- في عام 1910م ، بدأت دراسة حالة مرضية غريبة ، فاتضح أنها حالة شاذة من الأنيميا ( أو فقر الدم ) ، وفيها تظهر كرات الدم الحمراء تحت عدسات الميكروسكوب وهي أشبه ما تكون بالمنجل أو الهلال ، وأن الخلايا العادية تظهر كروية ..
- أضف إلى ذلك أن عدد كرات الدم في المصابين ، كانت أقل بكثير من عددها عند الأصحاء .
-
* العيب في الهيموغلوبين :
-
بعد سنوات أخرى ظهر أن العيب كله يكمن في جزيئات الهيموجلوبين ، إذ من المعروف أن تلك الجزيئات هي المكلفة بحمل الأوكسيجين من الرئتين ، والإحتفاظ به کوديعة ، ثم تتنازل عنه للخلايا التي تحتاجه ، وتعود لتشحن ، ثم تفرغ ، وهكذا .. - لكن الغريب أن كرات الدم في الأشخاص المصابين ، تتحول إلى أشكال هلالية ، أو أية أشكال اخرى غير سوية ، إذا ما نقص تركيز الأوكسيجين ، ثم إذا تشبع الدم هذا الغاز الحيوي ، اكتسبت نفس شكل الكرات العادية ، وعاودت وظيفتها المعروفة .
-
* تطور العلم وظهور اكتشافات جديدة :
-
لقد ظلت هذه الظاهرة الغريبة بدون تعليل عشرات السنين ، رغم أن لها ضحايا كثيرين .. - وفي بداية النصف الثاني من القرن العشرين تطورت الوسائل العلمية وتشعبت ، ودخلنا بحق إلى العصر الذهبي لإكتشاف شفرات وراثة ، ومعرفة التركيب الدقيق لبعض الجزيئات البروتينية المعقدة ، إذ أن هذه البروتينات تشيد من أحماض أمينية متشابكة على حسب بروجرام محدد ومحفوظ في الأشرطة الوراثية ، وهذا ما لنا أن تعرضنا له في دراسات سابقة .
-
* أبحاث العلماء في المخبر :
-
وضعوا جزيئات الهيموجلوبين على منضدة وشرحوها إلى 29 جزءًا ، كل جزء يحتوي على سلسلة الأحماض الأمينية المتشابكة ، وبطرق علمية طويلة ومتقنة وعويصة ، استطاعوا أن « يقرأوا » ما تنطوي عليه كل سلسلة من أحماض ، وطبيعي أنهم قارنوا بين الجزيئات العملاقة للهيموجلوبين السليم ، وبين الهيموجلوبين المعزول من الخلايا الدموية الشاذة ، فوجدوا أن 20 سلسلة من ال 29 سلسلة متشابهة المضمون تماماً ، عدا سلسلة واحدة قصيرة ، فيها خطأ واحد صغير ، هو الذي جعل الجزيء العملاق غير كفء لرسالته ، وانعكس ذلك على شكل منجلي أو هلالی تظهر به كرات الدم ، كلها نقص فيها تركيز الأوكسيجين . -
* البناء البروتيني لجزيء الهيموغلوبين :
-
لكي يتضح لنا المغزى الكامن وراء هذا الخطأ الطفيف ، كان لزاماً علينا أن نتعرض سريعاً لتکوین هذه البناية البروتينية الدقيقة التي تتوقف عليها حياتنا .. - فجزيء الهيموجلوبين يتكون بالضبط من :
- 287 حامضاً أمينيا منها :
- 1_ 141 حامضاً ، تكون سلسلتين طويلتين تعرفان باسم السلسلتين ( أ ) ..
- 2_ 146 حامضاً ، تكون سلسلتين أطول قليلاً ، وتعرفان باسم السلسلتين ( ب ) .
- وترتبط هذه السلاسل الأربع في بناية هندسية متناسقة تدل على أن كل شيء فيها قد شيد بحساب ومقدار ، إذ لولا هذا التنظيم العجيب الذي يبدو على هيئة هندسة فراغية ، لما كان هناك من يكتب أو يقرأ ..
- _ أضف إلى ذلك أن هذه البناية تحتوي على :
- أربع مجموعات من الحديد ، وكل مجموعة منها تعرف باسم الهيم ( heme ) ، وتحتل مراکز استراتيجية محددة ، وهي التي تعطي للبروتين لونه الدموي المعروف !
-
* صور عظمة الله تعالى في تركيب الذرات :
-
الغريب أن هذا التنظيم المذهل في جزيء البروتين ، لم يجيء هكذا اعتباط ، بل إن كل ذرة من العشرة آلاف ذرة التي تدخل في تكوينه ، تعرف موقعها ورسالتها ، كما أن هذا التخطيط الدقيق جداً ، قد هيأ للجزيء من أمره رشداً ، ليبدو وكأنما هو عضو أو آلة دقيقة متكاملة في تعامله مع الأوكسيجين .. - فكما تعلو الرئتان وتهبطان مع كل شهيق و زفير ، كذلك يبدو هذا الجزء المثير ، وكأنما هو يفعل الشيء ذاته ..
-
* لقد اكتشف العلماء أن :
-
سلسلتين من سلاسله الأربعة تبتعدان وتقتربان ، أو تنفرجان وتضيقان ، كلما غاب الأوكسيجين أو حضر ، أي أن هذا التكوين الفذ على مستواه الصغير جداً ، قد جاء لحكمة كبرى ، وما أكثر الحكم التي تغيب في هذه العوالم الدقيقة عن عيون البشر ! -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب