- يمم نبي الله سليمان شطر الحرم ، حتى إذا وفى نذره شد رحله وفارقه ، ثم حث به السير نحو أرض اليمن ، فدخل أرض صنعاء ، وأخذ يتفقد الماء ، فأعياه البحث ، واستعصى عليه المنال ..
- ماذا فعل سليمان بأرض صنعاء ؟
- ماذا فعل بملكة سبأ؟
- هذا ماسنعرفه في قصة هذا المقال ، تابعونا .
-
أخبار هامة جاء بها الهدهد في قصة سليمان عليه السلام
-
تفقد سليمان الطير ليدله على الماء ، فوجده من غائباً ، فأقسم أن يذبحه ، إلا أن يأتي بحجة واضحة :( وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ (21) [ النمل : 20-21 ] . - لكن الهدهد عاد وتقدم إليه فقال :( أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۢ بِنَبَإٖ يَقِينٍ ) [ النمل : 22 ] .
- فخفض هذا الحديث المشوق من حدة سليمان ،قال الهدهد :" وجدت في أرض سبأ امرأة تحكمهم ، وقد أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ، إلا أن الشيطان قد استبطنهم ، وخالط منهم اللحم والدم ، فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ، وجدتها وقومها يسجدون للشمس ، فهالني أمرها وروعني شأنها ، وما كان أجدرهم ، أن يسجدوا لله الذي يعلم ما تكن الجوانح :( إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ )[ النمل : 23-24 ] .
-
جواب سليمان للهدهد في قصة سليمان عليه السلام
-
دهش سليمان وقال له : سنتحقق أمر صدقك من كذبك :( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ )[ النمل : 27 ] . - وقال للهدهد :( ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ )[ النمل : 28 ] .
- هذا كتابي ، اذهب به فألقه إليهم ، ثم تنح إلى مكان تنتظر رأيهم .
-
كتاب سليمان إلى بلقيس في قصة سليمان عليه السلام
-
حمل الهدهد الكتاب ، ثم طار إلى بلقيس ، وطرح الكتاب أمامها ، وقرأته ، فإذا فيه : ( إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ (31)[ النمل : 30-31 ] . - جمعت الملكة من وزراءها وأمراءها ، كي تعتصم بحكمهم ، وتستظهر برأيهم ، فقالوا : ( نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ )" نحن أبناء حرب ، لا أهل رأي وسداد ، وقد تركنا أمورنا لتدبيرك ، فانظري ماذا تأمرين " .
- فأجابتهم ملكتهم :( إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ )[ النمل : 34 ] .
- لأن الملوك إذا غلبوا قرية ، ودخلوها عنوة خربوها ، وجعلوا أعزتها أذلة ، وإني مرسلة إلى سليمان بهدية ، فيها من كل غال وثمين :( وَإِنِّي مُرۡسِلَةٌ إِلَيۡهِم بِهَدِيَّةٖ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ يَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ )[ النمل : 35 ] .
- ثم جمعت هدية بعثت بها مع رجال من كرام القوم .
-
وصول هدية بلقيس لسليمان في قصة سليمان عليه السلام
-
أقبل الهدهد إلى سليمان ينبئه الخبر ، فأمر سليمان الجن فزينوا له بناء عجيباً ، وصرحاً مشيداً ،فلما دنا القوم نظروا فبهتوا ، وأقبل عليهم سليمان بوجه طلق ، فقال : ماوراكم ؟ ، فتقدموا بما حملوا من هدايا ونفائس ، يبتغون بها رضاً وقبولاً من النبي الكريم ، فتعفف سليمان وتلطف ، وقال للرسول :( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٖ فَمَآ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَيۡرٞ مِّمَّآ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ )[ النمل : 36 ] . - وقال :( ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ )[ النمل : 37 ] .
- إن الله أعطاني الرزق السخي ، ومد لي أسباب النبوة والملك ، وأتاني مالم يؤت أحداً من العالمين .
-
عودة رسول بلقيس في قصة سليمان عليه السلام
-
عاد الرسل فأخبروا بلقيس بما رأوا وما سمعوا ، فقالت : " ليس لنا بد من السمع والطاعة ، ولتبادر إلى إجابته ، فلما سمع سليمان بقدومهم عليه ووفودهم إليه قال لمن بين يديه ممن سخر له من الجان :( أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ ) . - قال غفريت من الجن :( أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ ) .
- قال الذي عنده علم من الكتاب :( أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ ) .
- وعندما وجد سليمان عرش بلقيس قال :( هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ )[ النمل : 40 ] .
-
وصول بلقيس لأرض سليمان في قصة سليمان عليه السلام
-
لقد أراد سليمان عرش بلقيس عنده فكان ، ثم قال سليمان لجنوده : " غيروا لها عرشها ، ولنستبين أتهتدي إليه أم تكون من الذين لا يهتدون " :( قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ ) - فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ؟، فاستبعدت أن يكون عرشها ، وقد خلفته في أرض سبأ ، فدهشت لذلك الأمر الغريب :( فَلَمَّا جَآءَتۡ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرۡشُكِۖ قَالَتۡ كَأَنَّهُۥ هُوَۚ وَأُوتِينَا ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهَا وَكُنَّا مُسۡلِمِينَ )
- قالت : كأنه هو ، ووقفت مشتتة الفكر ، وكان سليمان قد أمر ببناء صرح من زجاج أبيض ، ثم دعا ملكة سبأ إليه ، فلما رأته حسبته لجة ، فكشفت عن ساقيها ، قال :( ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ )
- فقالت : ( قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ) [ النمل : 44 ] .
-
حكمة سليمان في قصة سليمان عليه السلام
-
كان سليمان ملازماً لأبيه في مجلسه ، وفي مجلس من مجالس القضاء جلس الملك داود ، وجلس بجانبه ابنه سليمان ، فأتى خصمان ، قال أحدهما :" إن زرعآ له قد أتى ثمره ، ودنت قطوفه ، انتشرت فيه غنم خصمه ، ولم يردها راد ، بل سامت ، وانسابت في الزرع ليلاً ، فأهلكته وأبادته ، حتى صار أثراً بعد عين " . حکم داوود بالغنم لصاحب الزرع يأخذها خالصة له ، وجزاء إهمال أصحابها الذين تركوها . - ولكن الصبي سليمان وقد آتاه الله علماً وحكمة ، وقال : " تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وأشعارها ، وتسلم الأرض إلى أصحاب الغنم يقومون على زراعتها ، حتى تعود كما كانت ، ثم يترادان ، فيأخذ كل ما كان تحت يمينه ؛ وبذلك لا يكون هناك غنم ولا غرم ، فهذا أقرب إلى العدل ، وأصح في الحكم ، وأولى في القضاء " .
-
سليمان على عرش أبيه في قصة سليمان عليه السلام
-
قر سليمان في ملكه ، ووهبه ربه ملكاً عريضاً ، وسخر له الريح تجري بأمره ، وأسال الله له عيناً مصطهرة ، تقذف النحاس من باطن الأرض ، فيقبل عليه صناعه من الجن للانتفاع به في شتى أعمال الإصلاح والتعمير ، ومن الجن من يعمل له ما يشاء من محاريب وتماثيل . -
ملك سليمان في قصة سليمان عليه السلام
-
ورث سليمان داود في نبوته وملكه ، وآتاه الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وقد حباه بما يلي : - 1 - علمه منطق الطير ، فكان يعرف تخاطب الطير بلغاتها ، ويعبر للناس عن مقاصدها وإرادتها .
- 2 - سخر له الشياطين .
- 3 - أطلق بأمره الريح .
-
سليمان يضحك من نملة في قصة سليمان عليه السلام
-
لقد ركب نبي الله الملك يوماً في حشد عظيم من الإنس والجن والطير ، فأتى على وادي النمل :( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ ) . - فبصرت به على بعد نملة ، فارتاعت لذلك الحشد ، وخافت على قومها أن تدوسهم جنود سليمان فتحطمهم ، فأهابت بهم أن :( ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) [ النمل : 18 ] .
- ادخلوا مساكنكم حتى لا تذهبوا ضحية سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ، فسمع سليمان قولها ، وعرف مرادها في ندائها ، فتبسم ضاحكاً لقولها ، سروراً بما ألهمه الله من قوة يدرك بها هذا المنطق العجيب :( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا )
- طلب سليمان من ربه أن يقيضه لشكره على ما أنعم عليه من عطية ، وأن ييسر له الأعمال الصالحات ، فيهيء له من أمره رشداً ، وأن يحشره إذا توفاه مع عباده الصالحين :( قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )[ النمل : 19 ] .
- هذه هي قصة سليمان عليه السلام نبي الله كما جاء نفسيرها في القرآن الكريم ، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب