كيف أغرس في طفلي القناعة في رمضان؟

كيف أغرس في طفلي القناعة في رمضان؟

  • - لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ،بأن لاننظر إلى ما في أيدِ الآخرين والاكتفاء بما رزقنا الله تعالى.
  • - فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه :﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡا۟ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُوا۟ۖ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُوا۟ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا﴾ [النساء ٣٢]
  • أولاً: القناعة:
  • -  خلق القناعة هو أن يكتفي المرء بما لديه ولا ينظر إلى ما يملك غيره.
  • ثانياً : فوائد قيمة القناعة:
  • - وغرس هذه القيمة التربوية في نفوس الأطفال يعود بفوائد عظيمة ،أهمها :
  • 1-تنمي داخل الطفل ثقته بنفسه وبمقدار ما يملك مهما كان قليلاً أو كثيراً .
  • 2-تعزز شعور الطفل لِأن يبذل الأفضل وتستثير دافعيته ليصنع مستقبلاً أفضل، بعكس الطفل غير القنوع ،في داخله الكثير من الحسد والكره لأشخاص يملكون ما لا يملكه  بل وربما مما يملك ، لأنه لم يعتد أن يقنع بما لديه .
  • 3-تجعل الطفل يلتفت إلى نصيبه من الآخرة ،ويدرك أن ما يملكه في الدنيا هو نصيبه في الدنيا ، والذي سيظل معاه نصيبه من الآخرة.
  • 4-تزيح عن الوالدين كاهل الإنفاق فيما لا فائدة له ، وأحياناً ما لا يطيقون تحمله من نفقات .
  • 5-تعزز في داخل الطفل مفهوم ما هو مفيد ويجب اقتناؤه ، وما هو غير ذلك.
  • 6-تنمي في داخل الطفل روح الإنفاق بما هو مفيد، لذا تنمو عنده عادات إنفاق محكمة ،وقيادة مادية عظيمة.
  • 7-تهيؤ الطفل نفسياً لأية حادث مادي قد يمرُّ الطفل به ، بعكس الطفل غير المهيأ قد يصاب بصدمة أو ربما بشعورسيء يرافقه طويلاً بحسب صدمته التي مرَّ بها.
  • 8- الطفل القنوع لا يواجه والديه صعوبة في أخذه لأماكن التسوق والتنزه وغيرها ، لأنه يعرف حدود ما يمكن أن يطلبه ، مهما كان صغيراً.
  • قيمة القناعة في رمضان :
  • - إننا بحاجة لأن نغرس هذه القيمة في نفوس أطفالنا ، ونحن ندرك ذلك تماماً الآن ،نحتاج لأن نتحلى بالصبر في هذه المهمة ، وأن نسيطر على ما تشتهيه أنفسنا تجاه ما نريد غرسه فيهم لأنه لابد وأن خلف كل ثمرة ،أيام من السهر على الحبوب التي قمنا بزرعها في أراضي قلوبهم الخصبة.
  • إليك عزيزي المربي هذه بضع النصائح القيمة :
  • - أولاً : الاستعانة بالله:
  • - استعن بالله سبحانه وتعالى أن يعينك على تربية أطفالك بأفضل صورة ، ادع الله ذلك في صلاتك ، وقبل النوم وفي الصباح جدد هذه النية مع نفسك ، وخير الدعاء في مثل ذلك من كتاب الله تعالى :﴿…….رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُنࣲ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا﴾ [الفرقان ٧٤]
  • - ثانياً : إبدأ من الصفر:
  • - تعامل مع الأمر وكأنها المرة الأولى التي ستغرس في داخل طفلك قيمة القناعة، فلا تلقِ بالاً لما مر.
  • - ثالثاً : نقطة البداية :
  • - اجعل نقطة البداية حين تخطط لشراء حاجات البيت واجعل طفلك يجلس معك على هذا الأمر واطرح أمامه أفكارك وخططك بصوت مرتفع ،كأن تقول مثلاً:" أريد شراء الأرز ، السكر…." وغيرها من احتياجات البيت الأساسية ، ولوازم المدرسة ، واحتياجات الأطفال وغيرها مما لا يمكن الاستغناء عنه .
  • - ثم اذكر غيرها من الأمور التي لا يحتاجها البيت والتي ربما اعتاد الطفال شرائها فقط لأنهم يجب أن يشتروها لا حاجة لهم إليها ، وياحبذا لو تبدأ بنفسك كأن تقول اشتريت كذا وكذا مما لا داعي له ، لكني سأتوقف الآن عن ذلك لأنه يجب علي ذلك ،فأنا كبير والله أمرني بالحرص على أموالي وإنفاقها بشكل منظم...، جميع الكلام توجهه لنفسك ، وما طفلك إلا أذن تستمع لك وتحب أن تقلدك.
  • - رابعاً : ما كان أوله شرط ،كان أخره رضا:
  • - اتفق بينك وبين طفلك على أن مصروفه اليومي محدد ، والأمر يعود إليك إن أردت تضمينه بجوانب أخرى مثل أن يكون مصروفه ليس فقط لشراء الأطعمة ونحو ذلك ، بل هو أيضا للتوفير و لشراء قرطاسية المدرسة إلى غيرها من الأفكار لكن الواجب عليك أن تتفق معه على ذلك كله مسبقاً (ويراعى هنا التخفيف على الطفل )
  • - خامسا : حفلة التسوق:
  • - خذ طفلك معك إلى الأسواق واجعله قريباً منك ، ولا بأس في أن تطلعه على التفاصيل ، مثل أن تقول اشتريت كذا وكذا بكذا وكذا ، هذا ما احتاج وهذا لا أحتاج …
  • - وحين يطلب منك شراء غرض ما ، لا بد وان  تكون قد  اتفقت معه سابقاً بأعلى سقف لمشترياته ، مهما كان قليلال أو كثيراً تستطيع أن تجري عليه التعديلات بعد أن تغرس قيمة القناعة في داخله.
  • - سادساً : كن بئر أسراره المغلق:
  • - إن أخبرك أنه يريد مثل ما يملك فلان ، إن كان بحاجته فتحدث معه على نحو مفهوم أنك ستحضر مثل ذلك له مع التوضيح لأنه بحاجته فقط ، وحاول ألا تحضر ذات الشكل واللون إن كان هناك متسع، أما إن لك يكن بحاجته ، فأخبر طفلك أنك حينما سنتتحتاج لهذا الغرض ستقوم بشرائه له دون تردد ، وبعد فترة ستكون على اطلاع أكثر بما يحتاجه طفلك ويريده ،لقربك منه ، واحرص لا تعيره في طلب - طلبه بالذات وإن تشابه طلبه مع غرض شخص آخر تعامل مع الأمر وكأنه طبيعي.
  • - سابعاً: فرصة رمضان:
  • - إن في رمضان فرصة كبيرة لغرس هذه القيمة وفي هذا الباب أمثلة عدة :
  • 1-تجهيزات قبل رمضان :
  • - عادة ما نرى الأسواق تعج بأناس قبل رمضان لشراء حاجات كثيرة ، وكثيرٌ منها فوق الحاجة، حاول أن تختصر هذه الأسواق وهذه الخروجات وقتها كي لا يألف طفلك طبع الشراء قبل رمضان بما يفوق الحاجة.
  • 2-أطباق المائدة :
  • - احرص على تقليل أصناف الطعام ، وتجنب ما يفعله الكثيرون اليوم ، كلما زادت أصناف المائدة أرضى ذلك داخلهم اكثر، اجعل طبقاً واحدا رئيسيا وآخر جانبيا ، ولا تجعل اللحوم المطبوخة  والأسماك شرطاً أساسياً في المائدة.
  • 3-ساعات النوم :
  • - ليس النوم الكثير هو ما تحتاجه أجسادنا ، بل وقت النوم وكيفيته هو ما يحدُّ حاجتنا للنوم ،لذا دعنا عزيزي المربي نعلم أطفالنا كيف يتعاملون مع احتياجاتهم ومقدار ما يحتاجونه.
  • 4-ساعات اللعب :
  • - لا بد وأن نحاول جاهدين لأن يلعب أطفالنا ألعاباً مفيدة لكن حتى المفيدة منها يجب أن يكون لها سقف محدد.
  • - جميع الأمور التي طرحناها سابقاً يمكن أن تنمى لدى الطفل من خلال سلوك القدوة وهو الوالدين أو أحدهما، أو إن كان اكبر قليلا كان من خلال اتفاق يبرم بين المربي والطفل ، لكن لا شيء يصلح ليكون محطُّ إجبار وإلا انقلبت النتائج .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.