-
مقدمة :
-
« مجنون ليلى » إحدى القصص التي عرفها العرب منذ قديم الزمان ، وتعاملوا معها على أنها حقيقة واقعة أكدها الكثير من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية وغيرها من وسائل الإعلام .. - كيف ينظر إليها ويفسرها الغرب الأوروبي ؟
- أو على الأصح بعض القطاعات في الغرب الأوروبي ؟
-
* إصدار كتاب مجنون ليلى ودراسة هذه الظاهرة :
-
( مجنون ليلى : الحب المجنون ) - عنوان کتاب جديد للمستعربين " أندريه ميكيل وبيرس کامب " ..
- صدر حديثاً عن دار سندباد الفرنسية هذا الكتاب ، ويواصل میکیل دراسته واهتمامه بظاهرة الحب العذري في الشعر العربي ، فلقد أصدر مجموعة مختارة من قصائد مجنون ليلى ، تولی میکیل ترجمتها إلى الفرنسية، وقدم لها بلمحة عن أسطورة قيس وحبه لليلى ، وما رافق ذلك من ملابسات وأحداث اجتماعية وتاريخية ، وقبل هذا أصدر رواية من تأليفه عنوانها : ( ليلى ، هي عقلي أو ليلى عقلي ) ! ..
- مستوحاة من أسطورة مجنون ليلى العربية .
- وهكذا ينصرف میکیل بكل جد لدراسة الحب العذري في الشعر العربي ، محاولآ تحليل ظاهرة مجنون ليلى تحليلاً فلسفيآ ، سيسيولوجيا ، وبحثها وفق نظرة تاريخية اجتماعية باستخدام أحدث المناهج المعاصرة في الفلسفة ، وعلم النفس الإجتماعي ، والتحليل النفسي ..
-
* حكاية مجنون ليلى .. ما هي الأسطورة ؟
-
ومنذ البداية يصارح القراء بأن حكاية مجنون ليلى ليست سوى أسطورة لامجال لها في الصحة ، وأن شخصية مجنون ما هي إلا شخصية مختلفة ، ومن إفرازات المخيلة الجماعية . - إن المخيلة العربية بحاجة ماسة لهذه الشخصية الأسطورية ، وتكاد تجمع المصادر العربية ، وخصوصاً الموثوق بها على أن هذه الشخصية لاوجود لها !
-
* رأي كبار المؤرخين في أسطورة مجنون ليلى :
-
والواقع أن كبار المؤرخين العرب نفوا وجود هذه الشخصية : - _ فكان الأصمعي ينكر وجود المجنون ، ويراه اسم بلا مسمی .
- _ الجاحظ يقول : ما ترك الناس شعر ، مجهول القائل ، فيه ذكر ليلى إلا نسبوه إلى المجنون ..
- _ يقول ابن الكلبي : حدثت أن حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني أمية ، كان يهوى ابنة عمه ..
- على أن نفي وجود المجنون ، لا يعني الإعراض عن دراسة هذه الأسطورة العاصفة التي خلقها في الأدب العربي ، بل ينبغي دراستها لخصوصيتها الحضارية في التاريخ العربي .
- لذلك قام أندريه میکیل بدراسة ظاهرة الحب العذري عند العرب ، وخصوصية شعره ، قبل الدخول إلى حكاية قيس وليلى ..
- فيناقش طبيعة الحب العذري الذي ينسب إلى قبيلة بني عذرة التي خرج منها شعراء كثيرون ..
- وكذلك المجنون الذي ينتمي إلى قبيلة عامر بن صعصعة ، ولا بأس أن نقدم بانجاز حكاية المجنون !
-
* حكاية المجنون :
-
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري ، من المتيمين ، شاعر غزل ، من أهل نجد ، ولم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه بحب ليلى بنت سعد . - _ قيل في قصته :
- نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها ، فهام على وجهه ينشد الأشعار ویأنس بالوحوش ، فيرى حينآ في الشام ، وحينآ في نجد ، وحينآ في الحجاز ، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو میت فحمل إلى أهله .
- ويذكر بعض المؤرخين أنه توفي سنة 68 هجري ، 688 م ..
- وزعم راوية غير معروف ، يدعی نوفل بن ساحق قال :
- أنا رأيت مجنون بني عامر ، كان جميل الوجه أبيض اللون ، وقد علاه شحوب ، وقد طبع بعض شعره في ديوان ، وصنف بعض المؤلفين كتب في أخباره ، ووصل إلينا منها :
- بسط مسامع السامر في أخبار مجنون بني عامر .. ويذكر بعض المؤرخين أن أبا ليلى اشتکی قيس للخليفة مروان بن الحكم .
- بعد أن يذكر أندريه میکیل موجزاً للروايات المختلفة حول قصة المجنون يبدأ في السرد التفصيلي المقترن بتحليل تاريخي وسسيو _ فلسفي عميق لهذه الأسطورة التي شغلت الأدب العربي منذ العصر الأموي وحتى الوقت الحاضر !
-
* أبطال الأسطورة :
-
يقوم میکیل بعد ذلك بتقديم تفاصيل كثيرة عن أبطال هذه الأسطورة وأحداثها فيبدأ بسرد حياة قيس ابن الملوح ويقدم تفاصيل عن عائلته وقبيلته کیا وردت في المصادر العربية ويؤكد أن والده كان سيدا » ويشرح معنى هذا اجتماعيا وطبقيا ، ويقارن بين هذا اللقب وبين كلمة " Seigneur باللغة الفرنسية . -
* وصف المجنون :
-
ويصف ميكيل المجنون بأنه أجمل فتيان قبيلته .. طويل القامة ، ذو بشرة سمراء صافية وذو شعر مجعد ، يميل إلى اللون الكستنائي الغامق ! - يقر بأن المجنون في هذه المواصفات ، يحظى بالمؤهلات الهامة الأصل والنسب والثروة والوسامة التي تسمح له للتقدم بخطبة ابنة عمه ليلى ، مقابل طائل مقداره : خمسون جمل جميل !
- غير أن عمه يرفض الزيجة لأن قيس فضح حبه لها ، وهذا أمر مرفوض لدى المجتمع العربي حينئذ !
-
* روايات حب قيس لليلى :
-
يرصد میکیل الروايات التي أرخت لحب قيس لليلى ، ويحاول الربط بينها وتحليلها تحليلاً مقارنآ ، ليخرج باستنتاج حدیث حول الميزة المتفردة لهذا الحب في الناحية السيكولوجية ، والمحتوى الفلسفي لمثل هذا النمط من العاطفة .. - فمع اقرار میکیل بأن قصة مجنون ليلى هي أسطورة من نسج الخيال ، إلا أنه يتعامل مع المحتوى الموجود لهذه الأسطورة كما ورد في الروايات ، ويتتبع التطور التاريخي لهذه الأسطورة التي اتخذت لها مكانة كبيرة في المدن الكبيرة الحديثة التأسیس کالكوفة والبصرة التي قامت فيها مجتمعات بدوية في مضمونها وذهنيتها .
-
* المجتمع حينذاك :
-
كانت المجتمعات البدوية الجديدة هذه تردد حكاية مجنون ليلى كحكاية بدوية جاءت في ميدان اجتماعي غير حضري ، ولكنه يشكل الأصالة الدينية والعاطفية لمجتمع المدن الحديثة البناء . -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.