ماذا تعرف عن المونسون هبة الخير في بومباي

ماذا تعرف عن المونسون هبة الخير في بومباي

  • المونسون كما يطلق عليه الجغرافيون وكما يسمونه في جنوب شرق آسيا وحتى جبال الهيمالايا والصين في الشمال ، هو اللفظ المأخوذ من كلمة ( موسم ) العربية ويعنى به موسم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الممطرة ، التي تنطلق مزمجرة مع بدايات يونیو كل عام لتستمر إلى أكتوبر ، مرسلة سیول أمطارها ومطلقة رعودها وبروقها لتتحول في كثير من الأحيان إلى عواصف وأعاصير ، ويستقبلها الناس بترحاب برغم كل ما ينتج عنها من فيضانات مدمرة وإغراق للحقول واكتساح للبيوت وضياع للنفوس ..
  • حتى ليتجاوز عدد ضحاياها في أحيان كثيرة بضع مئات من الغرقى ومئات الآلاف من المشردين .. 
  • برغم كل ذلك فالناس يستقبلون المونسون ، مهللين شاكرين باعتبارها هبة الخير من السماء ، وكما قال الشاعر الهندي کالیدسا ، قبل ألف وخمسمائة عام : " هذه الرياح تتقدم بغيومها الثقيلة كالفيلة المطلقة إلى الأمام ، عظيمة هائلة محملة بالأمطار الخيرة تتقدم وكأنها ملوك على رؤوس جيوشهم ، والرعود طبولهم " 
  • - رأي الجغرافي العربي الدكتور حسن عن المونسون :


  • قال الدكتور حسن أبو العينين :( هذا الفصل المطير الذي يسيطر على بومباي وعلى شبه الجزيرة الهندية كلها ، في الغالب يمتد من يونيو إلى أکتوبر ويبدأ هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية خلال الأسبوع الأول من يونيو ، وتبلغ سرعتها نحو 40 كيلو متراً في الساعة ، على طول الساحل الغربي ، ولكن هذه السرعة تتجاوز الضعف وأكثر عندما تتحول إلى عواصف رهيبة تكتسح أمامها كل شيء .. وإن كانت تقل كلما اتجهنا نحو الشرق ..
  • ويختلف طول الفصل المطير من مكان إلى آخر تبعآ لأثر الموقع الجغرافي ، والظروف المحلية ، فتسقط الأمطار فوق إقلیم بومباي خلال الأسبوع الأول من يونيو ، وتنتهي مع نهاية الأسبوع الثاني من أکتوبر ، بينما يمتد الفصل الممطر فوق إقليم البنغال وبنجلاديش من منتصف يونيو وحتى نهاية أكتوبر ، وفوق إقليم البنجاب من أول يوليو إلى أواخر سبتمبر ) ..
  • - ما هو سر المونسون الجغرافي :


  • - ماهي الأسباب والبدايات ؟ 
  • في فصل الصيف الشمالي ، تتعامد الشمس على مدار السرطان ، وتتكون مع ارتفاع درجة الحرارة فوق القسم الشمالي الغربي من شبه القارة الهندية منطقة عظمى من الضغط المنخفض ، ومن ثم تنجذب إليها الرياح الآتية من فوق المسطحات المائية والمحملة بالرطوبة ، فتنساب الرياح التجارية الجنوبية الشرقية من مناطق الضغط المرتفع المدارية نحو الشمال ، ثم سرعان ما تنحرف على يمين اتجاهها بعد أن تعبر الدائرة الإستوائية وتصبح جنوبية غربية ، وتسمى هنا باسم الرياح الموسمية الصيفية ، وتسقط هذه الرياح الموسمية الجنوبية الغربية أمطاراً غزيرة فوق الساحل الغرب ، وتقل كمية الأمطار فوق مناطق ظل المطر ، ثم تنطلق نحو المناطق الشرقية ، وعندما تمر هذه الرياح فوق مياه خليج البنغال وتعظم بها نسبة الرطوبة من جدید ، تتجه بدورها نحو الشمال الغرب جنوب مناطق الضغط المنخفض العظمی ، ومن ثم تسقط أمطاراً غزيرة فوق الحوض الأدنى لنهر الجانجز والسفوح الجنوبية لمرتفعات الهيمالايا في نيبال وماوراءها جنوب الصين .
  • - السبب في ذلك حسب الأرصاد :
  • حين نسأل رجال الأرصاد يقولون : 
  • إن المشكلة تكمن في صعوبة التنبؤ ببداية سقوط الأمطار الموسمية ، وكمية ما تسقط من المياه في مختلف الأقاليم والدول التي تهب عليها الرياح الصيفية ، وبرغم الإستعانة بمختلف أجهزة الرصد والكمبيوتر والأقمار الصناعية ، فلا تزال هناك مشكلة عدم إمكانية التنبؤ بدقة إلا لعدد قليل من الأيام .. 
  • حتى أن رجال الأرصاد يقولون إنه كلما ازدادت المقارنات بين توقعاتهم وبين البدايات الواقعية للمونسون ، يجدون أن الذي الأمر أصبح أكثر تعقيداً .. ويبدو لهم وكأنهم يتعاملون مع مشكلة لاحل لها . 
  • إن هذا الإضطراب في تحديد مواعيد هبوب الرياح المحملة بالامطار الموسمية ، وتوقع كمياتها ومدی تحولها إلى عواصف ، وماقد ينتج في نفس الوقت من أعاصير ، هو مايثير الأمل المختلط بالقلق بين السياسيين والاقتصاديين والزراعيين والفلاحين في جميع أنحاء آسيا حيث تعتمد الزراعة ، وبالتالى حياة نصف سكان الأرض البالغ عددهم في هذه المناطق ما لايقل عن 2000 مليون نسمة على المونسون . 
  • وتتخذ قرارات سياسية واقتصادية مصيرية ، وينجح سياسيون ويسقط آخرون ، بسبب قلة أو زيادة كميات الأمطار التي تسقطها هذه الرياح الموسمية .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.