
- عاشت عاد ( بالأحقاف ) مابين اليمن وعمان ، جزءاً من الزمن في عيشة بلهاء ، مع رغد من الحياة ، أعطاهم الله نعماً وافرة ، ففجروا العيون ، وزرعوا الأرض ، ومنحهم أيضاً بسطة في أجسامهم ، وقوة في أبدانهم ، ولكنهم لم يفكروا في مبدأ هذا الخلق ، ولم يحاولوا التعرف إلى مصدر هذه النعم ، بل اتخذوا أصناماً لهم آلهة ، ويتوجهون إليها بالشكر كلما وقعوا على خير ، و بعد ذلك علوا في الأرض ، فأذل القوي ضعيفهم ، وبطش الكبير بصغيرهم ..
-
- هود رسول من الله لعاد في قصة هود عليه السلام :
-
أراد الله هداية الأقوياء ، وتمكين للضعفاء ، وتهذيب النفوس ، فأرسل إليهم رسولاً من أنفسهم ، يحدثهم بلغتهم ، ويرشدهم إلى خالقهم ، لعله يهدي هذه العقول الضالة ، ويقوم من اعوجاج هذه النفوس .. -
- صفات نبي الله هود عليه السلام :
-
كان هود من قوم عاد ، لكنه اتصف بصفاة مثالية وهي : - 1 - كان رجلاً من أوسطهم نسباً .
- 2 - كان أكرمهم خلقاً .
- 3 - كان أرجحهم عقلاً .
- 4 - كان أرحبهم صدراً .
- فاختاره الله ليكون أمين رسالته ، وصاحب دعوته .
-
- دعوة هود لقومه في قصة هود عليه السلام :
-
ذهب هود لقومه مستنكراً لكفرهم ومسفهآ عبادتهم قال : ( قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ﴿50﴾ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿51﴾ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿52﴾ )[ هود : 50-51-52] . - ياقوم ، ماهذه الأحجار التي تنحتونها ثم تعبدونها ، وماضررها ومانفعها !
- هناك إلهاً واحداً حقيقاً بأن تعبدوه ، هو الذي خلقكم ورزقكم ، وهو الذي يحيكم ويميتكم ، وقد رجى هود أن يستمع قومه له لكنه رأى وجوهاً ساهمة وعيوناً حائرة بعد أن سمعوا كلاماً لم يكونوا قبل قد سمعوه ، فقالوا : ( يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿53﴾ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ )[ هود : 53 ] .
- ماهذا الذي تهذي به ، كيف تريدنا أن نعبد الله وحده من غير شركاء !
- إننا نعبد هذه الأصنام لتقربنا إليه ، فأعرضوا وقالوا ما أنت إلا سفيه تسفه عبادتنا ، فقال لهم هود :( يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [ الأعراف :67 ] .
- فقالوا له بأنه لاشك أن واحداً من آلهتنا قد مسك فخولطت في عقلك ، فاصبحت تهذي بكلمات لا حقيقة لها .
-
- إصرار قوم هود على الكفر في قصة هود عليه السلام :
-
بعد جدل طويل بين هود وقومه ، أصر القوم على الكفر وقالول إننا لن نذعن لما تقول ، ولن نرجع عن عبادة آلهتنا ، فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين . - ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )[ الأعراف : 70 ] .
- فلما تبين له الإصرار والعناد في أحاديثهم ، قال لهم :( إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿54﴾ مِنْ دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴿55﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[ هود : 45-55-56 ] .
-
- نزول عذاب الله بعاد في قصة هود عليه السلام :
-
ظل هود يدعو والقوم معرضون ، وفيماهم على هذه الحال ظهر سحاباً أسود يعترض السماء ، فهبت عاد إليه ، وقالوا : هذا سحاب عارض سيمطرنا ، ثم تهيأوا لاستقباله ، ولكن هوداً قال لهم هذه ريح نقمة :( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِۦ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ )[ الأحقاف : 24 ] . - وما إن اشتد الرياح حتى رأوا رحالهم ودوابهم التي في الصحراء ، تحملها الرياح ، وتقذف بها إلى مكان بعيد ، وهرعوا سراعاً إلى بيوتهم يغلقونها عليهم ظناً أنهم بذلك ينجون ، ولكن البلاء كان عاماً ، فقد حملت الريح رمال الصحراء ، وظلت سبع ليال وثمانية أيام متتاليات ، أصبح القوم بعدها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية .
-
- حال من آمن برسالة هود في قصة هود عليه السلام :
-
أما هود فقد آوى إليه صحبه ، ومن آمن به ، وظلوا بمكانهم ، وهم آمنون مطمئنون ، حتى هدأت الريح ، ثم انتقل إلى حضرموت وقضى بعدها البقية الباقية من عمره . - ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿58﴾ وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿59﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ )[ هود : 58-59-60 ] .
- وصلنا إلى نهاية المطاف في قصة هود عليه السلام ، وكيف دعا قومه ، وكم أصر القوم على الكفر ، فكانت عاقبتهم وخيمة ، فأهلكهم الله بريح صرصرة عاتية ، وحفظ هود ومن آمن معه برحمة منه .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.