سرطان المريء

- يعد المريء أنبوبٌ عضليّ ليفيّ يبلغ طوله عند البشر البالغين حوالي 25 سم،حيث يمر المريء خلف الرغامى والقلب وعبر الحجاب الحاجز حتى ينفتح على القسم الأكثر علويّة من المعدة.
- أثناء عملية البلع، يتراجع لسان المزمار إلى الخلف ويسدّ مدخل الحنجرة ليمنع دخول الطعام إلى المجرى الهوائي، يعد سرطان المريء من أنواع السرطانات التي تصيب هذا العضو.
- فما هو سرطان المريء؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
- أولًا: تعريف سرطان المريء:
- هو أحد انواع السرطانات التي تنشأ من نسيج المريء ( و هو القناة التي تقوم بإيصال الطعام للمعدة) ، حيث تنقسم الخلايا بشكل غير طبيعي و لا يمكن السيطرة عليه، و قد تنتقل هذه الخلايا السرطانية لعضو أخر في الجسم ويتم تقسيمه الى نوعين حسب المنشأ ومقدار نمو الخلايا السرطانية ونوعها و من أهم الأعراض التي ترافقه هي عسر البلع .
- يقسم سرطان المريء إلى عدة أنواع تتشابه في صورتها السريرية ويتم تحديدها عبر الفحص المخبري للخزعة التي يتم أخذها من المريء، أهم الأعراض التي تصاحب المرض هي عسر البلع (صعوبة البلع).
- أنواع سرطان المريء:
1- سرطان الخلايا الحرشفية Squamous cell carcinoma: ينشأ في الخلايا المبطنة للجزء العلوي من المريء.
2- السرطان الغدي في المريء Adenocarcinoma of the esophagus: يحدث بسبب التغيرات في الخلايا الغدية الموجودة عند تقاطع المريء والمعدة.
- مراحل سرطان المريء:
- لسرطان المريء 5 مراحل تطور، كل منها يشير إلى انتشار وشدة المرض:
1- المرحلة 0:تشير هذه المرحلة إلى الخلايا التي أظهرت علامات نشاط سرطاني دون أن تصبح سرطانية.
2- المرحلة 1: تشكل السرطان في جدار المريء وقد لا يكون موقع الورم واضحًا.
3- المرحلة 2:انتشار السرطان إلى النسيج العضلي أو الضام للمريء وبعض العقد الليمفاوية.
4- المرحلة 3: انتشار السرطان إلى النسيج العضلي أو الضام للمريء، وربما إلى الحجاب الحاجز أيضًا، أو الكيس حول القلب (التامور)، أو النسيج الوقائي حول الرئتين، وفي 3-6 عقد ليمفاوية.
5- المرحلة 4:انتشار السرطان إلى أماكن متعددة في الجسم.
وتحدد مرحلة السرطان كيفية تعامل الطبيب مع الحالة ونوع العلاج المناسب البدء به.
- أسباب سرطان المريء:
- ينتج السرطان بسبب انقسام ونمو خلايا خارجة عن السيطرة في الجسم، ويبدأ الأثر الضار لهذا المرض عندما تنقسم الخلايا المصابة بشكل خارج عن السيطرة، وتشكل كتلًا أو تجمعات من الأنسجة تسمى الأورام، بعض الأورام تعتبر حميدة؛ أي أنها تستقر في مكان محدد ولا تنمو لحجم أكبر، بينما تعتبر الأورام الخبيثة خطيرةً جدًا، ومن الممكن أن تنتشر وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم في حال عدم علاجها، ويتعارض نمو الأورام مع الوظائف الطبيعية في الجسم، لكن الأخطر هو دخول السرطان إلى الجهاز اللمفاوي؛ حينها يكون انتشاره أسرع وقد يصل إلى الأعضاء الحيوية.
- عوامل الخطورة للإصابة بسرطان المريء:
1- التدخين و يُعد المسبب الأساسي للإصابة بسرطان المريء .
2- الإدمان على المشروبات الكحولية .
3- وجود سرطان آخر في جسم الإنسان .
4- التقدم بالعمر قد يزيد نسبة حدوث هذا المرض
5- الارتداد المعدي.
6- البدانة.
7- مرض الاضطرابات الهضمية: قد يزيد من خطر سرطان الخلايا الحرشفية.
8- النظام الغذائي أو الحمية: عدم تناول ما يكفي من الخضار والفاكهة قد يزيد من خطر الإصابة.
9- العامل الوراثي: وجود إصابة بهذا المرض عند أحد أفراد الأسرة يزيد من احتمالية الإصابة به.
10- فيروس الورم الحليمي البشري Human papillomavirus HPV: فيروس معدي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
11- التعرض الطويل للمواد الكيميائية والمهيجات: تشمل السناج soot والغبار المعدني وأدخنة العادم exhaust fumes ومحلول هيدروكسيد الصوديوم، أو الغسول lye وغبار ثنائي أكسيد السيليكون أو السيليكاتsilica dust.
12- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.
13- العلاج الإشعاعي: عندما يركز الطبيب هذا العلاج للصدر أو الرأس فقد يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- أعراض سرطان المريء:
1- عسر البلع (صعوبة البلع) أول الأعراض التي تظهر، تبدأ صعوبة البلع مع الأطعمة القاسية كاللحوم والخضار ويكون بلع الطعام الطري والسوائل في البداية طبيعياً ومع تطور المرض وازدياد حجم الورم تمتد صعوبة البلع لتشمل السوائل والأطعمة اللينة و الطرية.
في بعض الأحيان تصاحب صعوبة البلع ألم البلع (ألم الازدرار) ويكون الألم شبيها بالحرقة وشديدا وتزداد حدته مع البلع.
2- فقدان في الوزن نتيجة قلة المواد الغذائية التي يستطيع المصاب بلعها
3- أحياناً يعاني المصاب من بحة أو تغير في الصوت نتيجة وجود الورم قرب الأحبال الصوتية.
4- الإحساس بالغثيان والاستفراغ .
5- أحيانا ينزف الورم مسببا قيئاُ دموياً برازاً دموياً.
6- السعال المصحوب بالدم
7- جفاف الحلق
8- ألم في منطقة الصدر أحياناً
9- كثرة الاختناق باللعاب.
10 -الالتهاب الرئوي الناتج عن الاختناق باللعاب حيث يدخل القصبات الهوائية.
- تشخيص سرطان المريء:
- يقوم الطبيب أو المختص بالقيام بالعديد من التحليلات لتشخيص بسرطان المريء والقيام بالعلاج المناسب:
1- التنظير الداخلي أو الهضمي العلوي : يمرر الطبيب أداةً رفيعةً وطويلةً تدعى المنظار، يبدأ من خلال الفم ثم إلى المريء فالمعدة، يحتوي المنظار على ضوء وكاميرا في نهايته، يحدد الطبيب من خلاله إذا كانت هناك أورام أو تشوهات؛ عن طريق عرض ما يصوره على الشاشة.
2- خزعة : قد يأخذ الطبيب عينةً من الأنسجة إذا ظهرت نتائج غير طبيعية أثناء التنظير، ثم ترسل لاختصاصي؛ ليفحصها تحت المجهر ويرى إن كانت خبيثةً أم لا.
3- اختبار ابتلاع الباريوم : يشرب المريض سائلًا يحتوي على الباريوم؛ لأنه يظهر في صور الأشعة السينية، ثم يأخذ المختص عدة صور على فترات متباعدة ليستطيع كشف أي عوائق يسببها الورم.
4- الموجات فوق الصوتية بالمنظار : يعمل منظار الموجات فوق الصوتية بكفاءة أعلى من المنظار التقليدي، ويدخل عن طريق الفم أيضًا، ويستخدمه الطبيب لحظة تأكده من وجود الأورام، وذلك ليتأكد إن كانت الأورام منتشرةً في الأنسجة القريبة أم لا.
5- عمليات التصوير الأخرى: يمكن للأشعة المقطعية CT scan أن تساعد في تحديد انتشار السرطان.
- علاج سرطان المريء:
- لا يظهر سرطان المريء أي من الأعراض الواضحة إلى أن ينتشر في الأنسجة المجاورة، لذلك تكون معالجته أكثر صعوبة من أنواع السرطان الأخرى.
- ويعتمد العلاج على المرحلة التي يكتشف فيها المرض، لذلك كلّما كان في مراحله الأولية، كانت نسبة علاجه والقدرة على السيطرة عليه أكبر، وذلك عن طريق المعالجة الكيميائية ويتبعها إجراء عمليات جراحية لاستئصال الجزء المصاب من المريء.
- وإذا كان من غير الممكن القضاء على السرطان نهائياً، يتم تخفيف الأعراض وإبطاء الانتشار عن طريق المعالجة الكيميائية.
- تستخدم أحد تقنيات العلاج التالية:
1-العلاج الدوائي الكيميائي: وتعني استخدام الأدوية المركبة بحيث تقتل الخلايا سريعة النمو مثل خلايا السرطان. وقد يتم حقن الأدوية الكيميائية هذه بشكلٍ مباشر عبر الوريد إما بواسطة الأنبوب المغذي الوريدي أو بالحقن في الوريد أو أن تعطى باستخدام أنبوبة القسطرةوهي عبارة عن أنبوبة رفيعة يتم إدخالها في أحد الأوردة الدموية الكبيرة حيث تبقى مثبتةً هناك لحين انتفاء الحاجة إليها. وأما الأنواع الأخرى من أدوية المعالجة الكيميائية فتؤخذ على شكل أقراص أو حبوب دوائية.
2- العلاج الإشعاعي بالليزر: هي عبارة عن استخدام نوع من الأشعة السينية عالية الطاقة التي تعمل على قتل الخلايا السرطانية. ومن الممكن استخدام الإشعاعات كوسيلة علاجية أساسية أو أن تستخدم بالتزامن مع استعمال أدوية المعالجة الكيميائية وقد يصاحب ذلك إجراء أو عدم إجراء التداخل الجراحي. وتجدر الإشارة إلى أن المعالجة بالإشعاع غالبًا ما تلعب دورًا مهمًا في حالات السرطان عندما يكون في مراحله المتقدمة وذلك بالتخفيف من الآلام وإزالة الانسداد في المجاري التنفسية والتخفيف من حالات ضيق التنفس والسعال.
3- العلاج الجراحي: يمكن للتدخل الجراحي أن يساعد المريض بسرطان المريء على النحو التالي:
أ- استئصال المريء : في هذا الإجراء يزيل الجراح القسم المصاب من المريء؛ الذي يحتوي على الأورام ويعيد توصيل الجزء المتبقي من المريء مع المعدة، ومن الممكن أن يحتاج إلى جزء صغير من الأمعاء الغليظة للمساعدة على وصل المريء بالمعدة.
ب- استئصال المريء والمعدة : يزيل الجراح جزءًا من المريء المصاب بالورم، وأجزاءً من المعدة والغدد الليمفاوية المحيطة، وقد يستخدم جزءًا من الأمعاء الغليظة لإعادة توصيل المريء بالمعدة إذا لم يستطع ذلك.
- الوقاية من سرطان المريء:
- للوقاية من هذا المرض يتوجب على المريض اتباع النصائح والإرشادات التالية:
1- شرب كمية مناسبة من الماء يوميا تتراوح من 4 الى 6 اكواب حسب تعليمات الطبيب
2- تناول الغذاء الصحي والسليم الذي يحتوي على الخضار والفاكهة والفيتامينات
3- ممارسة الرياضة بشكل دوري
4- الإقلاع عن التدخين
- مضاعفات سرطان المريء:
- من مضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بسرطان المريء :
1- انتشار السرطان على طول القناة الهضمية
2- حدوث سعال مزمن مصاحب للدم احيانا
3- فقدان الوزن وحدوث سوء تغذية.
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.

مثال

نبذة عنا

الأحكام والشروط

سياسة الخصوصية

الشركاء

وظائف