- بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [ الحجرات : 10] .
- أكثر من فهم معنى الأخوة بمعناها الصحيح هم صحابة رسول الله ﷺ ، وقد طبقوها فعاشوا حياة سعيدة ملؤها الحب والطمانينة ، والأخوة الصحيحة تهذب طباع المرء ، وتحكم سلوكه ، فهم أكثر تفاهماً بعضهم مع بعض من أشقائهم وأقربائهم ، وأكثر صدقاً ، ويرون المهنة الملقاة على عاتقهم واحدة ، فهم أبناء عقيدة واحدة ، والعقيدة منهج حياة ، وجاء قول رسول الله ﷺ : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » .
- فالمسلم الصادق لا يريد لنفسه شيئاً إلا ويحبه لأخيه ، ومن ذلك نشأ المجتمع المسلم المتراض بعضه إلى بعض ..
-
متانة رابطة أخوة العقيدة في مفهوم الإخوة في نظر الإسلام
-
تزيد رابطة النسب في الإسلام رابطة أخوة العقيدة متانة وحبكاً ، يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنْكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[ الأنفال : 75 ] . - ولا شـيء سـوى رابطة النسب تزيد في أخوة العقيدة ، أما إذا اتفقت صلة الرحم واختلفت العقيدة فلا وزن للقرابة أبداً ، وإنما يعيش الذين لا يدينون بالإسلام خارج نطاق دائرة العقيدة بعيدين عن أقربائهم المسلمين .
-
أحداث من التاريخ الإسلامي تشرح قوة رابطة الإخوة في مفهوم الإخوة في نظر الإسلام
-
هناك أحداث في التاريخ يأتي فيها التطبيق العملي للأخوة التي جاء بها الإسلام ، وكما فهمها أصحاب رسول الله ﷺ -
- الحدث الأول
- بعد أن هاجر رسول الله ﷺ ، إلى المدينة آخى بين المسلمين والأنصار ، جميعاً ليكونوا كتلة واحدة ، ولم يؤاخ بين المهاجرين والأنصار في سبيل المساعدة المادية كما يتصور بعضهم .
-
- الحدث الثاني
- لقد آخى رسول الله ﷺ
- 1 - بينه وبين ابن عمه علي بن أبي طالب وكلاهما مهاجر .
- 2 - آخى بين عمه الحمزة بن عبد المطلب وبين مولاه زيد بن حارثة وكلاهما مهاجر .
- 3 - آخى بين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود الهذلي وكلاهما مهاجر .
- 4 - آخى بين بلال بن رباح وعبد الله الخثعمي وكلاهما مهاجر .
- 5 - آخى بين جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل ، وجعفر غائب في الحبشة .
-
مساندة المسلم أخاه وقت الشدة في مفهوم الإخوة في نظر الإسلام
-
هذه الأخوة تتجلى في التطبيق عندما يبدأ القتال ، وكيف يجود الإنسان المسلم بنفسه لينقذ أخاه في العقيدة ، وكيف يضحي بأبيه وأخيه وأقربائه جميعاً ليحمي عقيدته ، وكيف يقف بجانب إخوانه في العقيدة ضد أهله وعشيرته ما داموا يخالفونه في العقيدة . وكانت معركة بدر الكبرى أولى هذه المعارك التي دارت بين المسلمين من مهاجرين وأنصار ، وبين قريش التي يضم جيشها أقرباء المهاجرين من آباء ، وأبناء ، وأبناء عم ، وعشيرة ، وما إلى ذلك من أواصر الدم ، والنسب ، والقربى ، وكل ما في الدنيا من روابط باستثناء رابطة العقيدة ، وهي أعظم روابط الدم والنسب ، وقد انهارت وتحطمت أمام أخوة العقيدة التي لا توازيها ، وذلك لأنها ناتجة عن معتقد في القلب بينما تقوم الوشائج الأخرى على العاطفة أو المصلحة. -
أفعال اليهود لتحطيم مبدأ الإخوة في مفهوم الإخوة في الإسلام :
-
أراد اليهود أن يحطموا المؤاخاة التي تمت بين المسلمين بإثارة العصبية وإيقاع الفتنة ، وإليكم القصة : - مر أحد اليهود وهو ( شاس بن قيس ) على جماعة من المسلمين من الأوس والخزرج ، وقد راقت لهم الحياة ، بعد أن أزال الإسلام عنهم روح الجاهلية ، فساء هذا اليهود ، فدعا ( شاس بن قيس ) أحد شباب اليهود وطلب منه أن يجلس مع هؤلاء النفر من الأنصار ، ويذكر أمامهم يوم ( بعاث ) ، وما قبله من أيام اختلف فيها الأوس والخزرج ، وينشد ما قيل من أشعار في تلك الأيام الجاهلية لإثارة الفتنة ففعل ، وقد كادت تقع ، ووصل الخبر إلى رسول الله ﷺ ، فأسرع إليهم ، فوقف فيهم خطيباً ، وقال : « يا معشر الأنصار ، الله ... الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع عنكم به أمر الجاهلية ، واستنقذكم من الكفر ، وألف بين قلوبكم » .
- فما أن سمع الأنصار قول رسولهم حتى تابوا إلى رشدهم ، وانقلبوا بنعمة الله إخواناً .
-
خاتمة المقال
- هذا ما فهمه المسلمون الأوائل من صحابة رسول الله ، والتابعين ، والسلف الصالح جميعهم من معنى الأخوة في العقيدة فطبقوها ، وتمكنوا بعد ذلك من تكوين المجتمع المتراص البنيان الذي يستطيع أن يؤدي مهمته في الحياة ، وقد قدموا ـ رضوان الله عليهـم - الدور العظيم في إعمار الأرض ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب