-
- أبو دلامة يهجو نفسه:
- - دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن على وعيسى بن موسى والعباس بن محمد، وجماعة من بنى هاشم، فقال له المهدى والله لئن لم تهج واحدا ممن فى هذا البيت لأقطعن لسانك، فنظر إلى القوم وتحير فى أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغمزه بأن عليه رضاه.
- - وقال أبو دلامة فازددت حيرة فما رأيت أسلم لى من أن أهجو نفسى فقلت :
- ألا أبلغ لديك أبا دلامة
- فلست من الكرام ولا كرامة
- جمعت دمامة وجمعت لؤما
- كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
- إذا لبس العمامة قلت قردا
- وخنزيرا إذا نزع العمامة
- فإن تك قد أصبت نعيم دنيا
- فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
- فضحك القوم ولم يبق منهم أحد إلا أجازه
-
- الحطيئة يهجو نفسه:
- - الحُطَيِئة كان شاعراً هجَّاءً وقد هجى زوجته وأباهُ وأمه، وفي يومٍ لم يجد أحداً يهجوه فهجا نفسه حيث قال :
- أَبَت شَفَـتايَ اليَـومَ إِلّا تَكَــلُّماً
- بِشَـرٍّ فَمـا أَدري لِمَــن أَنا قائِلُه
- أَرى لِيَ وَجهـاً شَوَّهَ اللَهُ خَلقَهُ
- فَقُبِّحَ مِن وَجـهٍ وَقُبِّـحَ حامِلُـه
-
- أأنت أعمى ؟
- - سار أحدهم ليلة فتعثر في نائم ينام في الطريق، فصاح فيه النائم: أأنت أعمى؟ فأجابه:
- لقَدْ عَثُرَتْ بِجُنحِ اللَّيْلِ رِجْلِي
- علَى شَخصٍ ولمْ يَكُ فِي حِسَابِي
- فقَالَ مُجَاوِبًا لِي: أنْتَ أعْمَى؟!
- فقُلتُ: نَعْمْ ودَوَّاسُ الكِلَابِ
-
- أخ يهجو أخاه :
- - قال رجل لأخيه : لأهجونك هجاءً يدخل معك في قبرك ؛ فقال أخوه : كيف تهجوني وأبوك أبي وأمك أمي ؟ فقال له : أقول :
- غلامٌ أتاه اللؤم من شطر نفسه
- ولم يأته من شطر أمٍّ ولا أبِ
- فقال : قتلتني , قتلك الله
-
- الحطيئة والزبرقان :
- - حدثت هذه القصة بين الزبرقان وبين شاعر الهجاء الحطيئة عندما أقدم الأخير على هجاء الزبرقان من خلال بيت شعر جاء فيه:
- دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها
- واقعد فإنّك أنت الطاعُم الكاسي
- شعرَ الزبرقان بالألم والحسرة من هذا الوصف، فما كان منه إلّا أن تقدّم بالشكوى لأمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، طلبًا منه أن ينصفه من الحطيئة ذلك الشاعر سليط اللسان، فاستغرب الخليفة من هذا الطلب، وأخبر الزبرقان أن لا هجاء في هذا البيت الشعري إنّما يعاتبك.
- أصرّ الزبرقان على أنّ هذا البيت ليس عتابًا وإنما هو هجاء شديد القسوة؛ إذ إنّه ينكر عليه رجولته، فليس عليه إلا بالأكل واللبس في تشبيه له بالنساء، وطلب شهادة حسان بن ثابت، فهو شاعر يُدرك المغزى الحقيقي من هذا البيت الشعري، فأمر الخليفة بإحضار حسان ليسأله في الأمر، فكان جوابه أنّه أكثر من الهجاء، فهو بمثابة السب والشتم.
- فما كان من الخليفة إلا أن أمر بحبس الحطيئة لسوء خلقه وطبعه الذي ينال من أعراض المسلمين، وفي السجن أنشد الحطيئة يستعطف الخليفة فقال له:
- ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
- حمر الحواصل لا ماء ولا شجر
- ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
- فاغفر عليك سلام الله يا عمر
- رقّ قلب الخليفة لتلك الكلمات المؤثرة فأمرَ بإخلاء سبيله بشرط أن يكفّ لسانه عن أعراض الناس ولا ينالهم بسئ القول، فاعترض الحطيئة على شرط الخليفة؛ إذ إنّ شعره هو الوسيلة الوحيدة التي يعتاش منها، فما كان من الخليفة إلا أن أمر له براتب من بيت مال المسلمين حتى يكف عن هجاء الناس.
-
- من هجاء المتنبي :
- - سار بدر بن علَّام صاحب طبريا إلى الساحل ولم يسرِ معه المتنبي، فبلغه أنَّ الأعور بن كروس قد كتب إلى بدرٍ يقول له:
- - إنما أبو الطيب قد تخلف عنك رغبة بنفسه عن المسير معك.
- - فعزم المتنبي أن يؤدِّبه بطريقته، فكتب قصيدة طويلة يستقبل بها بدر بن علام عند عودته مطلعها (الحبُّ ما منعَ الكلامَ الألسُنْا وألذَّ شَكْوىَ عاشقٍ ما أعْلَنَا).
- - فمدح بدراً وأغدق عليه شوقه، ومدح نفسه ووضعها في خير موضع، ثم التفت في نهاية القصيدة إلى ابن كروس فقال:
- فاغْفِرْ فِدىً لكَ واحبُني مِنْ
- بَعدها لِتَخُصَّني بِعطِيِّةٍ مِنْها أنَا
- وانْهَ المُشيرَ عَليكَ فيَّ بضِلَّةٍ
- فالحُرُّ مُمْتَحَنٌ بأولادِ الزِّنَى
- وإذا الفَتى طَرحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً
- في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى
- ومَكايِدُ السُّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ
- وعداوَةُ الشُّعَراءِ بِئسَ المُقْتَنى
- لُعِنَتْ مُقارنةُ اللَّئيمِ فإنَّهَا
- ضَيْفٌ يَجرُّ مِنَ النَّدامةِ ضَيفَنا
- غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً
- رزءٌ أخَفُّ عليَّ مِن أنْ يُوزَنَا
- - قد يهمّك أن تقرأ أيضاً:
- - شعر الهجاء تعريفه وأنواعه وأمثلة عليه
- - مثال على شعر الهجاء
- - مثال على روائع الهجاء في الشعر العربي "شعر النقائض"
- - جرير شاعر الهجاء والرثاء
- https://al-maktaba.org/book/10548/564
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب