اعلن هنا

مثال على البحر الوافر

مثال على البحر الوافر

  • لغتنا العربية كنز لايفنى فهي صلة الوصل بين الأمم والشعوب والحضارات ، وهي لغة الضاد ولغة القرآن الكريم ، لغتنا العربية هي جسر للتواصل بين مختلف الأمم وهي لغة الروعة والدقة والجمال ، تتنوع لغتنا العربية بعذوبة ألفاظها وسهولة مفرداتها وجمال معانيها فهي أجمل لغات العالم وأروعها جمالا وتعبيرا ، منها المشتقات والمرفوعات والمنصوبات والمجرورات ، تتناغم جملها لتعطينا أجمل المعاني وأحلاها تعبيرا وشكلا وأداء ، يحبها كل من يقرأها ويفتن بها كل من سمعها فهي لغة خالدة على مر العصور والأزمنة ، فلا لغة تضاهي جمالها وحسن مفرداتها الرائعة . 
  •  سنتعرف اليوم عن البحر الوافر.. 
  • - سبب تسمية البحر الوافر : 


  • سمي البحر الوافر بهذا الاسم لوفور أجزائه وتداً بوتد ولوفور حركاته وهو من ألين البحور يشتد إذا شددته ويرق إذا رققته وأكثر ما يجود به النظم في الفخر كمعلقة عمرو بن كلثوم التي مطلعها: 
  • ألا هيي بصحتك فاصبحينا 
  • ولا تبقي خمور الاندرينا 
  • كما تجود به المرائي ومنها كثير في شعر المتقدمين والمتأخرين كقول المهلهل: 
  • أهاج قذاء عينيك اذكار 
  • هدوءاً فالدموع لها انحدار 
  • وقول أبي الحسن الأنباري: 
  • علو في الحياة وفي الممات   لعمرك تلك إحدى المعجزات 
  • ومرثية المتنبي : 
  • نعد المشرفية والعوالي
  • وتقتلنا المنون بلا قتال
  •  - وزن البحر الوافر : 


  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن (مفاعل )
  • //٥///٥ //٥///٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن ( مفاعل ) 
  • //٥///٥   //٥///٥   //٥/٥ 
  • والتفعيلتان الثالثة والسادسة أي تفعيلتا العروض والضرب هما في الأصل على وزن مفاعلتن، لكنهما لا تأتيان أبداً صحيحتين بل مقطوفتين أي بحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة وتسكين الخامس فتصير مفاعلتن ( //٥///٥ ) مفاعل ( //٥/٥ ) أو فعولن . 
  • - العروض والضرب: 


  • توافق العروضيون على اعتبار تفعيلتي العروض والضرب في البحر الوافر ثابتتين على مقياس واحد هو مفاعل أو فعولن . 
  • - أنواع البحر الوافر : 


  • الوافر من حيث العروض والضرب نوع واحد. 
  • - من أمثلته قول الشاعر شوقي: 
  • وما استعطى على قوم منال 
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • إذا الإقدام كان لهم ركاباً 
  • //٥/٥/٥  //٥///٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • - الحشو :
  • يتألف الحشو من التفعيلة  ( مفاعلتن ) مكررة في كل شطر أي من أربعة تفعيلات متشابهة في حشو البيت الواحد، أما الزحاف الذي يصيب هذه التفعيلة فهو :
  •  - العصب وبه تصبح مُفاْعِلَتْنْ
  •  ( //٥///٥ )  مُفَاعِلْتن ( //٥/٥/٥ ) أي بتسكين الحرف الخامس وهو اللام هنا وهذا مستحسن في الحشو . 
  • - مثال على ذلك قول البحتري:
  • ألام على هواك وليس عدلاً 
  • //٥///٥  //٥///٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • إذا أحببت مثلك أن ألاما 
  • //٥/٥/٥  //٥///٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • - وقول المعري: 
  • إذا أثنى عليّ المرء يوماً 
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • بخير ليس فيّ فذاك هاجٍ 
  • //٥/٥/٥  //٥///٥  //٥/٥ 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • - مجزوء الوافر : 


  • مجزوء الوافر هو البحر الوافر بعد حذف عروضه وضربه فيصبح وزنه مجزوءاً من أربع تفعيلات: 
  • مفاعلتن   مفاعلتن   مفاعلتن  مفاعلتن . 
  • //٥///٥   //٥///٥   //٥///٥   //٥///٥ 
  • وبذلك تصبح التفعيلة الأولى في الصدر حشواً والثانية عروضاً والتفعيلة الأولى من العجز حشواً والثانية ضرباً .
  •  - العروض والضرب والحشو: 


  • يدخل زحاف العصب على حشو هذا البحر المجزوء كما يدخل على عروضه وضربه.  
  • - ويمكن تمييز الأنواع الآتية منه : 

  • - النوع الأول: العروض صحيحة والضرب صحيح: 
  • ..... مفاعلتن       ...... مفاعلتن 
  • - ومثاله قول الشاعر: 
  • أخُ لي عنده أدب                           صداقة مثله نسب
  • //٥/٥/٥   //٥///٥                        //٥///٥   //٥///٥ 
  • مفاعلْتن   مفاعلَتن                          مفاعلَتن مفاعلَتن
  • فلو سبكت خلائقه                          لقل أمامها الذهب 
  • //٥///٥  //٥///٥                          //٥///٥   //٥///٥ 
  • مفاعلتن  مفاعلتن                         مفاعلتن  مفاعلتن
  • - العروض معصوبة والضرب صحيح : 
  • .... مفاعلتن    ..... مفاعلتن 
  • ومثاله قول الشاعر: 
  • رعى لي فوق ما أرعى                  وأوجب فوق ما يجب
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/٥                      //٥///٥   //٥///٥ 
  • مفاعلْتن   مفاعلْتن                       مفاعلتن  مفاعلتن 
  • وزحاف العصف لا يلتزم في عروض هذا النوع فقد يعود العروض المعصوب صحيحاً في الأبيات التالية بعكس الضرب . 
  • - النوع الثاني:  العروض صحيحة والضرب معصوب: 
  • مثال ذلك قول الشاعر: 
  • صحا والفجر يرمقنا                      بطرفٍ ناعمٍ صاحٍ 
  • //٥/٥/٥  //٥///٥                       //٥/٥/٥   //٥/٥/٥ 
  • مفاعلْتن  مفاعلتن                        مفاعلْتن   مفاعلْتن 
  • - العروض معصوبة والضرب معصوب: 
  • .... .... مفاعلتن   ...... مفاعلتن 
  • مثاله قول الشاعر: 
  • ولكن أين ما نرجو                          وكل سعادة تفنى 
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/٥                        //٥///٥  //٥/٥/٥
  • مفاعلْتن  مفاعلْتن                           مفاعلَتن مفاعلْتن 
  • والبيتان المذكوران أعلاه لشاعر واحد في قصيدة واحدة يقول فيها : 
  • صحا والفجر يرمقنا                        بطرفٍ ناعمٍ صاحٍ 
  • وودعنا على ظمأ                          لحسن فيه وضاح 
  • ولكن أين ما نرجو                           وكل سعادةٍ تفنى 
  • والجدير بالذكر أن العروض غير ملزم في مجزوء الوافر بل الضرب ، فإذا كان صحيحاً فصحته لازمة في أضرب الأبيات جميعاً وإذا كان معصوباً فيقتضي أن تجيء أضرب القصيدة كلها معصوبة . 
  • - ملاحظة: قد يشتبه مجزوء الوافر بمجزوء الهزج ومجزوء الرجز:
  • أولاً : أما الاشتباه بمجزوء الهزج فحين تجيء تفعيلات المجزوء جميعها معصوبة أي مفاعلْتن ( //٥/٥/٥ ) فتتساوى عندئذ بتفعيلات مجزوء الهزج الصحيحة وهي مفاعيلن ( //٥/٥/٥ ) : فإذا حصل ذلك في القصيدة كلها رجح انتماؤها لبحر الهزج لأن تفعيلة ( //٥/٥/٥ ) في بحر الهزج أصلية وفي الوافر مزحفة  . 
  • أما إذا وجدت تفعيلة أو أكثر في القصيدة ذاتها على وزن ( //٥///٥ ) سواء في العروض أو الضرب أو الحشو فيقتضي آنذاك حملها على الوافر حتماً . 
  • مثال هذه الحالة قول الشاعر: 
  • وألقى رأسه شوقاً                      على صدري كمن أغفى 
  • //٥/٥/٥ //٥///٥                         //٥/٥/٥  //٥/٥/٥ 
  • مفاعيلن مفاعيلن                           مفاعيلن مفاعيلن 
  • مفاعلْتن مفاعلْتن                            مفاعلْتن مفاعلْتن 
  • أيالاغفاء تقتلني                          وتخطف مهجتي خطفاً 
  • //٥/٥/٥ //٥///٥                           //٥///٥  //٥/٥/٥ 
  • مفاعلْتن مفاعلتن                            مفاعلتن مفاعلْتن
  • فالبيت الأول يمكن حمله على البحرين معاً ، لكن ورود تفعيلة (//٥///٥) في البيت الثاني فقضت باعتبار البيت حكماً من مجزوء الوافر . 
  • وقد أورد بعض أهل العروض المحدثون نقلاً عن الأغاني أبياتاً يختلط فيها الأمر بين مجزوء الوافر و مجزوء الهزج وذلك لاحتمال مجيء بعض تفعيلات هذه الأبيات على مفاعيل وهذا مستقبح في الوافر لم يستسغه العروضيون.  
  • ولورود تفعيلة مفاعلتن صحيحة ( //٥///٥ ) وهذا يرجح انتماء الأبيات إلى الوافر عن جهة ثانية وهذه الأبيات مطلعها: 
  • سلمى أزمعت بينا                            فأين تقولها أينا 
  • //٥/٥/٥ //٥/٥/٥                         //٥///٥  //٥/٥/٥ 
  • وقد قالت لأتراب                             لها زهر تلاقينا 
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/٥                         //٥/٥/٥  //٥/٥/٥ 
  • تعالين فقد طاب                                لنا العيش تعالينا 
  • //٥/٥/٥  //٥/٥/                             //٥/٥/  //٥/٥/٥ 
  • إلى أن يقول: 
  • إلى خود منعمة                                خففن بها وفدينا 
  • //٥/٥/٥ //٥///٥                            //٥///٥   //٥/٥/٥ 
  • وقد لوحظ أن مفاعلتن الصحيحة وردت في البيت الأول مرة واحدة وفي البيت الرابع مرتين مما يرجح اعتبارها من البحر الوافر المجزوء، غير أن صاحب كتاب موسيقا الشعر يذهب مذهباً آخر حين يستنتج أن أبيات الهزج إذاً قد تجيء فيها مفاعلتن محركة اللام وقد نراها ساكنة اللام أي مفاعيلن وأخيراً نرى مفاعيلن في صورة مفاعيل فقط معتبراً هذه الصور الثلاث مراحل في تطور الهزج إلى الوافر  .
  • ونحن نخالفه الرأي ونبني ذلك على الأمور الآتية: 
  • ١ . في هذه الأبيات مفاعيل لم ترد إلا في البيت الثالث ولو أنشد هذا البيت مع إطالة حركة النون في ( تعالين ) والباء في ( طاب ) والشين في ( العيش ) لعادت مفاعيلُ إلى مفاعيلن. 
  • وبهذا تعتبر المشكلة قد وجدت حلاً لها في رأينا، فالمجزوء الذي يشتمل على مفاعلتن الصحيحة ومفاعلتن المعصوبة أي مفاعيلن هو مو مجزوء الوافر حكماً لأن مفاعلتن لا ترد في الهزج على الإطلاق.  
  • فالخلاصة: إذا جاءت الأبيات مكونة من مكرر مفاعلتن وحدها فذلك هو مجزوء الوافر في صورته الاصلية القديمة وإذا رويت من مكرر مفاعيلن وحدها فهنا يلتبس الأمر بين مجزوء الوافر و الهزج، وإذا وصلتنا مكونة من مكرر مفاعيل وحدها فهذا هو الهزج المحض وقد تشتمل الأبيات على الصور الثلاث كما في الأغنية السابقة.  
  • ٢ . نحن نرى أن الأبيات التي تشتمل على صور التفعيلات الثلاث: ( مفاعلتن و مفاعيلن و مفاعيل ) هي من مجزوء الوافر ، نبني ما نذهب إليه على الأمور الآتية: 
  • أ. إن ورود تفعيلة واحدة على وزن مفاعلَتن ( //٥///٥ ) تدل على أن البحر المجزوء هو الوافر ، وقد وضحنا ذلك عند حديثنا عن تواجد تفعيلتين: ( مفاعلتن و مفاعيلن ) في القصيدة ذاتها . 
  • ب . أما ورود مفاعيل وهي أقرب إلى مفاعيلن من مفاعلتن أو أنها مفاعيلن قد أصابها الكف،  فهو أمر طبيعي لا يخرج البحر من الوافر إلى الهزج خصوصاً إذا وردت معها في الأبيات مفاعلتن ويمكن اعتبار مفاعيل هي مفاعلتن أصابها العصب والكشف معاً ( أي تسكين خامسها اللام ) وحذف سابعها ( النون ) . 
  • وقد أبدى أحد العروضيون دهشته لاستقباحها في الوافر فقال :  ولسنا ندري لم استقبح أصحاب العروض تغير مفاعيلن إلى مفاعيل في مجزوء الوافر واستحسنوه في الهزج مع ما نرى بينهما من صلة وثيقة . 
  • ثانياً : الاشتباه بمجزوء الرجز: قد يشتبه مجزوء الوافر بمجزوء الرجز ، حين تصاب جميع تفعيلات مجزوء الوافر في البيت بزحاف العقل وهو حذف ثاني السبب الثقيل فتصبح ( مفاعلَتن //٥///٥ ) ( مفاعتن //٥//٥ ) وهي تفعيلة مجزوء الرجز مستفعلَن ( /٥/٥//٥ ) بعد أن أصابها الخبن فأصبحت متفعلن( //٥//٥ ) .
  • فإذا تغيرت في بيت واحد إلى مفاعلتن( //٥///٥) أو مفاعلتن( //٥/٥/٥ ) عرف أنها من مجزوء الوافر وإذا تغيرت في البيت إلى ( مستفعلن /٥/٥//٥ ) عرف أنها من مجزوء الرجز  . 
  • - صور الأنواع التي يأتي عليها الوافر: 


  • الوافر التام : 
  • مفاعلتن مفاعلتن فعولن                مفاعلتن مفاعلتن فعولن 
  • مجزوء الوافر: 
  • مفاعلتن مفاعلتن                         مفاعلتن مفاعلتن 
  • ..... مفاعلتن                               ..... مفاعلتن
  • والآن ننتقل إلى مثالين عن البحر الوافر : 
  • - المثال الأول: 
  • قوامك في ظرافته                               نعيم يملك النظرا 
  • ووجهك في نضارته                          وحسنك يكيف القمرا 
  • وجسمك في رشاقته                           يهز القلب والفكرا 
  • ولفظك في حلاوته                            ينير الشعر والشعرا 
  • وظرفك في ملاحته                             لأفئدة الورى سحرا 
  • وظرفك في طلاوته                              لأرباب النهى آسرا 
  • ولي روحٌ متيمة                                 بحبك تدين السهرا 
  • فهلا ترحمين فتىً                               عليه هواك قد آمرا 
  • وصيره على خطرٍ                             وقربك يذهب الخطرا 
  • هواك حياته المثلى                          وكنت السمع والبصرا 
  • - المثال الثاني : 
  • نضت عنها القميص لصبّ ماء         فورد وجهها فرط الحياء 
  • وقابلت النسيم وقد تعرت                بمعتدل أرق من الهواء 
  • ومدت راحة كالماء منها                   إلى ماء معد في إناء 
  • فلما أن قضت وطراً وهمت             على عجل إلى أخذ الرداء 
  • رأت شخص الرقيب على التداني     فأسبلت الظلام على الضياء
  • فغاب الصبح منها تحت ليل            وظل الماء يقطر فوق ماء 
  • فسبحان الإله وقد يراها               كأحسن مايكون من النساء
  • إلى هنا نكون قد وافيناكم بشرح مفصل عن البحر الوافر أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات اللغوية.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.