
- - استناداً إلى الطبيعة الخارجية لاشتقاق أدلة تثبت وجود الإله، كان أول من خاض فيها في تاريخ الفكر البشري هو أفلاطون ، أن أفلاطون في القرن الرابع ق.م سعى إلى توكيد وجود إله واحد استنادا إلى الطبيعة الخارجية ، ونجد أن اللاهوت الطبيعي سيتطور فيما بعد عند أرسطو وسيتطور فيما بعد في تاريخ الفلسفة إلى أن يأتي ديكارت.
- - عند أرسطو يركز على ما يسميه البرهان الآني : يعني ينطلق من الموجود إلى المبدأ .
- - أما ديكارت يستند إلى ما يسمى البرهان اللمي يعني ينطلق من المبدأ إلى الآنية ، برهان ديكارت يشبه طريقة الرياضيات ( الاستنباط ).
-
- كيف برهن أفلاطون على وجود الله ؟
- - يبرهن أفلاطون على وجود الله من وجهتين :
-
- وجهة الحركة أولاً : ( التغيير أو الصيرورة )
- - يحصي أفلاطون الحركة ، ويقرر أنها سبع : أول حركة دائرية ثم حركة من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ومن الأمام إلى الخلف ومن الخلف إلى الأمام ومن أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى.
- - إن الحركة من يمين إلى يسار ومن اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى ومن الأمام إلى الخلف ومن الخلف إلى الأمام هي حركة المادة أي ( ماء - تراب - نار – هواء ).
-
- أما الحركة الدائرية فهي حركة العالم ، وحركة العالم دائرية منتظمة ، لا يستطيعها العالم ، وبذلك نستنتج أنها معلولة لعلة عامة ( هي حركة العالم ) وهذه العلة هي ( الله ) أعطى العالم حركة دائرية على نفسه.
-
- أما الوجهة الثانية هي : النظام
- - يقول أفلاطون : ( إن العالم آية فنية في غاية النظام ) نحن نجد النظام في تفاصيل العالم ونجده في العالم بالإجمال ، وهذا يدل على أن هذا النظام في الأجزاء وفي الكل ليس معلولا لعلل الاتفاقية إذا هذا العالم لابد أن يكون من صنع عقل کامل تام ، يبتغي الكثير ويرتب الموجودات كلها عن وعي وإرادة ، يأتي العقل من قوانين العالم ، العقل لا يوجد في قطعة اللحم بالدماغ إنما العقل يوجد في نظام العالم ، العقل مرهون بالكشف العلمي.
- - يوجد أيضا برهان آخر من جهة المثل فقد وجد أفلاطون أن المحسوسات تتفاوت صفاتها فتبين له من ذلك أن هذه الصفات ليست فيها ( ليست لها بالذات ) ولكنها حاصلة في كل منها بالمشاركة فيما هو بالذات.
- - هنا يسوق أفلاطون مثالين : أول عن الجمال والثاني عن الخير ، فيقول : ( إن الجمال المتفرقة في الأشياء معلولة بعلة هي مثال الجمال ومثال الجمال غير مشارك فیشيء (الجمال) وهو هو ).
-
ماذا قال أفلاطون عن الخير؟
- - قال عن الخير : في أقصى حدود العالم المعقول يقول مثال الخير هذا المثال لا يدرك إلا بصعوبة ، من الصعب أن نكون أخيارة ، ولكن لا ندركه إلا ونوقن أنه علة كل ما هو جميل وخير ، هو الذي ينشر ضوء الحق على موضوعات العلوم ، ويمنح النفس قوة الإدراك ، لولا لم يكن هناك ضوء هل للعينين فائدة ، ولولا نظام العالم لم يكن للعقل فائدة ، فهو مبدأ العالم والحق ( مثال الخير) ولكنه ( مثال الخير ).
- - يفوقهما جمالا مهما يكن لهما من جمال وهو رأس موضوع النظر الفيلسوف ، مهمة الفيلسوف فكر برسالته ، والغاية من الجدل تعقله لمثال الخير وأن جماله لا يعجز كل بيان ، لا يوصف إلا سلبيا ولا يبين إعجابا إلا بنوع من التمثيل الناقص ، وكما أن الشمس تجعل المرئيات مرئية وتهبها الكون ( كون يعني صيرورة ).
- - والنمو والغذاء دون أن تكون هي شيء من ذلك فإن المعقولات تستمد معقولیتها من الخير ، بل وجودها وماهيتها ، ولو أن الخير نفسه ليس ماهية معنية وإنما هو تعني أسمى من الماهية بما لا يقاس قدرة ، هو يستبعد أن يكون مثال الخير يشابه بقية المثل فمثال الخير ليس ماهية إما بقية المثل هي ماهيات.
- - اللاهوت السلبي : يعني أن الله لا يحمل عليه إلا محمولات سالبة.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.