- قامت دولة سبأ على أطلال الدولة المعنية باليمن ، وخلفتها في لغتها وعاداتها ، واقتبست منها حضارتها ومدنيتها وتدرجت من الإمارة البسيطة ، إلى الملك الواسع العريض ، وأسسوا القصور الشامخة بمنطقة ( صرواح ) وهي مدينة باليمن ، ثم انتقلوا منها إلى ( مأرب ) واتخذوها حاضرة لهم ، حيث أخصب لهم العيش ، وطابت الحياة ، وتقلبوا في أعطاف النعيم . كانت اليمن شحيحة بالماء مقفرة من الأنهار .
-
فكرة بناء السدود في قصة السيل العرم في اليمن
-
فألجأتهم الحاجة إلى أن يبتدعوا أمراً يتوقون به السيول ، ثم ينتفعون بها ، فهدوا إلى طريقة السدود والحواجز ، يقيمونها بين الأودية ، فكثرت هذه السدود ، وتعددت تلك الحواجز ، حتى جاوز عددها المئات ، ولكن سد مأرب كان أقواها وأمتنها . -
سبأ جنة خضراء في قصة السيل العرم في اليمن
-
أقام الملوك من سبأ سداً عريضاً منيعاً حصيناً ، قوياً وجعلوا على جانبيه مصارف بطرق هندسية منتظمة ، هيأت لهذا الوادي أن يصبح بفضل ما احتجزوه من الماء أرضاً خصيبة ، فيها زروع نضرة ، وحدائق ذات بهجة ، واستحالت رمال الصحراء بسطاً هندسية خضراء ، تجري بينها القنوات الملتوية :( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ )[ سبأ : 15 ] . - كانت المرأة تسير وسط هذه الحدائق حاملة وعاءها فوق رأسها ، فلا تمضي في السير قليلاً ، حتى يكون قد امتلأ وعاءها من الثمر المتساقط من شجره ، واتسعت لديهم النعمة وفاض عندهم الخير ، وهم فيما بين ذلك آمنون مطمئنون ، بفضل من الله يعقب فضلاً :( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )[ سبأ : 15 ] .
-
كفر أهل البلدة بأنعم الله في قصة السيل العرم في اليمن
-
لقد كان جدير بأهل سبأ أن يشكروا الله نعمته ، وأن يحمدوه على ما أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، ولكنهم اتبعوا من سبقهم من الأمم ، وساروا في دروبهم ، فكفروا بالنعمة ، وبالغوا في البطر وحب النفس ، حتى أرسل الله فيهم أنبياء نصحوهم ، فأعرضوا ، وهداة مرشدين حاولوا إصلاحهم . -
وقوع عذاب الله في أهل سبأ في قصة السيل العرم في اليمن
-
أراد الله أن يذيقهم وبال أمرهم ، وأن يريهم عاقبة كفرانهم ، ليكونوا عبرة لغيرهم ، فتهدم السد ، وتقوض البناء ، ولم يستطع أن يحجز السيول المتدفقة ، وانطلقت المياه الحبيسة في شعاب الوادي ، فغرق الزرع ، وهلك الضرع ، وعاد الوادي كما كان صحراء مقفرة مجدبة لا نبات فيها سوى أشجار لا تثمر ، وهربت العصافير والبلابل ، والغربان تنعق في أعالي الأشجار الجافة :( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ) [ سبأ : 16 ] . -
هجرة أهل البلدة في قصة السيل العرم في اليمن
-
أما الأهلون فإنهم لما رأوا أن معين رزقهم قد غاض ، لم يطيقوا صبراً على أن يقيموا في صحراء كانت بالأمس جناناً ، وخرائب قطنوها قصوراً ، ففارقوا أوطانهم على الكره منهم ، ونزحوا عن ديارهم بقلب محروق ، وعين تدمع دم ، ثم تمزقوا في شتى البلاد ، فتناثرت قبائلهم : - 1 - غسان إلى الشام .
- 2 - أنمار إلى يثرب .
- 3 - جذام إلى تهامة .
- 4 - الأزد إلى عمان .
- ومزقوا كل ممزق ، حتى صار أمرهم حديثاً ينتقل ، وحكايات تروى ، وأحاديث تتداول .( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴿18﴾ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ )[ سبأ : 17-18 ] .
- وفي نهاية المقال نرى أن أهل سبأ قد عاشوا في نعمة سابغة فلم يحفظوها ، وثياب من العز ضافية فلم يصونوها ، فجازاهم الله بما كفروا ، ف-رسل عليهم سيل العرم ، وشتتهم يتيهون في كل أرض :( ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )[ سبأ : 17 ] .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب