مثال على مظاهر الحضارة العربية الإسلامية في العصر العباسي

مثال على مظاهر الحضارة العربية الإسلامية في العصر العباسي

  • العصر العباسي هو العصر الذهبي للخلافة العربية الإسلامية ، وصلت فيه الحضارة العربية الإسلامية إلى أوج اكتمالها ونضجها، وشمل التقدم الحضاري مجالات الحياة المختلفة ، وميادين العلوم كافة سواء أكانت دينية أو دنيوية .
  • المظهر السياسي والإداري :

  • ويشتمل هذا المظهر على جوانب عدة منها :

  • - الخلافة :

  • حكمت الخلافة العباسية بسياسة ممزوجة بالدين والملك. وكان الحكم العباسي وراثياً ، حيث استمر نظام ولاية العهد لحصر الخلافة بالبيت العباسي. وكان الخلفاء العباسيون يعيّنون أكثر من شخص لولاية العهد. ويلجأ الخليفة في أحيان كثيرة إلى عزل ولي العهد وتعيين ابنه مكانه، مما سبب صراعات كبيرة بين أفراد الأسرة الحاكمة.
  • اختار الخلفاء العباسيون في الدور الأول من عصر الخلافة العباسية أعوانهم من الفرس وسلموهم منصب الوزارة ، ولكن رغم ذلك استطاع خلفاء هذا الدور حفظ التوازن السياسي وإبقاء الخلافة هي المنصب الأول في الدولة. أما في الدور الثاني فقد تغيّر الأمر نتيجة ضعف الخلفاء وانصرافهم إلى أمورهم الشخصية وعدم حفاظهم على سلطتهم السياسية والعسكرية فسيطرت العناصر الإسلامية غير العربية على مقدّرات الدولة.
  • - الوزارة :

  •  نشأت الوزارة للمرة الأولى في العصر العباسي ، وتأتي مرتبة الوزير بعد مرتبة الخليفة مباشرة ، وانقسمت إلى نوعين :
  • وزارة التفويض : حيث كان الوزير يساعد الخليفة في أعماله ، وينوب عنه في حكم البلاد ، ويجمع في يديه السلطتين العسكرية والدينية.
  • وزارة التنفيذ : ويقوم فيها الوزير بتنفيذ المهمات الموكلة إليه من الخليفة.
  • - الولاة :

  • كان نظام الحكم في العصر العباسي الأول مركزياً ، حيث يتبع الولاة للحكومة المركزية مباشرة، لذلك كانت صلاحياتهم محدودة فاقتصرت على الصلاة وقيادة الجند. ولّى الخلفاء العباسيون الولايات البعيدة لأفراد البيت العباسي أو للقادة الكبار، وكان الولاة من العرب في العصر العباسي الأول ، ثم ازداد عدد الفرس والترك في العصر العباسي الثاني.
  • - الدواوين :

  • وهي عبارة عن دوائر تنظّم  عمل الدولة ، وانقسمت إلى دواوين مركزية حيث كان لكل ولاية ديوان ببغداد ، ودواوين في الولايات تنظّم شؤونها. وأهم الدواوين : ديوان الخراج ، ديوان الموالي والغلمان ، ديوان الأختام ، ديوان الجهبذة الذي كانت مهمته النظر في مصالح غير المسلمين ، ديوان المظالم  وكان يجلس الخليفة يستمع فيه لشكاوى العامة والخاصة، ديوان البريد، وديوان الزمام الذي أنشأه الخليفة المهدي لجمع ضرائب العراق وتقديم حسابات الضرائب في البلدان الأخرى.
  • - القضاء :

  • ويهتم بالفصل في الخصومات وينبع دستوره في الإسلام من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع والقياس إضافة إلى الاجتهاد. وكانت شروط من يتقلّد منصب القضاء : الذكورية ، البلوغ ، العقل، الحرية ، الإسلام ، العدالة ، سلامة السمع والبصر ، العلم بأحكام الشريعة. ويتم تعيين القاضي من الخليفة مباشرة.
  • المظهر الاجتماعي :

  • ويشتمل على عناصر السكان وطبقات المجتمع والمناسبات والأعياد.
  • - عناصر السكان :

  • حيث تألف المجتمع من : العرب الذين احتفظوا بعاداتهم القبلية وتعصبهم لبني جنسهم ، والترك : الذين مالوا إلى الجندية والفروسية ، والفرس : الذين كانت لديهم مقدرة فائقة على تنظيم الحكم واهتموا بالعلوم والفلسفة ، إضافة إلى الروم الذين كانوا يُجلبون كأسرى من أراضي الدولة البيزنطية.
  • - الطبقات الاجتماعية :

  • انقسم المجتمع إلى طبقتين هما : طبقة الخاصة وتألفت من الخليفة والأمراء والوزراء وكبار القادة والإقطاع...الخ. وعاشت هذه الطبقة حياة مترفة فاعتمت ببناء القصور وإقامة الحفلات التي جمعت الموسيقيين والمغنين والشعراء والأدباء ، وطبقة العامة وتألفت من الصناع والتجار والمزارعين.
  • - الأعياد :

  • أهم الأعياد التي احتفل بها العباسيون : عيد الفطر ، عيد الأضحى ، عيد النيروز.
  • المظهر الاقتصادي : 

  • سادت حالة من الرخاء الاقتصادي في العصر العباسي ، وبخاصة في الدور الأول ، حيث اهتم الخلفاء العباسيون بشؤون البلاد الاقتصادية وتنمية مواردها في مجالات :
  • - الزراعة :

  • اهتم العباسيون بالزراعة ، فحفروا الترع وبنوا الجسور والقناطر ، وأصبحت الأراضي الواقعة على نهر دجلة والفرات من أكثر الأراضي خصوبة ، وكانت الدولة تشرف على إدارتها مباشرة. وانتشر نظام إقطاع الأراضي للمتنفذين من قادة وأمراء لما قدموه من خدمات للدولة.
  • - الصناعة :

  • ومن أهم الصناعات كانت : صناعة استخراج المعادن وأشباه المعادن ، صناعة الزجاج ، الصناعة النسيجية ، الصناعات المعدنية.
  • - التجارة :

  • من العوامل التي ساعدت في تطور التجارة : انتشار الأمن ، توافر الأسواق، إنشاء طرق للتجارة وسهولة الانتقال لعدم وجود حواجز حركية بين ولاية وأخرى. وكانت أنطاكية من أهم المراكز التجارية بين الشرق والغرب إضافة إلى موانئ البحر الأحمر حيث كانت من خلالها تُنقل البضائع من الشرق إلى الغرب ومن أقطار الشرق الإسلامي إلى أوروبا.
  • المظهر الفكري :

  • وتجلى التقدم الفكري في مجالات العلوم المختلفة وهي : العلوم الدينية ( تفسير القرآن الكريم ، الحديث، البحث في أمور العقيدة الإسلامية)، علوم اللغة العربية ( النحو والأدب) ومن أشهر العلماء (الخليل بن أحمد صاحب معجم العين ، سيبويه، الأصمعي..)، ومن أشهر الكتّاب في مجال النثر (الجاحظ ، ابن المقفع) ، العلوم التجريبية مثل الفلسفة والطب وعلم الفلك وعلم الرياضيات والتاريخ والجغرافيا.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.