- - اتخذ الشعراء العرب في أدبهم الشعري مسارات مختلفة فبعضهم استهواه شعر الغزل والبعض الآخر رغب في الرثاء أو الفخر، وكان للحكمة كذلك مكان متميز في الشعر العربي حيث اشتهر الشعراء العرب بشعر الحكمة باعتبارهم يملكون الفصاحة والفكر والتجربة.
- يرتكز شعر الحكمة على تجارب الحياة التي مر بها الشعراء والحِكم التي استخلصوها من تجاربهم تلك، فكان معظم الشعراء يقومون بتدوينها غالباً في أواخر حياتهم كقصائد شعرية تُحفظ عبر العصور.
-
- أشهر شعراء الحكمة:
- زهير بن أبي سلمى – أبو تمام – المتنبي – أبو العلاء المعري – الإمام الشافعي – النابغة الذبياني – أبو العتاهية
-
- مقتطفات من أشعار الحكمة:
-
- المتنبي:
- - إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومِ
- فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
- - فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
- كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
- - سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
- صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
- - قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
- كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
- ***************************************************************************************************
- - وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ
- وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
- - وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
- وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ
- - ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
- وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
- - وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
- يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ
- - لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
- وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
- - لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
- حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
- - لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
- ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ
- - فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
- وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ
- - مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
- تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
-
- زهير بن أبي سلمى:
- - مَن لم يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ
- يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوطَأ بمَنسِمِ
- - ومَن يَجعلِ المعروف مِن دون عِرضِه
- يَفِرْهُ ومَن لا يتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِ
- - ومَن يكُ ذا فَضْلٍ فيَبخَلْ بفَضلِهِ
- على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذمَمِ
- - ومَن يُوفِ لا يُذمَمْ ومَن يُهدَ قَلبُهُ
- إلى مُطمئنِّ البرِّ لا يَتجَمْجَمِ
-
- أبي تمام:
- - السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
- في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
- - بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في
- مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
- - والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً
- بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
- - أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
- صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
- ***************************************************************************************************
- - نقلْ فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى
- ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
- - كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى
- وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ
- ***************************************************************************************************
- - إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
- فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
- - رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
- ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
- - وما مِنْ شِدَّةٍ إلاَّ سَيأْتي
- لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
- - لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
- أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
- - إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
- بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
- - يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
- ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
- - فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
- ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
- - إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
- ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ
- - لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ
- لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ
-
- البوصيري:
- - والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
- حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
- - فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
- إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
- - وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمةٌ
- وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
- - كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً لِلْمَرءِ قاتِلَةً
- من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
-
- أبو العتاهية:
- - لعَمْرُكَ ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ
- كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
- - فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
- يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
- - حَلاَوَتُهَا ممزَوجَةٌ بمرارةٍ
- ورَاحتُهَا ممزوجَةٌ بِعَناءِ
- - فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ
- فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
- - لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛
- وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
- - وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ،
- وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
- - ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
- ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
- - ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدةٍ
- ويومُ سُرورٍ مرَّةً ورخاءِ
- - وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛
- وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
- - أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
- يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
- - وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ
- وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
- - إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
- فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
- - أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
- بَهاءً، وكانوا، قَبلُ، أهل بهاءِ
- - وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ،
- وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
- - يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلةٍ
- ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
-
- الإمام الشافعي:
- - لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
- رقصت على جثث الأسود كلاب
- - لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
- تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
- - تموت الأسود في الغابات جوعاً
- ولحم الضأن تأكله الكلاب
- - وذو جهل قد ينام على حرير
- وذو علم مفارشه التراب
- ***************************************************************************************************
- - الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
- والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
- - أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
- وتستقر بأقصى قاعه الدرر
- - وفي السماء نجوم لا عداد لها
- وليس يكسف إلا الشمس والقمر
- ***************************************************************************************************
- - دع الأيام تفعل ما تشاء
- وطب نفسا إذا حكم القضاء
- - ولا تجزع لحادثة الليالي
- فما لحوادث الدنيا بقاء
- - وكن رجلا على الأهوال جلدا
- وشيمتك السماحة والوفاء
- - وإن كثرت عيوبك في البرايا
- وسرك أن يكون لها غطاء
- - تستر بالسخاء فكل عيب
- يغطيه كما قيل السخاء
- - ولا تر للأعادي قط ذلا
- فإن شماتة الأعدا بلاء
- - ولا ترج السماحة من بخيل
- فما في النار للظمآن ماء
- - ورزقك ليس ينقصه التأني
- وليس يزيد في الرزق العناء
- - ولا حزن يدوم ولا سرور
- ولا بؤس عليك ولا رخاء
- - إذا ما كنت ذا قلب قنوع
- فأنت ومالك الدنيا سواء
- - ومن نزلت بساحته المنايا
- فلا أرض تقيه ولا سماء
- - وأرض الله واسعة ولكن
- إذا نزل القضا ضاق الفضاء
- - دع الأيام تغدر كل حين
- فما يغني عن الموت الدواء
- ***************************************************************************************************
- - نعيب زماننا والعيب فينا
- وما لزماننا عيبٌ سوانا
- - ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
- ولو نطق الزمان لنا هجانا
- - وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
- ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
- - إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
- فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
- - فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ
- وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
- - فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
- وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
- - إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
- فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
- - ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
- ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا
- - وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
- وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
- - سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
- صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
- - صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
- تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
- - وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
- نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
- - وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
- عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
- - يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
- ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
- - وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
- إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
- - جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
- وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
- - فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
- وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
- ***************************************************************************************************
- - لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
- فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
- - تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
- يدعو عليك وعين الله لم تنم
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب