- يعد الفرد اللبنة الأولى التي يتألف منها المجتمع ، ولا بد من أن يكون هناك تعاون بين الفرد والمجتمع ، فإذا خسرنا لبنة واحدة من البناء ظهرت ثغرة فيه فتهدم كيانه ، لذا لا بد من أن يكون هناك توازن بين الفرد والمجتمع ، فلا يلغي الفرد بسلطانه على المجتمع فيذله ، ولا يطغى المجتمع على أي من أعضائه فيذيبه ، ويفقده تكريمه الذي كرمه الله سبحانه وتعالى ..
-
- حقوق الفرد في المجتمع المسلم :
-
يتصف المجتمع المسلم بالسخاء في منح المسلم مجموعة من الحقوق المشروعة منها : -
1 - الحرية الكاملة ضمن الحدود :
- فإذا منعها عنه أفقده الإبداع في الفكر ، وقتل فيه الطموح .
-
2 - يعطي المجتمع الفرد حق الملكية التي هي غريزة طبيعية وجدت مع الإنسان :
- فهناك بعض البلدان التي تمنع حق الملكية لأبنائها فإنما تفعل ذلك ليتكون حقد بين رعاياها تستغله في إبقاء سيطرتها ، وفرض قبضتها .
-
- حدود ملكية الفرد في المجتمع المسلم :
-
لا يحق للفرد أن تطغى ملكيته باسم الحرية ، فيحتكر قوت المجتمع ، ويجمع لديه الثروة عن طريق : - ( الربا وبيع المحرمات ) ، ثم يسخر المجتمع كله لخدمته ، ويدوس على الآخرين ، وتصبح الـمـقـالـيـد كلها بيده :
- قال رسول الله ﷺ : "من احتكر فهو خاطئ " .
- وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[ البقرة : 275 ] .
-
- المجتمع وعمل الفرد في المجتمع المسلم :
-
على المجتمع ممثلاً في السلطة أن يؤمن العمل للناس ، ويمنع السؤال ، والقعود بلا عمل ، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : « والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، فيأتي به ، فيبيعه ، فيأكل منه ، ويتصدق منه خير له من أن يأتي رجلاً أعطاه الله من فضله ، فيسأله أعطاه أو منعه » . - وطالما أن الفرد ليس هو ملكاً لنفسه ، وإنما ملك الأمة جميعها ، لذا فالسلطة تلزمه على العمل ، وتمنعه من الجلوس من غير عمل بحجة الثراء والاكتفاء بما لديه ، وتأمين العمل واجب على السلطة :عن أنس بن مالك ، أن رجلاً من الأنصار أتى النبي ﷺ ، يسأله فقال : ( « أما في بيتك شيء ؟ قال : بلى ، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : « ائتني بهما » ، فأتاه بهما ، فأخذهما رسول الله ﷺ بیده وقال :
- « من يشتري هذين » ؟ قال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : « من يزيد على درهم » ؟ مرتين أو ثلاثاً ، قال رجل : « أنا آخذهما بدرهمين » ، فأعطاهما إياه ، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري ، وقال : « اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوماً فأتني به » ، فأتاء به ، فشد فيه رسول الله ﷺ ، عوداً بيده ، ثم قال له : « اذهب فاحتطب وبع ، ولا أرينك لخمسة عشر يوماً » ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً ، فقال رسول الله ﷺ : « هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مقطع ، أو لذي دم موجع » ) .
-
- شروط عمل الفرد في المجتمع المسلم :
-
- من شروط العمل في المجتمع المسلم :
- 1 - أن يكون غير محرم .
- 2 - ليس فيه ضرر للناس .
- 3 - أن لا يشغل عن العبادة .
- والغاية منه ، الإستغناء عن الناس ، والنهي عن البطالة ، ونفع عباد الله ، والإفادة مما أباح الله لعباده من طيبات الرزق ، وإذا عجز المرء عن العمل كان على الدولة أن تعطيه ما يغنيه .
- إن المجتمع ممثلا في السلطة مسؤول عن عمل الفرد في شبابه كذلك مسؤول عنه في شيبته ، فعليه تأمينه في شيبته ، فهو بحاجة لدواء ورعاية ..
-
في الختام نقول :
- إنما يوجد اليوم في العالم الإسلامي من مخالفة لهذا فهو لا يمثل الإسلام ، وإنما يخالفه ، وقد حدث نتيجة الزمن والبعد عن أوامر الله وتعاليم الإسلام تدريجياً ، فبعد انتهاء الخلافة الراشدة والمسؤولون يتحللون من تعاليمه شيئاً إثر شيء حتى حدثت هذه الهوة بين ما ندعي وبين ما تطبق على الواقع ، إضافة إلى هذا البعد هناك بعد آخر وهو تولي أعداء الله الذين أصبح لهم نفوذ واسع في ديار المسلمين يرفعون من يتولاهم ، ويضعون من يخالف ذلك ، لذا لا نجد في العالم الإسلامي الصورة الحقيقية الممثلة للإسلام في توازن الفرد والمجتمع ، وهو ما تسعى إليه .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.