اعلن هنا

قصة أول مؤذن في الإسلام بلال بن رباح

قصة أول مؤذن في الإسلام بلال بن رباح

  • " أحد .. أحد " شعار جميل ومقدس ، اتخذه رجل من مكة .. رجل لاقى أشد تعذيب وأسوأ معاملة ، لقوله أشهد أن لا إله إلا الله ..
  • هذا الرجل الشديد السمرة ، النحيل ، الطويل ، كث الشعر ، قليل العارضين ..
  • لم يكد يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه، إلا ويحني رأسه ، والعبرات في عينيه ، ويقول : ( إنما أنا حبشي ، كنت بالأمس عبدآ ) ..
  • الرجل الذي كان بالأمس عبدآ .. إنه بطل مقالنا اليوم ، إنه بلال ابن رباح .. مؤذن الإسلام .
  • إسلامه :


  • عاش حياة الرقيق ، تمضي أيامه متشابهة ، قاحلة ، لا حق له في يومه ، ولا أمل له في غده ..
  • كان قد سمع أمية مولاه ، وهو يتحدث مع أصدقائه وأفراد قبيلته عن الرسول ، حديثاً يطفح غيظآ وشرآ ..
  • وكان يستمع إليهم وهم يعترفون بشرف محمد وصدقه وأمانته ، ويقول بعضهم لبعض : ما كان محمد يوماً كاتبآ ولا ساحراً ولا مجنوناً ، وعلينا اليوم أن نصد عنه الذين يسارعون إلى دينه ..
  • وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديه وعداوته ، وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنينه، فيذهب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
  • أذيته وصبره لإعلاء دين محمد :


  • ولم يلبث خبر إسلامه أن يذيع ، حتى تجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف ، فعبدهم الحبشي يسلم ، ويتبع محمد !!
  • فأنزل في بلال أقسى ألوان العذاب والتنكيل ، ولكنه صمد صمود الأبرار العظام .
  • فقد وضع عريانآ فوق الجمر ، و كانوا يخرجون في الظهيرة التي تتحول فيها الصحراء إلى جهنم قاتلة ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ، ويلقونه فوق جسده وصدره ، ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم وهو يقول : أحد ... أحد .
  • إن مشهد تعذيبه قد رقت له بعض قلوب جلاديه ، فأمروه أن يذكر آلهتهم بخير ، ولو بكلمة واحدة ،ولكنه أصر ويقول : أحد .. أحد .
  •  ويصيح به جلادوه ويتوسلون إليه قائلين : اذكر اللاة والعزة فيجيبهم أحد .. أحد .
  • ويأخذونه إلى الرمضاء ، وهو صابر محتسب صامد و ثابت ، ويذهب أبو بكر ويراهم وهم يعذبونه ، فيصيح بهم : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟
  •  ثم يصيح في أمية بن خلف ويقول : خذ أكثر من ثمنه واتركه حرآ .
  • ولكأنما جعله الله للناس مثالآ على أن سواد البشرة ، وعبوديه الرقبة ، لا ينالان من عظمة الروح ، إذا وجدت إيمانها .
  •  لقد أعطى بلال درساً بليغاً ، للذين في زمانه ، أن حرية الضمير وسيادته ، لا يباع بملئ الأرض ذهباً .
  • تعيينه كأول مؤذن في الإسلام :


  • بعد هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة، واستقرارهم بها شرع الرسول للصلاه أذانها .
  • فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات في اليوم ؟؟ فاختار بلال الذي صاح منذ ثلاثة عشرة سنة ، والعذاب يهده و يشويه ، أن الله أحد .. أحد ، فقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن في الإسلام .
  • مقتل أمية بن خلف على يديه في المعركة :


  • نشبت معركة بين المسلمين والمشركين ، ودارت حرب قاسية ، وفي هذه الغزة قد ألقت قريش بأفلاذ أكبادها ، وخرج أشرافها لقتالهم .
  • حتى أمية بن خلف شارك بالحرب ضد المسلمين ، ولا يعلم ماينتظره ، فاليوم هو تصفية الحساب ، فالديان لايموت وكما تدين تدان .
  • وصاح بلال في المعركة أحد ..أحد ، فلم يصل الكلام إلى مسمع أمية حتى انخلع قلبه ، وقصفت قامته ، ولمح بلال في طريقه أمية فصاح : رأس الكفر ، أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا ..
  • وصاح أخرى : يا أنصار الله رأس أمية بن خلف ، لانجوت إن نجا ..
  • وأقبل المسلمون وأحاطوا بأمية ، وقتلوه ، ونظر بلال إلى جثمانه وهو يقول : أحد.. أحد .
  • حبه للجهاد :


  • ذهب يوماً إلى خليفة رسول الله ، وقال : يا خليفة رسول الله : إني سمعت رسول الله عليه السلام يقول : ( أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ) ..
  •  فقال له : أبا بكر فما تشاء يا بلال ؟
  •  قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت .
  • قال أبو بكر : ومن يؤذن لنا ؟ 
  • قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله .
  • فقال أبا بكر : بل ابق وأذن لنا يا بلال .
  • قال بلال : إن كنت أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له .
  • فقال أبا بكر : بل أعتقتك لله يا بلال .
  • واختلفت الروايات فبعضهم يقول : أنه سافر إلى الشام حيث بقي بها مجاهداً أو مرابطآ ..
  • وبعضهم الآخر يقول : أنه قبل أن يكون مع أبي بكر في المدينة ..
  •  فلما قبض أبا بكر ولي الخلافة عمر ، واستأذنه وخرج إلى الشام ..
  • على كل حال فإنه نذر نفسه و بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الإسلام ، مصممآ أن يلق الله ورسوله على خير عمل يحبانه .
  • وفاته :


  • كان آخر آذان له أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر ، و توسل المسلمون إليه أن يحمل بلال على أن يؤذن لهم ، صلاة واحدة، فدعاه أمير المؤمنين ، وقد حان وقت الصلاة ، ورجاه أن يؤذن لها ، فصعد بلال وأذن فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله ، و بلال يؤذن وبكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً ، وكان عمر أشدهم بكاء ...
  • وبعدها مات بلال في الشام مرابطاً في سبيل الله ، كما أراد ، وتحت ثرى دمشق ووري جثمان رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الموقف ، وصلابة في العقيدة ، رحم الله بلال بن رباح .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.