- إن تعريب وتحليل الكتب الأجنبية هو عمل مفيد جداً ، لأنه يزود القارىء عبر تحليل مكثف بخلاصة كتاب كبير ، قد يعز عليه شراؤه أو يتعذر فهمه ، ولأنه يجمع بين مزايا التأليف والتعريب في آن واحد ..
-
- الكاتب محلل الكتاب بين الأمانة وعدمها :
-
إن محلل الكتاب يقدم آراءه الأصلية ، جنباً إلى جنب ، مع آراء المؤلف الأجنبي ، وهنا ينبغي التأكيد على أن المحلل الأمين يعرض مادته بطريقة تجعل القارىء قادراً على التمييز بين أفكار المحلل ، وأفكار المؤلف الأصلي ، وللأسف فإن بعض المحللين عن قصد أو عن غير قصد يقدمون آراءهم وآراء مؤلف الكتاب الأجنبي ، بصورة متداخلة يعجز معها القارىء عن التفريق بين هذه وتلك ، ولكن الأسوأ ذلك أن بعضهم يعرضون أفكار المؤلف وكأنها أفكارهم ، ظناً منهم أن أحداً يطلع على الأصل الأجنبي ليكتشف ذلك . -
- السرقة الأدبية :
-
هذا التصرف يمثل ضرباً من ضروب السرقة الأدبية ، وإذا تجاوزنا هذا الجانب السلبي ، فإن تحليل الكتب الأجنبية يعد في الحقيقة ، إنجازاً عظيم الأهمية ، لأن عدد القراء الذين يستطيعون الإطلاع على الكتب الأجنبية وفهمها قليل للغاية ... -
- سبب عدم شراء الكتب :
-
بعض هؤلاء القراء قد لا يتاح لمعظمهم شراء مثل هذه الكتب ، إما لغلاء أسعارها ، أو لعدم توافرها ، وإذا كان الكتاب الذي يصدر في قطر عربي ما ، لا يتاح له الإنتقال إلى باقي الأقطار العربية ، إلا ضمن حدود ضيقة للغاية ، بسب القيود الظالمة التي تعوق حركة الكتاب العربي ، فكيف نتوقع أن يكون حال الكتاب الذي يصدر في أميركا أو بريطانيا ، مثلاً ؟ ! -
- إيجابيات نقل زبدة كتاب أجنبي ما :
-
في ضوء هذا الواقع ، فإن تقدیم زبدة كتاب أجنبي ثمين ، ووضعها في متناول القارىء على صفحات إحدى المجلات ، هو عمل كبير دون ريب ، ويعد بمثابة تعميق لعملية التعريب الجافة ، التي تكتفي بنقل محتويات الكتاب الأجنبي كما هي دون نقد أو مناقشة . -
- طرق عرض وتحليل الكتب :
-
يختلف المحللون بالطبع في طرق عرضهم وتحليلهم للكتاب ... - والمحلل البارع هو الذي يحسن اختيار الأفكار التي يود عرضها ، ويكتفى بتحليل الخطوط الرئيسية في الكتاب ، دون الغوص في تفصيلات صغيرة لا لزوم لها ، على حساب النقاط الكبرى .
-
- انتخاب الكتب :
-
لا شك أن لإنتخاب الكتاب أهمية خاصة ، فالمكتبة الأجنبية تعج بمئات الكتب التي لا تهم بها القراء العرب من قريب أو بعيد ، ولا تمت إلى قضاياهم وهمومهم بأية صلة ، بل تتعلق بأوضاع هذا القطر الأجنبي أو ذاك ... - ومن الضروري اختيار الكتب الأجنبية التي تعالج أوضاعاً تنطبق على أوضاع الدول النامية ، ولاسيما الدول العربية ، مع عدم إغفال أهمية الكتب التي تتناول القضايا العالمية الكبرى .
-
- تحليل الكتب الأجنبية عمل هام :
-
إن عملية تحليل الكتب الأجنبية تحتل درجة ممتازة في سلم الأعمال الكتابية المختلفة ، کالبحث والدراسة والخاطرة والترجمة والقصة بل والقصيدة ... إلخ ، وهي ثمرة هامة من ثمرات اتقان اللغات الأجنبية ، ولا يقلل من أهميتها أن بعض الكتاب يسيئون استخدام مقدراتهم اللغوية ، ويستغلونها بالطريقة التي أشار إليها الدكتور فؤاد زكريا .. - * في الختام نقول :
- إن من يقرأ بعض الفقرات التي وردت في مقالة :
- ( ثقافتنا المعاصرة بين التعريب والتغريب ) للدكتور فؤاد زكريا ، قد يخرج بانطباع مفاده :
- " أن جميع الذين يتقنون اللغات الأجنبية ، يستغلون قدراتهم استغلالاً سيئاً لخدمة مآربهم الخاصة " .
- ولكن من المؤكد أن الدكتور فؤاد لم يكن يقصد في حقيقة الأمر سوی فئة قليلة جداً من هؤلاء .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.