- - يعد الشعر العربي مساحة واسعة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس حيث شمل العديد من المواضيع وتحدث عنها بكلمات رقيقة ومبهرة، نقدم لك في هذا المقال عزيزي القارئ أجمل أشعار عن الحياة.
- - مثال على أجمل الأشعار عن الحياة:
-
- قصيدة ونحن نحب الحياة:
-
وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ - وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ
- نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
- وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
- وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
- نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
- وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
- وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
- وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
- نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا…
-
- قصيدة إذا الشعب يومًا أراد الحياة:
-
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ - فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
- ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
- ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
- ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
- تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
- فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
- من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
- كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
- وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
- ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
- وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
- إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
- رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
- ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
- ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
- ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
- يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
- فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
- وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
- وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
- وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
- وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
- أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
- أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
- ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
- وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
- ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
- هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
- ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
- فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
- ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ
- ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
- ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ
- فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
- منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ
- وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
- متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ
- سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
- وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ
- سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
- لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ
- فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
- تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ
- وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ
- محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
- يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
- شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
- فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
- وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ
- وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ
- وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
- وتهوي الغُصونُ وأوراقُها
- وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
- وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ
- ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ
- ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ
- تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ
- وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ
- ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ
- وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ
- وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ
- معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ
- وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ
- لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ
- وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ
- وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ
- وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ
- ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ
- وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ
- وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً
- موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ
- تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ
- وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ
- وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ
- ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ
- وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ
- وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ
- ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
- ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ
- ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
- يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ
- ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ
- وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ
- ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ
- وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ
- هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ
- وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ
- وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ
- حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ
- فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها
- وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ
- وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ
- وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ
- وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ
- تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ
- وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ
- وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ
- وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي
- شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ
- ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ
- يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ
- إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ
- إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر
- إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ
- إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ
- فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ
- بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ
- وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ
- وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ
- وناجي الحياة وأشواقها
- وضنة هذا الوجود الأغر
- وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ
- يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ
- ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ
- يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ
- وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ
- وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ
- ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال
- بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ
- وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
- في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ
- وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
- لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
- إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ
- فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
-
- قصيدة على هذه الأرض:
-
علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ, رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي - الفجْرِ، آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ
- عَلَى حجرٍ، أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ, وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ.
- عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ
- الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا, ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْباً مِنَ
- الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ, وَخَوْفُ
- الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ.
- عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ
- الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى
- فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ.
-
- قصيدة تموت الحياة ويفنى العمر:
-
تموت الحياة ويفنى العمر - ونحن إلى الموت نمضي زمر
- ونرقد في حفرة ما لها
- قرار ونغدو بها كالحفر
- ونضحي غذاء لدود الثرى
- وسخرية للقضا والقدر
- ونمسي كأمس الذي يمحى
- ويدبر في حلة المحتضر
- وولى سريعاً فغاب الأثر
- ويتلو المشيب جمال الصبا
- ويلحق بالاولين الاخر
- وسيان في صفحة المنتهى
- غدٌ ما تقضى وامسٌ غبر
- نموت ولكننا يا أخي
- نحب الحياة ولا نعتبر
- ونذهل عما وراء الحياة
- بما ينجلي من شتيت الصور
- فنحسب ان الحياة الغنى
- وجاه عريض وظبي نفر
- وسكنى القصور ولبس الحرير
- ونوم السرير ونفح الزهر
- طيوف رغائبنا في الجسوم
- واشباح شهواتنا والفكر
- أيا جامع المال هذا الذي
- تجمع لا تبقى عليه الغير
- عواصف التقتير تجتاحه
- وعاصفة الموت تمحو الأثر
- تفارق دنياك في حيرة
- على الذي افنيت فيه العمر
- وطيف اتاك فماذا به
- ستفعل يا سيدي المنقبر
- أتشري به روضة في الجنان
- وتسكن ثم القصور الخضر
- وترفل في نعمة ما لها
- قرار وترتع بين الغدر
- رقادك يا سيدي واسترح
- فقبرك في ضيقه كالابر
- وانتِ ايا غادتي شاقنا
- جمالكِ لكنه يندثر
- فحسبك هذا التجني ولا
- تتيهي وهبكِ شعاع القمر
- وهبكِ أيا غادتي كوكباً
- وشمساً وفتنة هذي العصر
- وما انتِ إلا تراب القبور
- وكومة لحم صديد قذر
- أليس الزوال نصيب الجمال
- وهل لك يا غادتي من مفر
- عجيب دلالك يا غادتي
- واعجب منه الشفاه الحمر
- وانت يا صاحبي الفيلسو
- ف والشاعر المبدع المبتكر
- تفكر بالمجد والمجد لا
- تراه على الأرض أو في سقر
- وماذا أفدتَ بهذي الحياة
- وماذا ستبقى بها من أثر
- تأمل أخي فراغ الفضاء
- وما فيه من افضية اخر
- وعدد اذا اسطعت كم في النجوم
- من الناس او من خلاف البشر
- وكيف تكون هناك الحياة
- وكيف الممات وكيف الخبر
- وسرح خيالك في غيرها
- من الطرف الممتعات الصور
- فماذا تراه ترى يا أخي
- طلاسم تحتار فيها الفكر
- وتعلم انك شيء حقير
- وذرة شيء بدا فاندثر
- وما فلسفاتك يا صاحبي
- سوى نكتة من نكات القدر
- يقولون عني فتىً بائس
- يصور الشعر له ما استتر
- فيرنو إليه رنو الحزين
- ويرتد عنه كليل البصر
- فيسخط في نفسه صاخباً
- على الناس يرمي شواظ الشرر
- وما أنا يا قوم بالبائس ال
- شقي بل الساخر المحتقر
- وماذا تراها تكون الحياة
- لا غدو بها بائساً منكسر
- امر بدنياي مستلهماً
- خيالات شعري كمن لا يمر
- فأسمو بشعري إلى حيز
- عرائس الشعر به تزدهر
- واخلد في عالم نيّر
- وأبعد عن عالم مكفهر
- وانسى بأني على الأرض أو
- باني ذو جسم واني بشر
- بني الناس دنياكمُ جيفة
- وليس على أرضكم ما يسر
-
- قصيدة من سره كرم الحياة فلم يزل:
-
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل - في مِقنَبٍ مِن صالِحي الأَنصارِ
- تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً أَحلامُهُم
- وَأَكُفُّهم خَلَفٌ مِنَ الأَمطارِ
- المُكرِهينَ السَمهَرِيِّ بِأَذرُعٍ
- كَصَواقِلِ الهِندِيِّ غَيرِ قِصارِ
- وَالناظِرينَ بِأَعيُنٍ مُحَمَرَّةٍ
- كَالجَمرِ غَيرِ كَليلَةِ الإِبصارِ
- وَالذائِدينَ الناسَ عَن أَديانِهِم
- بِالمِشرَفِيِّ وَبِالقَنا الخَطّارِ
- وَالباذِلينَ نُفوسَهُم لِنَبِّيِهِم
- يَومَ الهِياجِ وَقُبَةِ الجَبّارِ
- دَرِبوا كَما دَرِبت أُسودٌ خَفِيَّةٌ
- غُلبُ الرِقابِ مِنَ الأُسودِ ضَواري
- وَهُم إِذا خَوَتِ النُجومُ فَإِنَّهُم
- لِلطائِفينَ السائِلينَ مَقاري
- وَهُمُ إِذا اِنقَلَبوا كَأَنَّ ثِيابَهُم
- مِنها تَضَوُّعُ فَأرَةِ العَطّارِ
- وَالمُطعِمَونَ الضَيفَ حينَ يَنوبُهُم
- مِن لَحمِ كومٍ كَالهِضابِ عِشارِ
- وَالمُنعِمون المُفضِلونَ إِذا شَتَوا
- وَالضارِبون عِلاوَةَ الجَبّارِ
- رُمِيَت نَطاةٌ مِنَ الرَسولِ بِفَيلَقٍ
- شَهباءَ ذاتِ مَناكِبٍ وَفَقارِ
- بِالمُرهَفاتِ كَأَنَّ لَمعَ ظُباتِها
- لَمعُ السَواري في الصَبيرِ الساري
- لا يَشتَكون المَوتَ إِن نَزَلَت بِهِم
- شَهباءُ ذاتُ مَعاقِمٍ وَأُوارِ
- وَإذا نَزَلتَ لِيَمنَعوكَ إِلَيهُمُ
- أَصبَحتَ عِندَ مَعاقِلِ الأَغفارِ
- وَرِثوا السِيادَةَ كابِراً عَن كابِرٍ
- إِنَّ الكِرامَ هُمُ بَنو الأَخيارِ
- لِلصُلبِ مِن غَسّانَ فَوقَ جَراثِمٍ
- تَنبو خَوالِدُها عَنِ المِنقارِ
- لَو يَعلَمُ الأَحياءُ عِلمِي فيهُم
- حَقّاً لصَدّقَني الَّذينَ أُمارِي
- صَدَموا عَلِيّاً يَومَ بَدرٍ صَدمَةً
- داَنَت عَلِيُّ بَعدَها لِنِزارِ
- يَتَطَّهرونَ كَأَنَّهُ نُسُكٌ لَهُم
- بِدِماءِ مَن عَلِقوا مِنَ الكُفّارِ
- وَإِلَيهِمُ اِستَقبَلتُ كُلَّ وَديقَةٍ
- شَهباءَ يَسفُع حَرُّها كَالنارِ
- وَمَريضَةٍ مَرَضَ النُعاسِ ذَعَرتُها
- بادَرتُ عِلَةَ نَومِها بِغِرارِ
- وَعَلِمتُ أَنّي مُصبِحٌ بِمَضيَعَةٍ
- غَبراءَ تَعزِفُ جِنُّها مِذكارِ
- وَكَسَوتُ كاهِلَ حُرَّةٍ مَنهوكَةٍ
- بِالفَجرِ حارِيّاً عَديمَ شَوارِ
- سَلِسَت عَراقيهِ فَكُلُّ قَبيلَةٍ
- مِن حِنوِهِ قَلِقَت إِلى مِسمارِ
- وَسَدَت مُهَملِجَةً عُلالَةَ مُدمَجٍ
- مِن فالِقٍ حَصِدٍ مِنَ الإِمرارِ
- حَتّى إِذا اِكتَسَتِ الأَبارِقُ نُقبَةً
- مِثلَ المُلاءِ مِنَ السَرابِ الجاري
- وَرَضيتُ عَنها بِالرِضا لَمَّا أَتَت
- مِن دون عُسرَةِ ضِغنِها بِيَسارِ
- تَنجو بِها عُنُقٌ كِنازٌ لَحمُها
- حَفَزَت فَقاراً لاحِقاً بِفَقارِ
- في كاهِلٍ وَشَجَت إِلى أَطباقِهِ
- دَأَياتُ مُنتَفِخٍ مِنَ الأَزوارِ
- وَتُديرُ لِلخَرقِ البَعيدِ نِياطُهُ
- بَعدَ الكَلالِ وَبَعدَ نَومِ الساري
- عَيناً كمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها
- بِأَنامِلِ الكَفَّينِ كُلَّ مُدارِ
- بِجَمالِ مَحجَرِها وَتعلَمُ ما الَّذي
- تُبدي لِنَظرَةِ زَوجِها وَتُواري
-
- قصيدة يهدم دار الحياة بانيها:
-
يَهْدِمُ دارَ الحياةِ بانيها - فأيّ حيّ مُخَلَّدٌ فيها
- وإن تَرَدّتْ من قبلنا أُمَمٌ
- فهي نفوسٌ رُدّتْ عواريها
- أما تَراها كأنّها أجَمٌ
- أسوَدُها بيننا دواهيها
- إنْ سالَمَتْ وهي لا تسالمنا
- أيّامُنا حارَبتْ لياليها
- وَاوَحْشَتَا من فِراقِ مُؤنِسَةٍ
- يميتني ذكْرُهَا ويحييها
- أذكرها والدموعُ تسبقني
- كأنّني للأسى أجاريها
- يا بحرُ أرخصتَ غير مكترثٍ
- مَنْ كنتُ لا للبياع أغليها
- جوهرةٌ كان خاطري صَدَفاً
- لها أقيها به وأحميها
- أبَتّها في حشاك مُغْرَقَةً
- وبتُّ في ساحليك أبكيها
- ونفحةُ الطيبِ في ذوائبها
- وصبغةُ الكحل في مآقيها
- عانَقَهَا الموجُ ثمّ فارقَها
- عن ضَمّةٍ فاضَ روحها فيها
- ويلي من الماءِ والتراب ومن
- أحكامها ضِدّيْن حُكّمَا فيها
- أماتَها ذا وذاكَ غَيّرَها
- كَيْفَ من العُنْصُرَيْن أفديها
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.