اعلن هنا

لمحة عن حياة المؤلف أبي حيان التوحيدي وحجته لإحراق كتبه

لمحة عن حياة المؤلف أبي حيان التوحيدي وحجته لإحراق كتبه

  • - نشأته وبدء رحلته :


  • أبو حيان علي بن محمد بن العباس مؤلف مشهور ، وكاتب معروف ، له باع طويل في الأدب والفلسفة والتصوف ، ولد أبو حيان في الربع الأول من القرن الرابع الهجري ..
  • قدم إلى بغداد وأقام بها مدة ، وسافر إلى مكة وإلى الري وشیراز ...
  • - مؤلفاته :


  • ألف أبوحیان مجموعة من الكتب ، منها :
  • 1_ المقابسات والبصائر والذخائر .
  • 2_ المحاضرات والمناظرات .
  • 3_ الإمتاع والمؤانسة .
  • 4_ الصداقة والصديق .
  • 5_ الإشارات الإلهية .
  • وقد وصلت إلينا هذه المؤلفات ، ومن يقرؤها لايسعه إلا أن يعجب بموهبة أبي حيان وأسلوبه البليغ ، الذي لاقل روعة وجمالاً عن أسلوب الجاحظ ، فقد كان أبو حيان معجبا بالجاحظ ، وكتب رسالة في مدحه عنوانها : ( رسالة في تقريظ الجاحظ ) . 
  • - قال عنه یاقوت في معجمه : 


  • ( وكان أبي حيان متفننآ في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام ، فهو شيخ في الصوفية ، وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ، ومحقق الكلام ومتكلم المحققين ، وإمام البلغاء ، فرد الدنيا الذي لا نظير له ، ذكاء وفطنة وفصاحة ومكنة ، كثير التحصيل للعلوم ، في كل فن حفظه ، واسع الدراية والرواية ).
  • - سبب نقده للوزراء :


  • عاش أبو حيان عمره المديد فقيراً ، وقد حاول أن يحيا حياة هانئة يتوسل إليها بثقافته ، إلا أن الحظ لم يحالفه والتوفيق لم يساعده ، وكان من جملة من جرب حظه معهم الوزير ابن العميد والوزير ابن عباد ، ولكن
  • نتيجة هذه التجربة كانت على عكس ما يرجو ويأمل إلى الحد الذي جعله يكتب كتاباً في نقدهما والنيل منهما أسماه کتاب :
  • ( مثالب الوزيرين أو أخلاق الوزیرین ) ، ولاتخلو كتب أبي حيان من الإشارة إلى حاله هذه ملمحاً تارة ومصرحاً أخرى . 
  • - كلام السيوطي عن إحراق أبي حيان لكتبه :


  • ذكر السيوطي في ( بغية الوعاة ) :
  • " إن الأيام قد انقلبت بابن حیان ، وأن كتبه لم تنفعه ، وضن بها على من لا يعرف قدرها ، فجمعها وأحرقها فلم يسلم منها غیر مانقل قبل الإحراق " ..
  • - رسالة رد من أبي حيان لأبي سهل علي بن محمد :


  • ومن حسن الحظ أن وصلتنا الرسالة التي كتبها أبو حیان رداً على رسالة صديقه ( أبي سهل علي بن محمد ) ، الذي لامه فيها على إحراق كتبه .
  • وقد ذكر ياقوت الرسالة كاملة في ترجمته لأبي حيان : " أقول من حسن الحظ لأن الرسالة بجانب كونها قطعة نثر فنية فإنها أيضاً تكشف الأسباب التي أرغمت هذا العالم الأديب على الإقدام على مثل هذا العمل ، حيث لانضطر للتخمين أو الظن والتكهن " .
  • ولقد كتب أبوحیان رسالته هذه في رمضان عام 400 هجري .
  • - مضمون رسالة التوحيدي يدافع عن نفسه :


  • يبدأ التوحیدی رسالته بقوله : "حرسك الله أيها الشيخ من سوء ظني مودتك وطول جفائك ، وأعاذني من مکافاتك على ذلك، وأجارنا جميعاً عما يسود وجه عهد ، إن دعيناه کنا مستأنسين به ، وإن أهملناه کنا مستوحشين من أجله ، وأدام الله نعمته عندك ، وجعلني على الحالات كلها فداك ، وأفادني كتابك غير محتسب ولا متوقع على ظمأ برح به إليه ، وشكرت الله على النعمة به علي ، وسألته المزيد من أمثاله ، الذي وصفت فيه ذكر الشوق إلى والصبابة نحوي مانال قلبك والتهب في صدرك من الخبر الذي نمى إليك فيما كان مني من إحراق كتبي النفيسة بالنار وغسلها بالماء ، فعجبت من انزواء وجه العذر عنك في ذلك ، كأنك لم تقرأ قوله جل وعز : ( كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) . 
  • وكأنك لم تأبه بقوله تعالى ( كل من عليها فان ) ، وكأنك لم تعلم أنه لا ثبات لشيء من الدنيا وإن كان شريف الجوهر کریم العنصر مادام مقلباً بيد الليل والنهار ، معروضاً على أحداث الدهر وتعاود الايام " ..
  • - حقيقة إحراق الكتب :


  • يذكر أبوحيان بأن ما قام به لم يكن هيناً عليه ، وإنما هو عمل كان مكرهاً عليه مضطراً إليه فهو يقول : 
  • ( ثم إني أقول إن كان - أیدك الله - قد نقب خفك ما سمعت به ، فقد أدمى أطلى ما فعلت ) .
  • وهو يقول أنه لم يكن ، ليقدم على ما أقدم عليه إلا بعد أن فكر في الأمر كثيراً ، وقد أخذ منه ذلك ليالي وأيام ، يقلب الأمر على وجوهه ، وهو لم يصل إلى تلك النتيجة إلا بعد أن استخار الله عز وجل في ذلك فهو يقول لصديقه : 
  • ( فليهن عليك ذلك ، فما انبریت له واجترأت عليه حتى استخرت الله عز وجل فيه أياماً وليالي ، وحتي أوحي إلي فيه في المنام بما بعث راقد العزم ، وأجد فاتر النية ، وأحيا ميت الرأي ، وحث على تنفيذ ماوقع في الروع وتربع في الخاطر ) . 
  • - الأسباب التي قدمها ابن حيان :


  • ومن الأسباب التي يذكرها أبوحیان :
  • 1_ اعتقاده بأنه لم بقرن علمه بعمله ، وأن عمله كان قاصراً عن علمه ، وبما أن الحال كذلك فالأولى بذلك العلم أن يحرق .
  • 2_ لم يكن يرغب أن يترك كتبه لأناس لا يستحقون ذلك ، ولا يحرصون عليه ، بل غير راغبين فيه . 
  • 3_ بأنه كان يطمح بأن يتبوأ مكانة مرموقة بين الناس ، وجاهاً عريضاً ییز به أقرانه ويفوق به أصحابه ، ولكنه لم يحصل على شيء مما أتعب نفسه فيه على هذا أوذاك .
  • 4_ لم يكن له ولد يورثها له أو صديق عزيز يستفيد منها ، ولم يهن عليها يتركها لقوم لا يعتمد عليهم ولا يأمن جانبهم .
  • - مرضه وآلامه ووفاته :


  • كان قد زهد في آخر أيامه ، واعتقد بأن الكتب جزء من حطام الدنيا ، ثم يختم أبوحیان رسالته بما يلي : 
  • ( على أني لو علمت في أي حال غلب علي ما فعلته وعند أي مرض وعلى أية عسرة وفاقة ، لعرفت من عذري أضعاف ما أبديته ، واحتججت لي بأكثر مما نشرته وطويته ، وإذا أنعمت النظر تيقنت أن الله جل وعز في خلقه أحكاماً لايعاز عليها ولايغالب فيها ، لأنه لا يبلغ کنهها ، ولا ينال غيبها ، ولا يعرف قابها، ولا يقره بابها ، وهو تعالى أملك لنواصينا ، وأطلع على أدانینا وأقاصينا ، له الخلق والأمر ، وبيده الكسر والجبر ، وعلينا الصمت والصبر ، إلى أن يوارينا اللحد والقبر ) ،
  • ثم مات أبي حيان عن نيف وثمانين عام سنه 404 هجري .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.