- يوماً ما دخل عزير حديقته ، فإذا هي مخضرة العود ، وارفة الظلال ، ثم ملأ سلة من العنب ، وأخرى من التين ، واصطحب مقداراً من الخبز ، وامتطى حماره وأخذ طريقه إلى المنزل ....
- نقدم لكم في هذا المقال الرائع قصة ذات مغزى عظيم ، نربي فيه نفوسنا ،ونأخذ الحكمة لنا ولأولادنا ،فتابعونا .
-
- تفكر عزير في قضية البعث بعد الموت في قصة عزير في القرآن :
-
قضى عزير وقته يفكر في سر الكون ، وعظمة الوجود ، فضل به السير ، وإذا هو في قرية خربة تحدث عن قوم فرقتهم بعد الدار ، فهنا عظام نخرة ، وأجساد بالية ، فنزل عن حماره ، وألقى بالسلتين إلى جواره ، وربط الحمار ، وأسند ظهره إلى جدار ، ثم طاب له المكان ، واستراح ، وأطلق العنان لعقله يفكر في هذه الأموات وكيف تنشر ، وتلك الأجساد ميف تبعث ، بعد أن أصبحت أديماً للأرض ، ثم استحال هذا التفكير إلى سهوم ووجوم ، وثم أغمض عيناه ، ودخل في نوم عميق :( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) -
- آية بعث عزير في قصة عزير في القرآن :
-
مرت مائة عام و هرمت أطفال ، وانمحت قبائل وشعوب ، وعزير ملقى في مكانه جسداً بلا روح ، حتى أذن الله أن يفصل في قضية حاز الناس في أمرها ، واختلفوا في تقريرها بحكم يلمسونه بأيديهم ، ونفخ فيه من روحه ، فإذا هو قائم ، وإذا هو عزير يقوم كأنه منتبه من نومه ، يبحث عن حماره ، ويفتش عن طعامه وشرابه ! - ( فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ )
- وجاء الملك يسأله : " أتظن كم لبثت في رقدتك ياعزير ؟ " :( قَالَ كَمْ لَبِثْتَ )
- فقال :" لبثت يوما أو بعض يوم ! " ، قال :
- " بل لبثت مائة عام تسكن هذه الأحداث ، وتمر عليك الرياح الذاريات ، ومع هذه السنين الطويلة والأزمان المتعاقبة ، فإن طعامك ما زال سليماً ، وشرابك لم يتغير ، ولكن انظر إلى حمارك تراه مفرق العظام :( قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا )
- إن الله تعالى سيريك هذه العظام ، كيف ينشرها ويحييها ، لتطمئن نفسك بالبعث ، ويزداد إيمانك وليجعلك آية للناس تخرجهم من ظلمات الشك .
- تلفت عزير ، فإذا حماره ذو العظام المتهالكة إذ هو قائم على أربع ، تجري فيه شرايين الحياة ! ، فقال : ( أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ البقرة : 252 ] .
-
- معجزة الله على يد عزير في قصة عزير في القرآن :
-
أخذ عزير حماره ، وشرع يتعرف الطريق إلى بيته ، وقد تبدلت المعالم ، وتحولت المنازل ، وصل عزير إلى منزله ، فإذا عجوز فانية ، ولكنها لا تزال باقية ، وقد عشى بصرها ، كانت هذه أمته التي خلفها في ربيع حياتها ، سألها : - " أهذا منزل غزير ؟ " ، قالت : " نعم ، هذا منزل عزير " . وخنقتها العبرة وقالت :" لقد ذهب عزير ، ونسيه الناس " ، قال : " أنا عزير ، أماتني الله مائة عام ، وها قد بعثني إلى الحياة " .
- فاضطرب أمر العجوز ، وأنكرت عليه بادي الرأي دعواه ، ثم قالت : " إن غزيراً كان رجلاً صالحاً ، مستجاب الدعوة ، ما تطلب أمراً إلا تقبل منه الله ، ولا تشفع له في مريض إلا شفاه ، فادع الله أن يصح جسمي ويرد بصري " ، فدعا الله ، فإذا هي ذات بصر حديد ، ووجه وضيء !
-
- تيه بنو إسرائيل عن عزير في قصة عزير في القرآن :
-
ذهبت الأمة من ساعتها إلى القوم من بني إسرائيل ، وفيهم أبناؤه وأحفاده ، منهم من بلغ الثمانين ، ومنهم من أخذ بعنق الخمسين ، وفيهم أترابه ، وقد برى الدهر عظامهم ، وصاحت :" إن عزيراً الذي فقدتموه منذ مائة عام قد رده الله " . وطلع عليهم عزير رجلاً مستوي الخلق ، فأنكروا صفته ، ولكنهم أرادوا أن يمتحنوه بالرأي والبرهان ، قال أحد أبنائه :" إن لأبي شامة في كتفه كان يتميز بها ، ويعرف بصفتها " ، وكشفوا عن كتفه ، فإذا العلامة كما عرفها أبناؤه ، وكما سمع عنها أحفاده ، ولكنهم أرادوا أن تطمئن قلوبهم ، وتستيقن نفوسهم ، وتمحي خيوط الشك من بين جوانحهم ، فقال كبير منهم :" لقد حدثنا أنه منذ زحف بختنصر على بيت المقدس ، ومن وقت أن أحرق التوراة ، لم يكن على الأرض من يحفظ التوراة إلا قليلاً ، ومنهم عزير ، فإن كنت عزيراً فاتل علينا ما كنت تحفظه منه " . - فقرأها لهم لم يترك جزءاً .
- عند ذلك صافحوه مصدقين ، ولكنهم لشقوتهم ما ازدادوا إيماناً ، بل ازدادوا كفراً :( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ )[ التوبة : 30 ] .
- هذه قصة مختصرة عن قصة عزير كما وردت في القرآن الكريم وكما تناقلتها التفسير ، تحكي عن قدرة الله تعالى على إعادة الخلق بعد الفناء ، والبعث بعد الموت .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.