزاً .. - ولقد حدد العلماء هذا الخطأ ، وعرفوا أن الشفرة الثلاثية على الشريط الوراثي قد أصبحت س أث ، بدلاً من أن تكون سث . وهي الصحيحة ..
- أي أن الخطأ كله قد انصب في حرف « A »
- ( أي آدینین ) بدلاً من أن يكون T ( أي ثامين ) .
-
* نتيجة لحرف واحد خاطئ !!
-
طبيعي أن الجزيء الوراثي المبعوث قد حمل خطأ جزيئه الوراثي الباعث ، وطبيعي أيضاً أنه لا يستطيع له تحویرآ ، ولافيه تغييرآ ، وعندما يتوجه إلى ساحة الخلية ليطبعه على آلات الطباعة الجزيئية - ( التي باسم الريبوسومات ) ، فإن الشفرة الثلاثية س تجمع الحامض الأميني فالين ، بدلاً من أن تجمع الحامض الأميني « جلوتاميك » ، وهذا يخرج جزيء الهيموجلوبين خاطئاً في حامض واحد من 287 حامضاً ، نتيجة لحرف واحد خاطيء من 861 حرفاً مسؤولة عن تكوين هذا الجزيء الهام !
-
* كيف يؤدي هذا الخطأ البسيط بمعاييرنا لمثل هذه المأساة الوراثية :
-
لأن إحلال حامض محل آخر ، يؤدي إلى تفاعل فريد من نوعه بين جزيئات الهيموجلوبين الموجودة في كرة الدم الحمراء ، خاصة عند نقص تركيز الأوكسيجين فيها ، فينتج عن ذلك تكوين مرکبات تشبه الخيوط المتصلة الحلزونية الدقيقة جدآ ، وعندما تظهر داخل كرة الدم الحمراء ، تبدو وكأنما تشدها ، فتغير شكلها ، ويؤدي ذلك إلى اصطيادها في الشعيرات الدموية الضيقة ، وفيها تتحطم ، وينتج عن ذلك هذا النوع من الأنيميا أو فقر الدم ، وبه تظهر أعراض المرض . - - هذا المثال الواقعي يوضح لنا بحق :
- أننا نقف أمام نظام دقیق مذهل ، ويبين أن هناك قدراً مکتوباً ، أو كتاباً مسطوراً بلغة تؤلف بلداً مثيراً ، يحتوي على بلايين المعلومات التي يجب أن تاتي صحيحة مائة بالمائة ، و أن الخطأ في رمز واحد يؤدي
- - كما رأينا - إلى كارثة !
-
* السيطرة على المرض لكبار السن :
-
ولقد أمكن الآن السيطرة على هذا المرض ، ولكن في بعض المرضى ، ربما لخمسين عاماً ، وذلك بوضعهم في ظروف معيشية أحسن ، وتغذية أقوم ، وتجنيبهم الإصابات بالأمراض الميكروبية المعدية التي تخفض ورود الأوكسيجين إلى دمائهم ... إلخ ، - وفي الختام:
- لا نستطيع أن نغير في هذا القدر المكتوب ، خطأ القيادة في نواة الخلية ، أو أن نحدد موقع الجينة المورثة التي سجلت فيها خطة تكوين الهيموجلوبين ، فهي تقع في مكان ما بين المائة ألف جينة التي تكون الجهاز الوراثي لكل خلية في الإنسان ..
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.