• تعد الطفيليات من الكائنات الصغيرة المجهرية المسببة للمرض للكائن الحي، وهنالك علم كامل يدرس هذه الكائنات الدقيقة ويسمى علم الطفيليات، ماهي الطفيليات، و مماذا تتكون، وما هي الأمراض التي تسببها وكيف تم تصنيفها كل هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المهمة سنجيب عليها في هذا المقال.

• -أولًا: تعريف الطفيليات:

• هي كائنات حية تعيش داخل كائن حي آخر يُدعى المضيف، ويسبب الطفيلي ضررًا للمضيف غالبًا ويعتمد عليه من أجل البقاء (مثل الديدان المعوية). لا يمكن للطفيلي أن يعيش وينمو ويتضاعف من دون مضيف. لهذا السبب، نادرًا ما تقتل الطفيليات مضيفها، لكن يمكنها أن تنشر الأمراض، وبعضها قد يكون مميتًا. الطفيليات أصغر من مضيفها وتتكاثر بمعدل أسرع، على عكس المفترسات.
• -الطفيليات: الطفيلي هي كائنات حية تعتمد على موارد المضيف لإتمام دورة حياتها. تتنوع الطفيليات بشكل واسع. حوالي 70% منها لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مثل طفيلي الملاريا، لكن بعض الديدان الطفيلية يمكن أن يتجاوز طولها 30 مترًا. الطفيليات ليست أمراضًا، لكن يمكنها نشر الأمراض. الطفيليات المختلفة لها تأثيرات مختلفة.

• -ثانيًا: أنماط التطفل:

• تقوم الطفيليات بالعيش في جسم كائن حي آخر بطرق مختلفة وأنماط متعددة للحياة:
• 1-التعايش symbiosis وهو يُمثَّل بالعلاقة الدائمة والمستمرة بين كائنين حيين ولايمكن فصل أحدهما عن الآخر، مثل العلاقة بين حشرات الأرضة الآكلة للأخشاب ومفرطات السياط Hyperflagellata التي تعيش في أمعائها.
• 2-المصاحبة commensalism وفيها يستفيد الكائنان الواحد من الآخر دون ضرورة استمرارية بقائهما معاً، أي هناك إمكانية العيش إفرادياً، مثل العلاقة بين طيور oxepicker وبعض أنواع الثدييات التي تعيش في إفريقيا الكركدن.
• 3-لتقايض بالمنفعة mutualism وهي علاقة قريبة من المصاحبة، أي يستفيد الكائنان الواحد من الآخر، لكن مع إمكانية العيش إفرادياً، مثل علاقة السرطان الناسك و شقار البحر الذي يعيش على قوقعة السرطان مستفيداً من فائض الطعام الذي اقتنصه السرطان، بينما يستفيد السرطان من عملية التمويه التي يزوده بها شقار البحر للحماية من أعدائه.
• 4-التطفل parasitism حيث يعيش أحد الكائنين على حساب الآخر (غالباً الطفيلي) لتأمين غذائه وحماية نفسه دون أن يسبب ضرراً للمضيف أحياناً. ولكن هذا لا يعني أن الطفيلي لا يقضي بعد فترة على مضيفه، إلا أن موت المضيف يؤدي إلى موت الطفيلي. ومثال ذلك المتحول الحال للنسج Entamoeba histolytica الذي يعيش سلمياً داخل المضيف الإنسان عندما تكون الظروف المحيطة مناسبة، إلا أنه يتحول إلى شكل ممرض عندما تصبح الظروف غير مناسبة، ومن ثم يسبب تقرحات وأعراضاً مرضية لدى المضيف.

• ثالثًا: أنواع الطفيليات:

• 1-(وحيدات الخلية – Protozoa): تتضمن الأمثلة كائنات وحيدة الخلية تسمى (المتصورات – Plasmodium). يمكن لوحيدات الخلية أن تتضاعف أو تنقسم فقط داخل المضيف.
• 2-(الديدان الطفيلية – Helminths): مثل البلهارسيا والأسكاريس والشريطية والمشوكات.
• 3-(الطفيليات الخارجية – Ectoparasite): تعيش على مضيفها وليس داخله. مثل القمل والبراغيث.

• -رابعًا: تصنيف الطفيليات بناءً على مكان عيشها:

• 1-الطفيليات الداخلية – Endoparasites: هي الطفيليات التي تعيش داخل المضيف. تتضمن الديدان الخيطية والديدان الشريطية والديدان المسطحة. تعيش الطفيليات داخل الخلوية في الفراغات داخل جسم المضيف، ضمن خلاياه. تعتمد الطفيليات الداخلية على كائن حي ثالث يُعرف بالناقل أو الحامل، وظيفته نقل الطفيلي إلى المضيف. البعوض هو الناقل للعديد من الطفيليات، منها الأوالي التي تعرف باسم (المتصورة – plasmodium)، والتي تسبب الملاريا.
• 2-الطفيليات الفوقية – Epiparasites: تتغذى على طفيليات أخرى بعلاقة تدعى (التطفل على الطفيلي – Hyperparasitism). تعيش البراغيث على الكلاب ولكن قد تحتوي البراغيث على أحد الأوالي في جهازها الهضمي. الأوالي هنا هي (طفيلي الطفيلي – Hyperparasite).

• -خامسًا: الطفيليات والأمراض:

• -تشخيص الإصابة بالطفيليات: يعتمد تشخيص الإصابة بالطفيليات، بالدرجة الأولى، على معرفة على الأعراض السريرية من قبل الطبيب الممارس، وبالتالي تحديد نوع العينة التي يجب أن تُطلب من المريض من أجل التشخيص المخبري. ويكون التشخيص المخبري إما مباشراً، تتم فيه مشاهدة الطفيلي في الدم أو البراز أو البول أو القشع أو الجلد أو السائل الدماغي الشوكي أو الخزعات و نواتج البزل، أو غير مباشر تطبق فيه طرائق مناعية ومصلية تعتمد على تحديد الأجسام الضدية antibodies النوعية باستخدام تقانات وتفاعلات مختلفة. وتساعد طرائق التشخيص الجيدة والمحددة للنوع الطفيلي المسبب للإصابة أحياناً على تحديد طرائق المعالجة اللازمة، والتي تعتمد أساساً على استخدام المواد الكيميائية مثل الكينين quinine (في البرداء)، والإميتين emetine (في داء الأميبات) والأنتموان antimoine (في داء الليشمانيات).

• -أعراض الإصابة بالطفيليات:

• هناك أنواع متعددة من الطفيليات وبالتالي يمكن أن تختلف الأعراض بشكل كبير. قد تتشابه أحيانًا مع أعراض لحالات أخرى، مثل نقص الهرمونات والتهاب الرئة والتسمم الغذائي.
• -قد تتضمن أعراض أخرى:
• -طفحًا جلديًا أو عقيدات جلدية.
• -خسارة في الوزن أو زيادة شهية أو كليهما.
• -ألمًا بطنيًا وإسهالًا وقيئًا.
• -صعوبات في النوم.
• -فقر دم وحساسية.
• - الأمراض الطفيلية: 
• -ضعف ووهن عام.
• -حمى.
• يمكن أن تنتقل الطفيليات في ظروف مختلفة ومتنوعة، لذا قد يكون من الصعب التنبؤ بالأعراض. غالبًا، لا يكون هنالك أي أعراض، أو تظهر الأعراض بعد الإصابة بفترة طويلة، ولكن ما يزال من الممكن انتقال الطفيلي لشخص آخر، والذي قد يُظهر أعراض.
• 1-الملاريا (Malaria): مرض طفيلي يصيب الإنسان عن طريق نوع معين من البعوض يكون حاملًا لطفيليات الملاريا، يتسبب بهذا المرض عدة أنواع من الطفيليات الأولية تنتمي إلى عائلة المُتَصَوِّرة (Plasmodium) وأشهرها تسببًا بالملاريا طفيلي المتصورة المنجلية (Plasmodium falciparum)، حيث يتكاثر في الكبد ثم يصيب خلايا الدم الحمراء، وهذا من أكثر الأمراض الطفيلية انتشارًا.
• 2-داء المشعرات (Trichomoniasis): مرض يسببه طفيلي أولي يدعى بـ'المشعرات المهبلية' (Trichomonas vaginalis)، ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويؤثر على بعض أعضاء الجهاز التناسلي لدى الإنسان.
• 3-داء الجيارديات (Giardiasis): يطلق عليه أيضًا حمى القندس، هو مرض يسببه طفيلي أولي يدعى ب الجيارديا المعوية (Giardia lambli) ويؤثر على أمعاء الإنسان. قد يتسبب داء الجيارديات بتأخر في النمو الجسدي والذهني وإلى حدوث سوء تغذية عند الأطفال
• 4-داء خفيات الأبواغ (Cryptosporidiosis): ويعرف أيضا بكريبتو، وهو مرض تسببه عدة طفيليات مجهرية أولية تنتمي إلى عائلة خفية الأبواغ (Cryptosporidium)، وأشهرها (Cryptosporidium parvum)، ويصيب المسالك المعوية لدى الإنسان.
• 5-داء المقوسات (Toxoplasmosis): ويعرف أيضًا بداء القطط، وهو مرض يسببه كائن طفيلي أحادي الخلية يسمى (Toxoplasma gondi)، يتكاثر في عضلة القلب، العضلات الهيكلية، الدماغ والعيون، ويسمى بداء القطط لأنه غالبا ما ينتقل للإنسان عن طريق فضلات القطط.
•  

كل تمنياتنا لكم بالصحة والسلامة العامة.