- يعني الهجاء سلب المهجو فضائله وتشويه صفاته الحميدة بسبب خصومة فردية أو قبلية ، وكان الهجاء في الشعر العربي غاليا ً ما ينصب على الخصوم من الرجال ن ونادرا ً ما نجد الهجاء يتعرض للنساء ، ولكن في العصر الأموي وجدنا شعراء النقائض وعلى رأسهم جرير والفرزدق يتجهون بهجائهم نحو المرأة للحط من قدر ولاتها وهذا ما يشين رجولة الشاعر .
- وسنتعرف في هذا المقال على دوافع هجاء المرأة في العصر الأموي ، وهجاء المرأة في شعر جرير والفرزدق.
-
- دوافع هجاء المرأة في العصر الأموي :
-
ومن أهمها : - - الابتعاد عن روح الإسلام : فقد اضطربت الأحوال في العصر الأموي ، وانشغل الناس بفوضى الفتن الناجمة عن تناحر الفرق والأحزاب والجماعات التي أدت إلى تمزيق وحدة المسلمين .
- - التشوق إلى عنصر الإثارة والتجديد في الهجاء.
- - محاولة النيل مما يقدسه العرب المسلمون ، والمرأة عند العرب تمثل قيمة عليا من قيمهم ، فالتضحية في سبيلها يعد شرفا ً ومجدا ً .
- - وهجاء المرأة في شعر الفرزدق وجرير كان ضربا ً من ضروب التجديد في الشعر بغية تحقيق ظفر أحدهما على الآخر ونيل الحظوة عند الجمهور.
-
- هجاء المرأة في شعر جرير والفرزدق :
-
- الهجاء بالمرأة الأم :
- يقول الفرزدق في هجاء أم جرير :
- - جاؤوا بحقة مفرمين عجانها
- -يحدوا الأتان بها أجيرٌ مرحلُ
- - وقفت لتر جُزني فقلت لها ابركي
- - يا حقُّ أنت ما جمعت الأسفلُ
- - لقيت أخا نعظ لها متبذلاً
- - وأخو المفاضحة الذي يتبذّلُ
- - وتركتُ أمك يا جرير كأنها
- - للناس باركة طريق مُعملُ
- ويرد جرير على الفرزدق هاجياً أمه :
- - قعدت قُفيرة بالفرزدق بعدما
- - جهدَ الفرزدق جهده لا يأتلي
- - ألهى أباك عن المكارم والعلى
- - ليُّ الكتائف وارتفاع المرجل
- فهين النصين يكشفان لنا صورة متخاصمين في حلبة الهجاء التي جمعت بينهما من دون عداء سابق ، بل الغاية كما ذكرنا سابقاً نيل الحظوة عند الجمهور.
-
- الهجاء بالمرأة الأخت :
- ألح جرير هلى هجاء الفرزدق بأخته جغثن ونعتها بأقبح النعوت مع علمه بصلاح هذه المرأة وعفتها :
- - وأفاك غدوك بالزّبير على منىً
- - ومجرُّ جغثنكم بذات الحرمل
- - بات الفرزدق يستجير لنفسه
- وعجان جغثن كالطريق المُعمل
- - أين الذي عددت ألا يدركوا
- - بمجرّ جغثن يابن ذات الدُّمّل
- - أسلمت جغثن إذ يجرّ برجلها
- -والمنقريّ يدوسها بالمنشل.
- - الهجاء بالمرأة الزوجة :
- يقول جرير هاجياً الفرزدق بزوجته ( النوار) طاعناً بعفتها واستقامتها :
- - فباتت نوار القين رخواً حقابها
- - تنازع ساقي ساقها حلق الحجل
- - تقبّح ريح القين لما تناولت
- - مقد هجان إذ تساوفه فحل
- - هجاء القبيلة بنسائها : لم يكتف الشاعران بهجاء الأم والأخت والزوجة ، بل عمّ شر هجائهما نساء القبيلة جميعهن ، ويقول جرير هاجيا ً الفرزدق بنساء مجاشع :
- - إذا أسفرت يوماً نساء مجاشع
- - بدت سوءة مما تجنّ البراقعُ
- - مناخر شانتها القيون كأنها
- - أنوف خنازير السواد القوابعُ
- - مباشيم عن غبّ الخزير كأنما
- - تصوّت في أعفاجهن الضفادعُ
- ويرد الفرزدق هاجياً حرائر كليب :
- - وتمسي نسوة لبني كليب
- - بأفواه الأزقة مقعيات
- - زوايا سكّة نبتت حديثاً
- - بأخبث نبتة شرّ النبات
- - بأحراج خبيثات الملاقي
- - شمطن وهن غير مختّنات
- - كبرن وهنّ أزنى من قرود
- - وأنجس من نساء مشركات.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.