- مثال على أجمل الأشعار عن الأرق
- - يعد الشعر العربي مساحة واسعة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس حيث شمل العديد من المواضيع وتحدث عنها بكلمات رقيقة ومبهرة، نقدم لك في هذا المقال عزيزي القارئ أجمل أشعار عن الأرق.
- - مثال على أجمل الأشعار عن الأرق:
-
- قصيدة أرق على أرق:
-
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ - وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
- جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
- ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
- جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
- نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
- وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
- فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
- وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
- أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
- نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
- أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
- مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
- حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
- خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
- وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
- وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
- وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
- حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
- أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
- فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
- كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
- مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
- وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
- مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
- وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
- لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
- مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
- وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
- أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
- لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
- لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
- أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
- يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
- أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
- أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
- وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
- كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
- ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ
-
- قصيدة صب يراه بعدهم طول الأرق:
-
صبّ براه بعدهم طول الأرق - وأصلع تحنى على فرط الحرق
- وأدمعُ لو لم أكفّ غربها
- لكنت منها مشرفا على الفرق
- بانوا فصحت بعدهم واكبدي ال
- حرى وبا قلبي العنى بالفلق
- قد كان ما ألقاه فيهم واضحاً
- فاليوم جلّ ما أعاتبه ودق
- فما الذي أخافُ بعد بعدهم
- من الفراق كان يعروني الفرق
- ما ضرّهم لو رحموا متيّماً
- لم يبق من جثمانه سوى رمق
- وما على حاديهم لما انبرى
- يجدّ في سوق المطيّ لو رفق
- وابأبي ظبء يروق شخصه
- عيني وروحي لفظه إذا نطق
- كأنما في قسمات وجهه
- بين مسائين من الشعر فلق
- صاحب ديوان الغرام خالهُ
- له على الناس بقايا وعلق
- خط عذاريه كلامي كاتبٍ
- خفّت بقايا نفسه حين مشق
- ريم له قلوبنا مراتع
- غصن له ملابس الحسن ورق
- ذو هيفٍ كيف أطاق خصرهُ
- حمل الذي رصّع فيه من حدق
- أسهرني ونام ملء جفنه
- موسّداً من الفؤاد ما خفق
- قد فتحت لي فيه ابواب العنا
- فأيّها شاء الغرام بي طرق
- ألّف ما بين اللهب والحشا
- فليتهُ بين الجفون ما فرق
- مذ سلّمت خزائنُ الحسن لهُ
- فكّ جميع ما عليها من غلق
- وحازها فلم يجد أحسن من
- صفات بهرام فخان وسرق
- الأمجد الملك الذي إحسانه
- للخق وخلق وسواه مختلق
- اللابس المجد جديداً والورى
- عليهم منه الفتيق والخلق
- مسني العطيا والزمان باخل
- مردى الأعادي والمنيات خرق
- حمّ السحاب خجلا من جودهِ
- فرعدهُ الرعدةُ والسيل العرق
- جرى به الفضل إلى نهاية
- سابق فيها العالمين فسبَق
- كالغيث في أيّ مكانٍ حلّه
- يرجى ويخشى منه ريّ وغرَق
- ساحرة الفاظه لكنما
- معجزة إبطال سحر غيرحق
- لو صافح الصخر الأصمّ كفّهُ
- لا تنبحس الصخر بماء ودفق
- لو أن أملاك السماء كلّفوا
- إحصاء ما تبذل كفاه تشق
- يكاد أن يدرك من ذكائه
- ما في الضمير واللسان ما نطق
- من درّةٍ مكنونة صوّرهُ
- خالقهُ والناس بعد من علق
- ما شرف الدهر بشيءٍ غيره
- ولا أضاء نورهُ ولا اتسق
- ولا حلا بعين رائيه ولا
- صفا النسيمُ فيه للناس ورَق
- وإنما إحسانهُ وجودهُ
- يأتي بها متابعا على نسَق
- يا ساقي الفضل ولولاه ذوى
- وعاقل الجود ولولاه أبق
- دونكها قصيدة قد حبّرت
- بخاطرٍ من الكلال في غسق
- يا ملكا لولا نواك كفّه
- لم يبق في الدنيا كريم يرتزق
- رام أناس زلّني في جلّق
- حقّا وحمل الذلّ عب لم يطق
- فقلت والرحمان لا صحبتكم
- من بعدها ولا نظرت ذي الخلق
- لأستظلن بظلّ من لهُ
- صفاء ودّ محصنه لم يمتذق
- الأمجد الذي له محامد
- تتلى على مرّ الزمان في الفرق
- وألزمَنّ العروةَ الوثقى به
- واستجِنّ من زماني إن رشَق
- وسرت أطري سسبا ومجهلاً
- مشتبهَ الأعلام لمّاعَ الخفَق
- أنضيتُ أفراسي وأجهدت بها
- روحي وعبدي عند مساريَ أبق
- فاكبِت بإحسانكَ أعديَ فلا
- صحّ الذي ظنّوه بي ولا صدَق
- يا مدحتي فذي أمانا لك من
- يا طيف يا اكرم ضيف قد طرق
- واعتذري إلى مجدٍ فاضلٍ
- رهن القوافي في يديه قد غلَق
-
- قصيدة نفى عن عينك:
-
نَفَى عَن عَينِكَ الأَرَقُ الهُجُوعَا - وَهَمٌّ يَمتَرِي مِنها الدُّمُوعَا
- دَخِيلٌ في الفَؤَادِ يَهِيجُ سُقماً
- وَحُزناً كانَ من جَذَلٍ مَنُوعَاً
- وَتَوكَافُ الدُّمُوعِ على اكتِئَابٍ
- أَحَلَّ الدَّهرُ مَوُجِعَهُ الضُّلُوعَا
- يُرَقرِقُ أسجُمَاً دِرَرَاً وَسكبَاً
- يُشَبَِّهُ سَحُّها غَربَاً هَمُوعَا
- لِفُقدَانِ الخَضَاوِمِ مِن قُرَيشٍ
- وَخَيرِ الشَّافِعِينَ مَعَاً شَفِيعَا
- لَدَى الرَحمَنِ يَصدَعُ بالمَثَانِي
- وكَانَ له أَبُو حَسَنٍ مُطِيعَاً
- حَطُوطَاً في مَسَرَّتِهِ وَمَولَىً
- الى مَرضَاةِ خَالِقِهِ سَرِيعَا
- وأصفَاهُ النَّبِيُّ على اختِيَارٍ
- بِمَا أعيَى الرُّفُوضَ له المُذِيعَا
- وَيَومَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ
- أبَانَ لهُ الوِلاَيَةَ لو أُطِيعَا
- ولكِنَّ الرِّجالَ تَبَايَعُوهَا
- فَلَم أرَ مِثلَهَا خَطَرَاً مَبِيعَا
- فَلَم أبلُغ بِهِم لَعنَاً وَلَكِن
- أسَاءَ بِذَاكَ أوَّلهُم صَنِيعَا
- فَصَارَ بِذَاكَ أَقرَبُهُم لِعَدلٍ
- إلى جَورٍ وأحفَظُهُم مُضِيعَا
- أضَاعُوا أمرَ قَائِدِهم فَضَلُّوا
- وأقوَمِهِم لَدَى الحَدَثَانِ رِيعَا
- فَقُل لِبَنِي أُمَيَّةَ حَيثُ حَلُّوا
- وإن خِفتَ المُهَنَّدَ والقطِيعَا
- ألاَ اُفٍ لِدَهرٍ كُنتُ فِيهِ
- هِدَانَاً طَائِعاً لَكُمُ مُطِيعَا
- أجَاعَ اللهُ مَن أشبَعتُمُوهُ
- وأشبَعَ مَن بِجَورِكُمُ أُجِيعَا
- وَيَلعَنُ فَذَّ أُمَّتِهِ جِهَارَاً
- إِذَا سَاسَ البَرِيَّةَ والخَلِيعَا
- بِمَرضِيِّ السِّيَاسَةِ هَاشِمِيٍّ
- يَكُونُ حَيَاً لأُمَّتِهِ رَبِيعَا
- وَليثاً فِي المَشَاهِدِ غَيرَ نِكسٍ
- لِتَقوِيمِ البَرِيَّةِ مُستَطِيعَا
-
- قصيدة زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق:
-
زارتْ ونجْمُ الدُجَى يشْكو منَ الأرَقِ - والزّهْرُ سابِحَةٌ في لُجّةِ الأفُقِ
- واللّيلُ منْ روْعةِ الإصْباحِ في دهَشٍ
- قدْ شابَ مفرِقُهُ منْ شِدّةِ الفَرَقِ
- وأوْشَكَتْ أنْ تضِلَّ القَصْدَ زائِرَةٌ
- لوْلا أتَتْني في باقٍ منَ الرّمَقِ
- قالتْ تَناسَيْتَ عهْدَ الحُبِّ قُلْتُ لَها
- لا والذي خلَقَ الإنسانَ منْ علَقِ
- ما كان قطُّ تَناسِي العهْدِ من شِيَمي
- ولا السُّلُوُّ عنِ الأحْبابِ منْ خُلُقي
- ولا ترحّلْتُ عنْ مَغْناكِ منْ ملَلٍ
- قد يُتْرَكُ الماءُ يوْماً خِيفَةَ الشّرقِ
- كمْ ليلةٍ بتُّها والطّيْفُ يشهدُ لي
- لمْ تطْعَمِ النّوْمَ أجْفاني ولمْ تذُقِ
- أشكو الى النّجْمِ وهْناً ما أُكابِدُهُ
- حتّى شَكا النّجْمُ منْ وجْدي ومِنْ قَلَقي
- يا لائِميَّ أفِيقا منْ ملامِكُما
- فإنّني مذْ سُقِيتُ الحُبَّ لمْ أفِقِ
- هلْ تذْكُرانِ لَيالِينا وقد نفَحَتْ
- ريحُ الصَّبا في رِياضِ للصَّبا عَبِقِ
- وإذْ نَعِمْنا برَغْمِ الدّهْرِ فيهِ وقدْ
- عضّ الأنامِلَ منْ غيْظٍ ومِنْ حنَقِ
- بكُلِّ ساحِرَةِ الألْبابِ آيَتُها
- أنْ تُطْلِعَ الشّمْسَ في جُنْحٍ منَ الغسَقِ
- تُنازِعُ الغُصْنَ لدْناً في تأوّدِهِ
- وتخْصِمُ الرّيمَ في الألحاظِ والعُنُقِ
- والرّوضُ يجْلو عِذارِيَهْ وقدْ لبِسَتْ
- عَقائِلُ الوُرْقِ دِيباجاً منَ الوَرَقِ
- كأنّما الغُصْنُ فيه شارِبٌ ثمِلٌ
- بكأسِ مُصْطَبِحٍ في الأُنْسِ مغْتَبِقِ
- فكلّما ارْتاحَ هزّ العِطْفَ منْ طرَبٍ
- وزادَ زَهْواً بمَنْثورٍ منَ الوَرَقِ
- كأنّما الدّوْحُ والأغصانُ جائِلَةٌ
- قد جادَها كلُّ جهْمِ الغيْثِ مُندَفِقِ
- كأنّما الطّلُّ إذ طُلَّ الشّقيقُ به
- خدٌّ بصَفْحَتِهِ رشْحٌ منَ العَرَقِ
- همّتْ ثُغورُ الأقاحي أنْ تُقَبّلهُ
- فلِلْبَنفْسَجِ وجْهُ الواجِمِ الحَنِقِ
- كأنّ أوْراقَهُ والرّيحُ تعطِفُها
- سَواعِدٌ رفَعَتْ خُضراً منَ الورَقِ
- كأنّما الآسُ آذانُ الجِيادِ وقدْ
- شعَرْنَ بالرّوْعِ في قَفْرٍ منَ الطُرُقِ
- كأنّما النّهْرُ في أثْنائِهِ أفُقٌ
- والوَرْدُ في الشّطِّ منْهُ حُمرةُ الشّفَقِ
- أو سيْفُ يوسُفَ يوْم الرّوْع سالَ بهِ
- نَجيعُ أعْدائهِ المحمرُّ في الزُّرَقِ
- إمامُ عدْلٍ يُحبُّ اللهُ سيرَتَهُ
- عفُّ العُيونِ كريمُ الخَلْقِ والخُلُقِ
- أقامَ للدّينِ قِسْطاساً فأمّنَهُ
- ما سامَهُ الجَوْرُ منْ بخْسٍ ومنْ رهَقِ
- وعمّ بالرِّفْقِ هذا القُطْرَ فابْتَدَرَتْ
- تنْمي مآثِرَهُ جوّابَة الأفُقِ
- أقولُ للرّاكبِ المُزْجي مطِيّتَهُ
- يحُثّها السّيْرَ بيْنَ النّصِ والعنَقِ
- يا زاجرَ العيسِ أنْضاءً مُضَمّرَةً
- كأنّها أسْهمٌ يمرُقْنَ عنْ فوَقِ
- أهِلّةٌ ما لَها عهْدٌ بمنزِلَةٍ
- منْ كلِّ منْخَسِفِ الجثْمانِ منْمَحِقِ
- أرِحْ رِكابَك قد أوْرَدْتَ في نهَلٍ
- وقدْ ظفِرْتَ بحبْلِ اللهِ فاعْتلِقِ
- حلَلْتَ بالمنزِلِ المَحْبُوِّ نائِلُهُ
- ببابِ ملْكٍ لبابِ البِرِّ مُسْتَبِقِ
- نمَتْهُ أمْلاكَ صِدْقٍ بلْ ملائِكَةً
- منْ كلِّ مُحْتَزِمٍ بالحَزْمِ منْتَطِقِ
- آثارُهُمْ في سَماءِ المُلْكِ لائِحَةً
- تَهْدي وذِكْرُهُمُ مسْكٌ لمُنْتَشِقِ
- وحلّ منْ محتِدِ الأنصارِ منْتَسِباً
- في معْشَرِ صُبرٍ عنْدَ الوَغى صُدُقِ
- حِزْبُ النّبيّ الأُلَى إنْ روْعةٌ دهَمَتْ
- مِلْءَ الفَضا لمْ تهِنْ ذَرْعاً ولم تضِقِ
- يا قائِدَ الخيْلِ ترْدِي في أعنّتِها
- هَزْلَى الأباطِن والأنْساءِ والصُّفُقِ
- منْ كلِّ أحْمَرَ ورْديٍّ تُنازِعُهُ
- ظِباءُ وجْرَةَ في الألْوانِ والخِلَقِ
- وأشْهَبٍ في سَماءِ النّقْعِ مخْتَرِقٍ
- كأنّه قاذِفٌ يهْوي لمُسْتَرِقِ
- وأدْهَمِ اللوْنِ إنْ أبْداكَ غُرّتَهُ
- تخالُ زِنْجيّةً تفترُّ عن يَقَقِ
- كأنّه وهْوَ بالظَّلْماءِ مُشْتَمِلٌ
- خاضَتْ قَوائِمُهُ نهْراً منَ الفَلَقِ
- وأبْلَق شُغِفَتْ حُورُ العُيونِ بهِ
- كأنّما عطَفَتْها نسبَةُ الحدَقِ
- تُشارِكُ اللّيْلَ في إحْكامِ صنْعَتِه
- واليوْمَ واتّفَقا فيهِ علَى البَلَقِ
- أنتَ الذي خاصَمَتْ فيك السّيوفُ الى
- أنْ خلّصَ الحقُّ رهْنَ المُلْكِ منْ غلَقِ
- وأنتَ أمّنْتَ حقاً ثغْرَ أنْدَلُسٍ
- وقلْبُ ساكِنِها يرتجُّ منْ خفَقِ
- قد عاوَدَتْ دولَةُ الإسلامِ جِدّتَها
- والكُفْرُ مُشتَمِلٌ بالواهِنِ الخَلِقِ
- فأفْلِقِ البيضَ واهْزُزْ كلَّ غالِبَةٍ
- فالدّينُ في مَرَحٍ والكُفْرُ في وهَقِ
- حتى إذا الرّومُ رامَتْ فُرصَةً ونَزا
- يوماً مُنافِقُها الأشْقَى عنِ النّفَقِ
- فاهْزُز برُعْبِكَ قبلَ الجيْشِ ما جمَعوا
- واضْرِبْ بسَعْدِكَ قبل الصّارمِ الذَّلِقِ
- واسْتقْبلِ الفتْحَ والنّصْرَ الذي نطَقَتْ
- آثارُه بصَحيحٍ غيرِ مُخْتَلَقِ
- وإنْ شكَتْ مرْهَفاتُ البيضِ منْ ظمَأٍ
- فسقِّها عَلَلاً صِرْفاً منَ العَلَقِ
- وإنْ هُمُ جنَحوا للسِّلْمِ واعْتَلَقوا
- منْها بمُسْتَحْكَمِ الأسْبابِ والعُلَقِ
- اجْنَحْ لها بكتابِ اللهِ مُقْتدياً
- إذ ذاكَ واسْتَبْقِ فلاًّ منْ ظُباكَ بَقي
- واهْنأ بقابِلِ أعْيادٍ مَواسِمُها
- منْظومةً ككُعوبِ الرُّمْحِ في نسَقِ
- في ظلِّ ممْلَكة منْ دونِ ساحَتِها
- رِدْءٌ منَ اللهِ يحْمي حَوْزَها ويَقي
- موْلايَ دونَكَها عِقْداً فرائِدُهُ
- تُزْهى بمنتَظِمِ الإبْداعِ متّسقِ
- يوَدُّها الدوْحُ في أغْصانِهِ زهَراً
- غضّاً وتحْسِدُها دارينُ في العبَقِ
- تُزْري بطيبِ أواليها أواخرُها
- كذلِكَ السّبْقُ يبْدو آخِرَ الطّلقِ
- لو جِئْتُ في حلْبَةِ العُرْبِ التي سبقَتْ
- ما كُنْتُ في القوْمِ إلا حائِزَ السّبَقِ
- وإنْ تأخّرَ بي عنْ جيلِهمْ زمَني
- فربّما جاءَ معْنى الصّبْحِ في اللّحَقِ
- والعقْلُ كالبَحْرِ إن هالَتْكَ هيبتُهُ
- فالشّعْرُ يسْبُرُ منْهُ مُنْتَهى العُمُقِ
- فإنْ وفّيْتُ بمعنى المدْحِ فهْوَ جَنى
- روْضٍ بإنعامِكَ السّحَّ الغَمامُ سُقي
- وإنْ عجَزْتُ فعَنْ عُذْرٍ وثقتُ بهِ
- مَنْ رامَ عدَّ الحَصى والقَطْرَ لم يُطِقِ
- وإنْ وفَيْتُ ببَعْضِ القوْلِ رُبَّتَما
- يكْفي منَ العِقْدِ ما قدْ حفَّ بالعُنُقِ
-
- قصيدة صبحها الدمع ومساها الأرق:
-
صبَّحها الدمعُ ومسَّاها الأرقْ - هل بين هذين بقاءٌ للحَدَقْ
- لا متعةً بالظبى عَنَّ غاديا
- ولا خِداعا بالخيال إن طَرَقْ
- إن ضحِك البرقُ من الحَزْنِ رنا
- أو فاحت الريحُ من الغَور نشِقْ
- كم ذا على التعليل تحيا مهجةٌ
- بمُديتَىْ بينٍ وهجرٍ تُعتَرقْ
- ليت الذي عَذّبَ إذ لم يُعفِه
- من مسَّه بالضُّرِّ وانَى ورَفَقْ
- ميّالةَ الأعطافِ ما فاتكِ من
- غصونِ بانات الحمى إلا الورَقْ
- لو ثبتَ السهمُ الذي أرسلتِه
- في القلبِ وافقتُكِ لكن قد مرَقْ
- جمعتم السرَّاءَ والضرّاءَ لي
- فأنتمُ كالماءِ رَىٌّ وشَرَقْ
- كان اتفاقا ولَعى بِسربكم
- وشرُّ أحداثِ الليالي ما اتفقْ
- لم أدرِ أنّ من حُداة ظُعْنِكم
- أو سائقيهنّ غرابا قد نغقْ
- هبْ أنَّ طَرفى أسرتَه بينكم
- حبائلٌ فانظر عُيَيْناتِ الخَرِقْ
- وخُذْ لمن عَنَيْتُ منّى سِمةً
- لألأةَ البدر إذا البدرُ اتسقْ
- ولا تَعَرَّضَ لعلاجي إنما
- يَشفِى من الحبِّ الذي يَشفِى الوَلَقْ
- علَّ الغرامَ نازلٌ عن صهوتي
- إن لمِتَّى الدهماءُ شِيبت بالبَلَقْ
- يصنَعُ لونُ الشَّيبِ بالشباب ما
- يصنع بالجلدةِ توليعُ البَهَقْ
- قلتُ ظلامٌ طلعتْ أنجمُهُ
- فما اعتذارى إن بدا ضوءُ الفَلَقْ
- أليس بَردُ اليأسِ لو وَسعتُه
- أطفأَ من تسويف آمالى حُرَقْ
- مهلا فما دون الأمانى هَضبةٌ
- نزداد بالحِرص ارتفاعا وزَلَقْ
- لو جُلتَ حولَ الفلَك الدّوّار لم
- يزددْ نَقيرا فوق ما اللهُ رزَقْ
- عش بطفيفِ القوتِ سَدّ جَوعةً
- والقطرةِ الكدراء والثوبِ المِزَقْ
- وساوِ ربَّ التاج في سلطانهِ
- من يُعِتق الأطماعَ منهنّ عَتَقْ
- وعاشر الناسَ بلا تصنُّع
- لا جفوة الهَجرِ ولا زُور المَلَقَ
- وادعُ زعيمَ الرؤساء يستِجبْ
- أروعْ نهّاضٌ بما جلَّ ودقْ
- لا تطمع الأنفال أن تؤوده
- والدر في اللجة لا يخشى الغرق
- أضحت صروفُ الدهر في سطوتهِ
- ملزوزةً لزَّ البِطان بالحِلَقْ
- معتدل الشيمة حتى إبْلُه
- سِيرتُها بين الرسيم والعَنَقْ
- لا شَيبة الحلمِ كسته وَنيةً
- ولا شبابُ السنّ أعطاه النَزَقْ
- قُضِى له بالسبق في وِلاده
- والمهرُ بالعِتق يُرعى فيه السبَقْ
- رقىَ المعالى رتبةً فرتبةً
- كالعِقد يعلو نظمه على نسقْ
- يبسِم بِشرا مازجتْه هيبةٌ
- تطلُّعَ النَّصلِ من الغِمد الخَلَقْ
- لم تُمطر السحبُ ولكن خجِلتْ
- من جوده حتى نضحن بالعَرقْ
- وأينَ منها راحةٌ مَصيفُها
- مثلُ الشتاء يهمُر الماءَ الغدِقْ
- كالخمر للشارب كيف شاءها
- تصرَّفت مصطبَحا ومغتَبق
- ما زال يُفنى الحمدَ باَبيتاعه
- حتى غلا في كلّ سوقٍ ونفَقْ
- وكلّما أسرف في صِفاته
- مادحُه قالت معاليه صدَقْ
- شمائلٌ وبهجةٌ موموقةٌ
- والحسنُ بالأخلاقِ ثم بالخِلَقْ
- نصرا أبا القاسم قد تبرَّجَتْ
- أمُّ اللُّهَيْم حاملا بنتَ طَبَقْ
- في مثلها رأيُك أذكَى زَنَدهُ
- أو تنجلى عنها دُجُنّات الغَسَقْ
- سهلٌ على رأيك وهو ساحرٌ
- تقويمُ ما اعوجَّ ورتقُ ما انفتقْ
- قد أمكنتك فانتهزها فرصةٌ
- بالشكر والشكرُ لذيذُ لبمعتَنْق
- بنى جَهيرٍ أنتمُ دِرعى إذا
- رمىَ الزمانُ بدواهيه رشَقْ
- رميتُ من دون الأنام مِقودى
- إليكمُ طوعا وقطَّعتُ العُلَقْ
- فلا أكون بينكم عُطاردا
- لقربه من كُره الشمس احترقْ
- لا رعَت الأحداثُ في حِماكُمُ
- ولا رأت نجومُها ذاك الأفُقْ
- إن حزتم العلياء عن آخرها
- بسعيكم فهو دُوينَ المستحقّ
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.