
- - إنّ ما اتسمت به الحياة في شبه الجزيرة العربية في العصر الجاهلي من البداوة والتنقل والترحال بحثاََ عن تواجد الماء والكلأ ، وما ينشأ عنها من التعارف والمودة المتبادلة ثم الافتراق ،أدّت إلى سيادة أجواء الحنين واللوعة وتمنع المرأة.
- - كان سبباً في شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق ، ليميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه.
- - فظهر شعرالغزل الذي يعدُّ شكل من أشكال التعبير عن خلجات النفس الإنسانية وعن المشاعر الفياضة، ويقسم الغزل الجاهلي إلى اتجاهين متناقضين : الغزل العذري العفيف والغزل الصريح.
-
- الغزل الصريح:
- - وهو الاتجاه الحسي الفاحش للغزل وزعيمه امرؤالقيس .
- - يذكر الشاعر فيه صفات محبوبته الخَلقية والخُلقية.
- - يعدّد فيه الشاعر أسماء محبوباته؛ فلا يكتفي بمحبوبة واحدة.
- - يتسم بفتور العاطفة، وسرعة تحولها.
- - لم يلقَ رواجاً بين العرب بالقدر الذي لاقاه الغزل العذري.
- - عادات العرب وتقاليدهم تقتضي بإخفاء العاطفة تجاه الأنثى والتصريح بها.
- - له دور كبير في تطوير الشعر العربي في ذلك العصر .
- - من أشهر شعراء الغزل الصريح :(عمر بن أبي ربيعة، وامرؤ القيس)
- - قصيدة عمر بن أبي ربيعة ليت هنداََ مثالاََ :
- - لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ
- - وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ
- - واستَبدَّتْ مرةً واحدةً
- - إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبد
- - قصيدة امرؤ القيس "ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي" :
- - سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُه
- - سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
- - فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي
- - أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي
- - فَقُلتُ يَمينَ اللَهِ أَبرَحُ قاعِد
- - وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي
- - حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ
- - لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ
- - فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت
- - هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ
-
- الغزل العفيف:
- - تظهر فيه شدّة العواطف العفيفة التي يستخدمها الشاعر لإبراز شدّة العشق وآلام الفراق والبعد عن محبوبته.
- - يبتعد عن وصف محاسن المحبوبة الجسدية و إظهار المشاعر الجيّاشة اتجاهها فتكون المرأة فيه مقصودةً روحاََ لا جسداََ.
- - سمّيَ بالعذري نسبة لقبيلة "عذره"؛ فقد اشتهرت بكثرة العشاق الذين يموتون حبّاََ ولأن شعراؤها أكثروا من التغني به ونظمه.
- - دام وحافظ هذا النوع من الشعر على شعبيّته ، لعفّته وطهارته وإيقاعه العذب على مسامع الآذان.
- - حظي على إقبال كبير من الشعراء والمستمعين.
- - يتميز بديمومته فلا تجد فيه ملل أو فتور
- - يقول عبد االله بن العجلان النهدي في هند التي بكاها حتى مات كمداً بسبب فراقها بعد أن أرغمه أبوه على طلاقها :
- - ألا أبلغا هندا سلامي فإن نـــأت
- - فقلبي مـذْ شطّتْ بها الدار مدنَفُ
- - ولم أر هنداََ بعد موقفِ ســـاعـةٍ
- - بأنعم في أهـــلِ الديار تـطوفُ
- - الإخلاص لمحبوبة واحدة، فقد نُسب بعض الشعراء لمحبوبتهم كمجنون ليلى، جميل بثينة، كُثير عزّة.
- - قيس بن الملوّح: عرف بمجنون ليلى؛ نشأ وترعرع مع ليلى في بيئة واحدة فتحابّا، أجبرت على الزواج من غيره، فلم يتحمل ذلك..
- - قال في قصيدته وهو يناجي قلبه لشدة تعلقه بليلى:
- - أَمَا عَاهَدْتـَنِي يا قَلبُ أَنِّ إذا ما تُبْتُ عن ليلى تَتُوبُ
- - جميل بن معمر: عُرِف بجميل بثينة. لقد عشق وهام ببثينة، رُفضَ زواجهما حتى لا يعدُّ ستْرٌ لعار بثينة. فأُجبرت على الزواج من غيره.
- - قال في قصيدته تعلقه ببثينة:
- - تعلّق روحي روحها قبل خلقنا
- - ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد
- - فزاد كما زدنا فأصبح ناميا
- - وليس إذا متنا بمنتقض العهد
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.