مثال على المظهر الفني عند العرب المسلمين

مثال على المظهر الفني عند العرب المسلمين

  • ارتبط الفن عند العرب المسلمين بتعاليم الدين الإسلامي ، وانعكس ذلك على هندسة عمارة المساجد والمدن وفن الزخرفة والنحت والتصوير. وقد تعرّف العرب المسلمون بعد حروب التحرير على فنون بلاد الشام والعراق ومصر ومظاهرها المختلفة ، فأبدوا تقديراً كبيراً لها ولم يقوموا بهدمها ، واقتبسوا منها ما ينسجم مع عقيدتهم وذوقهم وطباعهم، ثم ما لبثوا أن طبعوا ما أبدعوه بطابعهم المميز. وسنتعرف في هذا المقال على المظهر الفني عند العرب المسلمين المرتبط ب : بناء المدن ، المساجد ، القصور ، فن النحت والتصوير والموسيقى والغناء.
  • بناء المدن : 


  • كان الهدف من بناء المدن العربية بعد الفتح أمرين : كي يحافظ الجنود على نقاء أرومتهم ولغتهم ، ولئلا يميل المقاتلون إلى حياة الراحة أو العمل في الزراعة والصناعة فيهملون واجبهم الأساس في الجهاد .
  • قسمت المدن الجديدة إلى مجموعة أحياء تسمى (الخطط) وكانت كل قبيلة تنزل في حيّ يعرف باسمها، ولكل حي مسجده ومنازله وسوقه، وكان لذلك نتائج سيئة على المدى الطويل من الناحية السياسية إذ قوّى ذلك النزاع العصبية القبليّة. وأما المسجد الجامع ودار الإمارة فكانت على الأغلب تبنى في الوسط حيث مركز المدينة . وكانت تلك المدن في بدايتها تجمعات سكنية صغيرة لها طابعها العسكري، وبعد توقف الفتوحات واستقرار الأوضاع ازدهرت وزخرت بالنشاط الاقتصادي والفكري والاجتماعي. وقد أدخل العرب المسلمون تعديلات جديدة على المدن العربية القديمة وعادوا إلى أسمائها التاريخية السابقة ، ولم يعد المسرح أو الساحة العامة فيها مركز المدينة ، بل أصبح المسجد الجامع مركز الحياة الجديدة، ثم ظهرت المدارس والمكتبات العامة ، واهتم العرب بالمرافق الصحية والخدمات فكانت الشوارع تضاء ليلاً بالفوانيس . و أهم المدن التي شيّدها العرب :  البصرة ، بغداد ، الفسطاط، القاهرة، قرطبة .
  • بناء المساجد :


  • كانت المساجد في البداية تشبه مسجد الرسول ببساطتها ، ثم أُدخلت عليها بعض التعديلات وأبرزها بناء المآذن نظراً لاتساع المدن والرغبة في إيصال الآذان إلى الجميع، كما أُدخل المحراب والمقصورة.
  • وأصبح نظام المسجد يتألف عموماً من الأقسام الآتية :
  • - مدخل يؤدي إلى باحة كبيرة مربعة أو مستطيلة الشكل ، تحيط بها مجموعة من الأروقة تضم غرفاً لطلبة العلم أو العلماء.
  • - بيت الصلاة والمتجه نحو القبلة ، وفيه المحراب في الوسط، والقبة التي تتوسط السقف، ويُحمل بوساطة مجموعة من الأعمدة والدعامات تقوم عليها الأقواس والقناطر.
  • - المئذنة أو المنارة : والغاية منها إيصال صوت المؤذّن إلى الناس.
  • وقد أُدخلت العناصر الزخرفية على المساجد كالمتدليات أو النقوش المتنوعة للآيات القرآنية بخطوط كوفيّة أو نسخيّة. ومن أشهر تلك المساجد : مسجد قبة الصخرة ، المسجد الأموي بدمشق ، مسجد قرطبة.
  • القصور :


  • برع العرب القدماء في بناء القصور ، وبعد قيام الدولة الإسلامية واستقرار الأوضاع اتّجه الخلفاء إلى تشييد القصور وفرشها بالأثاث الفاخر. من أشهر القصور الأموية : قصر الحير الغربي والشرقي قرب مدينة تدمر ، وقد بنيا في عهد هشام بن عبد الملك ، وقد نُقلت واجهة قصر الحير الغربي إلى متحف دمشق. أما القصور العباسية فمن أشهرها قصر الذهب الذي بناه أبو جعفر المنصور في بغداد ، وقصور الرشيد في الرقة . ومن أشهر القصور في الأندلس قصر الحمراء الذي يضم قاعة الأسود وقاعة السفراء ، وقصر دمشق الذي حمل اسم عاصمة الأمويين في الشرق.
  • النحت والنقش والتصوير :


  • لم يهتم العرب بفن النحت والتصوير في بادئ الأمر لأن تعاليم الإسلام لم تحبّذ تصوير المخلوقات الحية ليقضي على الوثنية بجميع مظاهرها. لذلك وجّه العرب عنايتهم نحو الزخارف النباتية والأشكال الهندسية ، ثم قاموا برسم  صور بعض الأشكال الآدمية والحيوانية بعيداً عن المسجد ، وظهرت زخارف القيشاني والفسيفساء في المساجد ، واستنبط العرب لأنفسهم نقوشاً زخرفية من كتاباتهم أو من أشكال النباتات والأزهار ، وازدهر ذلك في الأندلس، حتى أن الأوروبيين كانوا يطلقون على هذا النوع من الزخرفة اسم الزخرفة العربية (أرابسك). وقد تجلّت فنون النقش والتصوير في الحفر على الأواني المعدنية وتطعيمها وزخرفة الحلي ، وصناعة الخزف والزجاج والأقمشة والرسم عليها.
  • الموسيقا والغناء :


  • عندما توسّع العرب في عصر الفتوحات في البلاد واختلطوا بالروم والفرس اقتبسوا بعض ألحانهم الموسيقية . ونبغ في العصر الأموي بعض المغنين مثل (طويس) في المدينة ، و( سعيد بن مسجح) في مكة. أما في العصر العباسي فقد وصل فيه الغناء إلى مرحلة النضج والازدهار، فقد طُوّرت الآلات الموسيقية كالعود والصنج والقيثارة ، وأبدع العرب آنذاك في علوم الموسيقى ، وانتشر الغناء والعزف وتأليف الألحان حتى إن بعض الخلفاء كالواثق والمنتصر تعلموا العزف على بعض الآلات. وكانت الأميرة عليّة بنت المهدي إحدى شهيرات عصرها في الموسيقى .
  • واشتهر من علماء الموسيقا عند العرب (إبراهيم الموصلي) الذي عُدّ إمام الموسيقا وخلفه ابنه ( إسحق الموصلي)، ثم ظهر (زرياب) الذي هاجر إلى الأندلس وعمل على تطوير الموسيقى العربية هناك وأضاف على العود وتراً خامساً.
  • كما اهتم العرب بالموسيقى كعلم له أصوله ، وبحث فيه الكندي والفارابي ، كما قام أبو فرج الأصفهاني بتأليف كتاب عن الغناء والموسيقى وأشهر الأعلام في هذا المجال وسمّاه (الأغاني).
  • ارتبط الفن عند العرب المسلمين بتعاليم الدين الإسلامي ، وانعكس ذلك على هندسة عمارة المساجد والمدن وفن الزخرفة والنحت والتصوير. وقد تعرّف العرب المسلمون بعد حروب التحرير على فنون بلاد الشام والعراق ومصر ومظاهرها المختلفة ، فأبدوا تقديراً كبيراً لها ولم يقوموا بهدمها ، واقتبسوا منها ما ينسجم مع عقيدتهم وذوقهم وطباعهم، ثم ما لبثوا أن طبعوا ما أبدعوه بطابعهم المميز. وسنتعرف في هذا المقال على المظهر الفني عند العرب المسلمين المرتبط ب : بناء المدن ، المساجد ، القصور ، فن النحت والتصوير والموسيقى والغناء.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.