- كانت أغراض في الشعر الأموي وليدة حياة الشاعر والبيئة والأحوال والطبيعة والاجتماعية التي كانت تحيط به ، فمنها المدح والهجاء والوصف والرثاء والفخر والغزل والخمر والزهد والحكمة . وقد كان المدح والهجاء منذ العصر الجاهلي ، وكثر نطاقه في العصر الأموي ، ومن أشهر شعراء هذا العصر الذين اشتهروا بالمدح والهجاء : الفرزدق.
- وسنتحدث في هذا المقال عن الفرزدق ونماذج من شعره في المدح والهجاء.
-
- نبذة عن حياة الفرزدق :
-
اسمه أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الدارمي ، ولُقّب بالفرزدق لضخامة وجهه وغلظه. - ولد الفرزدق في البصرة ، كان أبوه من أشراف قبيلة غالب ، وكان جده كريم الأخلاق ومحمود السيرة، وكان رئيساً في قومه.
- نشأ الفرزدق في بيت كريم ، وتربى في البادية فحصل منها على فصاحته وطلاقة لسانه، وقد عاش صباه مع أبيه في الصحراء قرب البصرة ، وكانت البصرة مركز العلم والفنون في ذلك الوقت.
- تعلّم الفرزدق الشعر على يد أبيه فنبغ فيه ، كما علّمه إنشاد الشعر حتى انطلق لسانه.
-
- المدح في شعر الفرزدق :
-
اشتهر الفرزدق بالمدائح الشعرية للخلفاء والأمراء والأشراف ، وأنشد الفرزدق في مد الأمويين كثيراً إلا أنه كان متعوداً أكثر في مدح نفسه ومدح أبائه الذين كانت لهم سمعة في العطاء . -
- ومن أمثلة شعر الفرزدق في المديح :
-
مدحه للخليفة الوليد بن عبد المالك ، فقال : - - هو البيت الذي من كل وجه
- - إليه وجوه أصحاب القبور
- - خيار الله للإسلام إنا
- - إليك نشد أنساع الصدور
- - ستحملنا إليك مبلغات
- - يطأن دما مكدحة الظهور
- - بنات الداعري إذا تلاقت
- - عراها وهي جائلة الضفور
- - لنأتي خير أهل الأرض حيا
- - تحل إليه أحناء الأمور.
- - وقال في مدح آبائه :
- - أبى أحد الغيثين صعصعة الذي
- - متى تخلف الجوزاء والنجم يمطر
- - أجار بناب الوائدين ومن يجر
- -على الفقر يعلم أنه غير مخفر
- - وفارق ليل من نساء أتت أبي
- - تعالج ريحاً ليلها غير مقمر
- - وقال في مدح زين العابدين بن الحسين بن علي :
- - هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
- - والبيت يعرفه والحل والحرم
- -هذا ابن خير عباد الله كلهم
- - هذا التقي النقي الطاهر العلم
- - هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
- - بجده أنبياء الله قد خُتموا
- - كلتا يديه غياث عم نفعهما
- -يستوكفان ولا يعرومهما عدم
- - إذا رأته قريش قال قائلها
- - إلى مكرم هذا ينتهي الكرم
-
- الهجاء في شعر الفرزدق :
-
برع الفرزدق في الشعر الهجائي ، وعادة ما عارض جرير بالأشعار النقائضية ، وكان كل منهما ينشد في هجاء الآخر، ومن أمثلة ذلك : - - قوله في هجاء جرير عندما رثى الأخير زوجته :
- - كانت منافقة الحياة وموتها
- - خزى علانية عليك وعار
- -فلئن بكيت على الأتان لقد بكى
- - جزعاً غداة فراقها الأعيار
- -ينهسن أذرعهن حين عهدنها
- -ومكان جثوتها لهن دوار
- - تبكي على امرأة وعندك مثلها
- - قعساء ليس لها عليك خمار.
- - كما قال أيضاً في هجاء جرير :
- - تقول كليب حين مثت سبالها
- - وأخصب من مروتها كل جانب
- - لسؤبان أغنام رعتهن أمه
- - إلى أن علاها الشيب فوق الذوائب
- - ألست إذا القعساء أنسل ظهرها
- -إلى آل بسطام بن قيس العصائب
- - قد يهمّك أن تقرأ أيضاً:
- - شعر الهجاء تعريفه وأنواعه وأمثلة عليه
- - مثال على قصص ومواقف في الهجاء
- - مثال على شعر الهجاء
- - مثال على روائع الهجاء في الشعر العربي "شعر النقائض"
- - جرير شاعر الهجاء والرثاء
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.