
- إن خطأ القيادات أمر لا يغتفر ، سواء كان ذلك على مستوى الجزيئات أو الخلايا أو البشر !
- وطبيعي أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يدرك عن عقل رزین ، معنی الصواب والخطأ ، أو الخير والشر ، فيحاول أن يسلك الطريق الأول ، طريق الخير والصواب ، ويتجنب - قدر الإمكان - طريق الشر والخطأ ..
-
- خطأ الفرد وخطأ القائد :
-
خطأ الفرد ينعکس عليه وحده ، لكن خطأ القائد أو الحاكم في شؤون الناس ، قد يوردهم موارد الهلاك ، وربما يؤثر هذا الخطأ على الجماعات لسنوات طوال ، وهذا ما نعرفه ونعانيه ونكابده في حياتنا المنظورة ، فصلاح الحاكم أو فساده ، لمن الدعامات القوية التي تؤثر على من حوله .. - إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر..
- دعونا من كل هذا ، فأمره معروف ، ولنقدم هنا صورة رائعة من عالم غير منظور ..
-
- في عالم الخلية :
-
عالم الخلية بما حوت من قيادات مثيرة ، وجماهير جزيئية غفيرة ، لنرى كيف أن هذه العوالم الصغيرة قد تخطىء في حالات نادرة ، فتنعکس أخطاؤها على ما حولها ، فيكون المرض الذي لا مفر منه ولا مهرب ! -
- المرض قديمآ :
-
من قديم الزمان ، عرف الإنسان بعض الأمراض التي لا تنفع معها حكمة الحكماء ، ولا طب الأطباء ، وقالوا عنها أنها قدر مکتوب ، أو هي من فعل قوی أسطورية لا قبل لأحد بالتصدي لها ، أو الاعتراض عليها ؟ - فمن حيث أن هذا النوع من الأمراض مکتوب ، فذلك فكر مقبول ، وما عداه فأمر مرفوض ..
- _ هذا القدر مسطر في الخلية ، رغم أن الأسباب قد تأتيها من داخلها أو من خارجها ، فتؤثر على ما كتب في « لوحها المحفوظ » ،و نعني نواتها ، إذ هي بمثابة القيادة المشرعة لكل أمر ، والمعبرة عن كل حكم
- من الأحكام التي تنظم بها حياتها ، وحياة جماهيرها الجزيئية !
-
- معظم الأمراض هي أخطاء في الخلية :
-
هناك مثلاً أمراض وراثية معروفة ، لكن المرض عموماً ناشیء من خطأ ، وقد يكون هذا الخطأ عضوياً أو فسيولوجياً او كيميائياً أو نفسياً أو ما شابه ذلك ، ومن الممكن إصلاح معظم هذه الأخطاء بالعلاج والجراحة والدواء ، لكن الأمر يختلف في خطأ القيادة الجزيئية في نواة الخلية ... - فخطأ حرف واحد في الشفرة الوراثية یعنی حدا فاصلاً بين الموت والحياة ..
-
- عدد حروف ورموز الشيفرات الوراثية :
-
من المعروف أن عدد حروف أو رموز الشفرة التي توجد في كل خلية من خلايا الإنسان ، تقع في حدود ثانية آلاف مليون شفرة !! .. - ثم أن هذه الشفرات مسجلة على أشرطة كيميائية دقيقة ..
- الشريط الواحد قد يحمل عشرات ومئات الملايين من الشفرات المتراصة في نظام فريد ..
-
- نتائج حدوث خطأ وحيد في الشفرة :
-
إن الغالبية العظمى من الناس تأتي إلى الحياة بدون أمراض وراثية ، إلا أن هناك نسبة ضئيلة تأتي بخطأ وحيد أو عدة أخطاء في تنظيم الشفرة ، فينعكس ذلك على مرض له ظواهر معروفة ، ولکي ندرك ماذا يعني هذا الخطأ في « کتاب » الخلية المكتوب ، كان لزاماً علينا أن نقدم مثلاً ومثلاً ليتبين لنا كم هي مثيرة وعظيمة تلك الشرائع والسنن الوراثية التي تسيطر على دفة الحياة في الكائنات ... - ثم هي توضح لنا بجلاء أننا كمن يفحص مجلدات ضخمة بحثاً عن خطأ أو أخطاء ، ربما تكون قد ظهرت في كتاب الكون المفتوح !
-
- الأمراض الوراثية الغريبة :
-
علينا الآن أن نختار واحداً من أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً في القارة الأفريقية عامة ، وفي بعض الدول العربية خاصة ( ليبيا وأجزاء من الجزائر والسودان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ) ، ومن أجل هذا كانت أهميته في هذه الدراسة ... -
- ما هو هذا المرض ؟ وماذا يصيب ؟
-
المرض الوراثي الذي نحن بصدده ، يصيب كرات الدم الحمراء ، او بالتحديد يصيب فيها الجزيئات البروتينية العملاقة التي نعرفها باسم الهيموجلوبين ، وهي التي تعطي للدم لونه الأحمر المميز .. - - انتشاره وأسبابه :
- صحيح هذا المرض الدموي كان ينتشر بين السود في القارة الأفريقية منذ آلاف السنين ، ثم انتقل إلى الدول المجاورة نتيجة للهجرة واختلاط الأنساب ، وانتقل إلى أمريكا الشمالية مع تجارة الرقيق ، إلا أن أسبابه لم تكن معروفة تماماً ، كل ما كان معروفاً أن نسبة لا بأس بها من الأطفال والبالغين ( من كلا الجنسين ) كانت تموت به في سن مبكرة ، بعد أن تمر بأزمة مرضية قد تستمر عدة أيام ..
- - أعراض المرض :
- يكابد الإنسان
- 1_الحمى .
- 2_ آلاماً غير محتملة في العظام والبطن والمفاصل ، وقد يلفظ في النهاية أنفاسه .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.