- - برز في الدين الإسلامي فئة اتخذوا من مصطلح "الحب الإلهي" نهجاً لهم فكانت نظريتهم هي "العبادة من أجل محبة الله لا من أجل الخوف من النار"، عُرف هؤلاء باسم "المتصوفين".
- - أبدع أدباء الصوفية في نظم الأشعار والرسائل الروحية التي يخاطبون فيها الله عز وجل تارةً في وصف عظمته جل جلاله وأخرى في التعبير عن حبه كأحد أسمى أنواع الحب والعشق.
-
وهنا نورد بعض من أجمل ما كتب في "العشق الإلهي":
-
- رابعة العدوية:
- عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك
- واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
- وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى
- خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
- أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى
- وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
- فــأما الــذي هــو حب الهــــوى
- فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
- وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه
- فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
- فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي
- ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
-
- ابن الفارض:
- ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا
- سر أرق من النسـيم إذا سرى
- وأباح طرفي نظرة أملتها
- فغدوت معروفا وكنت منكرا
- فدهشت بين جماله وجلاله
- وغدا لسان الحال مني مجهرا
-
- محي الدين بن عربي:
- للَّه قومٌ في الفراديسِ مذ أبت
- قلوبهم أن تسكن الجوَّ والسما
- ففي العجلِ السرُّ الذي صدعتْ له
- رعودُ اللظى في السفلِ من ظاهر العجى
- وأبرق برق في نواحيه ساطع
- يجلله من باطن الرجل في الشوى
- فأولُ صوتٍ كان منه بأنفه
- فشمته فاستوجبَ الحمدَ والثنا
- وفاجأه وحي من الله آمرٌ
- وكان له ما كان في نفسه اكتمى
- فيا طاعتي لو كنت كنت مقرّباً
- ومعصيتي لولاك ما كنتُ مجتبى
- فما العلم إلا في الخلافِ وسرِّه
- وما النور إلا في مخالفة النهى
-
- الحلاج:
- وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
- إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
- وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
- إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
- وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
- إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
- وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
- إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
- وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
- سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
- وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
- فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
- مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
- وديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
- قد كنت قبل اليوم انكر صاحبي
- اذا لم يكن دينه الى ديني داني
-
- ابن النحوي التوزري:
- رقت باب الرجا والناس قد رقدوا
- وَبِتُّ أشكو إلى مولاي مـا أجـدُ
- وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة
- ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمـد
- أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا
- ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
- وقد مدَدْتُ يـدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً
- إليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ
- فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً
- فبَحْرُ جودِكَ يروي كل منْ يَـرِد
-
- عبد الغني النابلسي:
- حبيبي كلنا فانون
- وانت الواحد الباقي
- حبيبي اننا ذبنا
- كملح ذاب في الماء
-
- جلال الدين الرومي:
- ولقد شهدت جماله من ذاتي
- لما صفت وتصقلت مرآتي
- وتزينت بجماله وجلاله
- وكماله ووصاله خلواتي
- أنواره قد أوقدت مصباحي
- فتلألأت من ضوئه مشكاتي
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.