- - يعد الشعر العربي مساحة واسعة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس حيث شمل العديد من المواضيع وتحدث عنها بكلمات رقيقة ومبهرة، نقدم لك في هذا المقال عزيزي القارئ أجمل أشعار عن الحمى.
- - مثال على أجمل الأشعار عن الحمى:
-
- قصيدة سلام على رمل الحمى:
-
سلام على رمل الحمى عدد الرمل - وحق لها التسليم من عاشق مثلي
- وقفت وقوف الغي بين طلوله
- بمنسكب سح ومنسجم وبل
- وما دمت حتى رامني الرِّئْم رمة
- وأذرف آماق الحمى الدمع من أجلي
- خليليَّ قد عذبتماني ملامة
- كأن لم يقف في دمنة أحدٌ قبلي
- ومما شجاني والعواذل وقف
- ولي أذن صمت هناك عن العذل
- ظباء سرتْ بالأبطحين عواطلاً
- وكنت أرها في الرعاث وفي الحجل
- تبدلن أسماء سوى ما عرفتها
- لهن فلا تدعى بسعدي ولا جمل
- تشابهن إحداقاً وطول سوالف
- وخص الغواني بالملاحة والدل
- ومكحولة الأجفان مخضوبة الشوا
- ولم ندر ما لون الخضاب من الكحل
- ذكرت بها من لست أنسى دنوها
- وإن بعدت والشيء يذكر بالمثل
- سقى الدمع مغنى الوابلية بالحمى
- سواجم تغني جانبيه عن الوبل
- ولا برحت عيني تنوب عن الحيا
- بدمع على تلك المناهل منهل
- مغاني الغواني والشبيبة والصبا
- ومأوى الموالي والعشيرة والأهل
- وما كان يخلو بارق الجو من هوى
- ولكنني أمسى بغير الهوى شغلي
- فراح بنابي ذكرهن وهاجني
- كما هاج ليث الغاب وغوغة الشبل
- وكم قد رحلت العيش في طلب العلى
- فلما بكت سعدي حططت بها رحلي
- نزلت على الأيام ضيفاً فلم أجد
- قرى عندها غير النزول بلا نزل
- وقد سامني أهل المقام بذلة
- ولست بأهل للذي سامني أهلي
- سبيل الغنى رحب على كل سالك
- فما لِيَ أمشي فيه في مدرج النمل
-
- قصيدة مثل لعينك خدرا للحمى:
-
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا - وانشد فؤادا مَع الاحباب مغتربا
- وابك المَنازِل بعد الظاعنين دما
- ان لم تر الدمع يَقضي عنك ما وجبا
- وَلا تَلم في الهوى العذرى ذا شجن
- في الغور هب له ريح الصبا فصبا
- ان حدث الركب عَن نجد بكى شجنا
- وان رأى النار في نجد بكى طربا
- وَالورق ساجعة تغرى الغرام به
- وَالبرق يلهبه وجدا اذا التهبا
- يود لو أَنَّ أَيام الحمى رجعت
- وَقلما رد شيء بعد ما ذهبا
- فَيا حويدي المَطايا ذا الكَثيب وَذا ال
- مرغي الخَصيب فدعها ترعى العذبا
- في روضة ظل نجدى النَسيم بها
- نشوان بنثر من حب الندى حببا
- وان وردت بها ماء العَذيب فقل
- سَقى العذيب من الامواه ما عذبا
- وَخل عنها اذا اِرتاحت لرائحة
- من طيب طيبة أوريا رياض قبا
- وان وصلت بها باب السلام فقل
- مني السَلام عَلى أَوفى الورى حسبا
- محمد خير منزول بساحته
- كهف الارامل والايتام وَالغربا
- أَغر أَرسله الرحمن مرحمة
- للخلق بالحق يهدي العجم وَالعربا
- نور الوجود تمام الجود ان نزلت
- به الوفود بسوح ضيق رحبا
- ملاذ كل صَريخ ما صدمت به
- خطبا فكلّ وَلا اِستَعطيته فأبى
- تندى الغمام اذا اِستَمطرتها مطرا
- وابن العواتك تندى كفه ذهبا
- وَتسلب الشمس ثوب النور آفلة
- وَنور أَحمد شق الترب واِشتَهيا
- ان ابن عبد مناف شمس اِبتَهَجَت
- لما رآها سَنا أَهل الضلال خبا
- كَم عاندته قريش في نبوّته
- وَكم أَضافوا اليه السحر وَالكَذِبا
- وَضلة نبزوه بالجنون وَلَم
- يَبقوا لأسمائه من ضدها لقبا
- حَتّى رَماهم بجيش لا كفاء له
- يَهدي إِلى الهدين الحرب وَالحربا
- بيض المفارق وَالهَيجاء مظلمة
- كانهم في ظهور الخَيل نبت ربا
- فيهم عتيق وَفاروق وَصنوهما
- عثمان وَالحيدري الضاري اذا وثبا
- أئمة شرف الله الوجود بهم
- ساموا العلا فسموا فوق العلا رتبا
- وهن نزار وَفرعى تغلب عرب
- أَرباب سمر وَبيض تلتظى لهبا
- الخَائضي غمرات الموت متخذي
- هام الكماة عَلى أَرماحهم عذبا
- الشاربي الموت صرفا في الهياج فَما
- يَدرون طعنا وَضَربا كان أَم ضربا
- محبة لنبي بين اظهرهم
- اختاره واِجتَباه اللَه واِنتخبا
- مؤيدا بكتاب اللَه معتصما
- بِاللَه منتصرالِلَّه محتسبا
- يا أَشرف الخلق من حاف وَمنتعل
- وَمنتقى من مشي منهم ومن ركبا
- كان ابن مسلم جار الجنب من برع
- فكنت من بعد جاري جارك الجنبا
- أَهدى اليك من النيابَتين عَلى
- شوقي اليك حروفا تشبه الشهبا
- فصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن
- يَليه أَهلا وأرحاما وَمُصطَحَبا
- وان دعا فأجبه واحم جانبه
- وَصله ما قطعت أَيامه السَبيل
- لا نلت قوة ضعفي ان نبازمني
- وَفي يَدي منك سيف ما هَوى فَنَبا
- وَلا عدمتك في الدارين معتمدا
- بجاه وَجهك مِثلي يَتقي التربا
- فقم بحالي وَحال المُسلمين اذا
- ضاق الخناق ورض لي كل ما صعبا
- مني عليك صَلاة اللَه دائمة
- تنمى فَتَستَغرق الاعصار وَالحقبا
- نزيد قدرك يا سر الوجود علا
- والآل وَالصحب نعم السادة النجبا
- ما حن رعد وَما غنت مطوقة
- وَما تغنت حمامات الحمى طَرَبا
-
- قصيدة لا العيد من بعد سكان الحمى عيد:
-
لا العيد مِن بَعد سُكان الحِمى عيدُ - وَلا لِصَبري الَّذي أَبليت تَجديدُ
- سيان عِنديَ نوح بَعد بَينَهُم
- وَمِن بَلابل دَوح اللَهو تَغريدُ
- قَد أَغرَقَت مُقلَتي قَلبي بِأَدمُعِها
- إِن السُرور الَّذي أُبديهِ تَقليدُ
- لَو كُنتُ أَعلَم إِن الوَعد آخِرُهُ
- يُجدى مِن الحُب أَغنَتني المَواعيدُ
- سَهران لَيل فراق مالُهُ سحر
- وَالسُبُل مَجهولة وَالنجم مَفقود
- أَشكو النَوى فَيرق الصَخر مُستَمِعاً
- لَما أَبث وَتَبكي حالَتي البيدُ
- هب أَنَّهُم بَخِلوا بِالوَصل لَيتَ لَهُم
- ما يُشغل الفكر تَسويف وَتَفنيدُ
- إِذ لَيسَ لي طَمَع في زور طَيفهم
- وَإِن طَمعت فَباب النَوم مَسدودُ
- قَد حَمَلوا اليَوم مَضنى القَلب عَبا نَوى
- تَكل عَن حَملِهِ الوخادة القودُ
- بانوا فَلا عَيشَنا تَصفو مَوارِدَهُ
- شَوقاً وَلا ظَلَ ذاكَ العَيش مَمدودُ
- وَلا الدِيار الَّتي بِالشام مُشرِقَةُ ال
- أَطلال يَختالُ فيها بَعدَنا الخودُ
- دارٌ إِذا ضَل عَنها الضَيف تُرشِدَه
- مِن المَواقد فيها النِد وَالعودُ
- قَد كانَ عَهدي بِها وَالأُسد رابِضَة
- مِن حَولِها وَبِها الشم الصَناديدُ
- لا أَوحش اللَه مِن قَوم صَغيرَهُم
- مِن أَكبَر الناس بِالإِحسان مَعدودُ
- إِني لَأَحسد قَلبي حَيث يَتبَعهُم
- وَأَندب الجسم مني وَهُوَ مَبعودُ
- وَالآن لي عَوض عَمَن فَجَعتُ بِهِ
- عِندَ الإِمام وَحيد الدَهر مَوجودُ
- جَمال وَجه الهُدى وَالدين مِن نَقلت
- لَنا حَديث سَجاياهُ الأَسانيدُ
- نجل الوَلي الَّذي شاعَت مَناقِبُهُ
- مَنصور مِن دَأبِهِ ذكر وَتَوحيدُ
- مُذ لاحَ صُبح الغِنى مِن نور غُرَتِهِ
- زالَت لَيالي اِفتِقار كُلَها سودُ
- مَن حَلَ ساحتَهُ فازَت مَقاصِدُهُ
- بِالنَجح إِذ هُوَ لِلآمال مَقصودُ
- إِني عَرَفتُ بِهِ فَالشامُ تَحسِدُني
- وَكُلُ ذي نِعمة في الناس مَحسودُ
- أَسدى إِلَيَّ يَداً أَحياءُ ناشكرت
- صَنيعَها وَأب في اللَحد مَلحودُ
- وَافيتُهُ فَسمعت السَعد يُنشِدُني
- مِن أُم باب سَعيد فَهُوَ مَسعودُ
- وَزُرتَهُ لا سِوى ظِلي يُسايِرُني
- ثُم اِنثَنيت وَحَولي الغيد وَالصَيدُ
- شِعري يُحسّنهُ فيهِ المَديح كَما
- يُحسن العِقد مِن ذات البَها جيدُ
-
- قصيدة يا غرباء الحمى سلاما:
-
يَا غُرَبَاءَ الحِمَى سَلاما - حِمَامُكمْ هَوَّنَ الحِمَامَا
- إِنْ عَاقَكُمْ عَائِقٌ فَمِصْر
- تَمْضِي إِلَى قَصْدِهَا أَمامَا
- كَمْ رَاحَ قَتْلَى دُونَ مَرَامٍ
- وَقَوْمُهُمْ أَدْرَكُوا المَرَامَا
- إِنِّي أُعَانِي بِحِسِّ قَلْبِي
- خَطْبَكُمُ الرْائِعَ الجُسَامَا
- أَشْهَدُهُ وَالقِطَارُ يَفْرِي
- بِسُرْعَةِ البَارِقِ الظَّلامَا
- بَيْنَاهُ يَمْضِي عُلْواً وَسُفْلاً
- يَنْتَهِبُ القَاعَ وَالإِكْامَا
- إِذِ التَقَاهُ وَلَنْ يَرَاهُ
- مُعْتِرِضٌ دَكَّهُ صِدَامَا
- تَنَاطَحَ المُوغِلانِ عَدْواً
- فَانْحَطَمَا فِي الدُّجَى انْحِطَامَا
- ذَابَ جِهَازُ الحَدِيدِ صَهْراً
- إِلاَّ أَضَالِيعَهُ الضِّخَامَا
- وَالخُشُبُ المُضْرَمَاتُ أَجْلَتْ
- عَنْ فَحَمٍ مُبْطِنٍ ضِرَامَا
- هُنَالِكُمْ لَحْظَةٌ نَسِيتُمْ
- حِيَالَهَا الرَّوْعِ وَالسَّقَامَا
- مُدَّكِرِينَ الحِمَى وَأَهْلاً
- فُطِمْتُمْ عَنْهُمُو فِطَامَا
- دَاعِينَ تَحْيَا مِصْرْ فَصَرْعَى
- تُكَابِدُونَ المَوْتَ الزُّؤَامَا
- فَيَا لَهَا اللهُ مِنْ ثَوَانٍ
- أَقْصَرُهَا طَاوَلَ الدَّوَامَا
- وَاحَرَّ قَلْبَا عَلَى شَبَابٍ
- كَانُوا جُسُوماً صَارُوا عِظَامَا
- كَانُوا وُجُوهاً مُنَوَّرَاتٍ
- تَكَدَّسُوا أَرْجُلاً وَهَامَا
- كَانُوا ابْتِسَامَ الرَّجَاءِ أَمْسَوْا
- وَلا رَجَاءً وَلا ابْتِسَامَا
- فِي ذِمَّةِ اللهِ يَا فَريقاً
- عَاشُوا كِرَاماً وَمَاتُوا كِرَامَا
- مُصَابُكُمْ شَفَّ مِصْرَ حُزْناً
- ورَوَّعَ البَيْتَ وَالشَّآمَا
- فِي كلِّ قَلْبٍ ثُكْلٌ عَلَيْكُمْ
- نَفَى مِنَ المُقْلَةِ المَنَامَا
- نَشَدْتُمُ العِلْمَ فِي دِيَارٍ
- عَزِيزٌ اليَوْمَ أَنْ تُرامَا
- لِوَجْهِ مِصْرٍ تَسْعَوْنَ سَعياً
- إِلَى سَمَاءِ الفِدَى تَسَامَى
- تَسْخُونَ بِالأَنْفُسِ الغَوَالِي
- سَخَاءَ مَنْ يَبْذُلُ الحُطَامَا
- وَحَسْبُكُمْ فِي غَرَامِ مِصْرٍ
- أَنَّكُمْ مِتُّمُ غَرَامَا
- بَلْ قَلَّ فِيهَا لَوْ كَانَ كُلُّ
- مِنْ رَهْطِكُمْ جَحْفَلاً لُهَامَا
- نِهَايَةُ الفَخْرِ كُلُّ حُرٍّ
- فِي مَذْهَبٍ عَن حِمَاهُ حَامَى
- وَخَالِدُ المَجْدِ مَنْ تَوَلَّى
- دُونَ أَعَزِّ المُنَى اعْتِزَامَا
- مَا ضَارَ أَنْ بِنْتُمُو صِغَاراً
- فَفِي النُّهَى بِتُّمُوا عِظَامَا
- رُبَّ شُيُوخٍ شَقُوا طَوِيلاً
- لَمْ يَبْلِغُوا ذَلِكَ المَقَامَا
-
- قصيدة لله قوم بأكناف الحمى نزلوا:
-
للّهِ قومٌ بأكنافِ الحِمى نزَلوا - همُ الأحبّةُ إن صدّوا وإن وصَلوا
- ودَرَّ درُّهُمُ من جيرةٍ معهم
- لم يبرحِ القلبُ إن ساروا وإنْ نزَلوا
- جعلْتُهُم لي وُلاةً واِرتَضَيْتُ بما
- يقضون في الحُبِّ إن جاروا وإن عدَلوا
- همُ همُ سادتي رقّوا قسَوا عطَفوا
- جفَوْا وفَوْا خلّفوني أنجَزوا مطَلوا
- ودّوا فلو هجَروا زاروا صفَوْا كدَروا
- قد حسّنَ الحُبُّ عندي كلّما فعَلوا
- رَعْياً لماضي زَمانٍ فُزْتُ فيه بهم
- وحبّذا بالحِمى أيّامُنا الأُوَلُ
- عصْرٌ كأنّ الليالي فيهِ بيضُ دُمىً
- لُعْسُ الشِّفاهِ وأوقاتَ اللّقا قُبَلُ
- إذا الرّواةُ روَوْا عنهُ لنا خبَراً
- كأنّهم نقلونا بالّذي نقَلوا
- كم في القِبابِ لديهم من محجّبةً
- في الحُسنِ والعزِّ منها يُضرَبُ المثَلُ
- بِكرٌ هي الشّمسُ في إشراقِ بهجَتِها
- لو لم يُجِنَّ سَناها فرعُها الجَثِلُ
- ودُميةُ القصر لولا سِمْطُ منطقِها
- وظبيةُ القَفْرِ لولا الحَليُ والعطَلُ
- سيّان بيضُ ثناياها إذا ضحِكَتْ
- ومَبسَمُ البرْقِ لولا النّظمُ والرّتَلُ
- يبدو الصّباحُ فيَستَحيي إذا سفرَتْ
- عنِ المُحيّا فيعلو وجهَهُ الخَجَلُ
- تختالُ في السّعي سُكراً وهْيَ صاحيةٌ
- فتنقُضُ الصّبرَ منها وهْيَ تنتَقِلُ
- تغزو القلوبَ بلَحظَيْها ومُقلَتها
- لولا النُّعاسُ لقُلْنا جفنُها خلَلُ
- أفديهِم من سَراةٍ في جواشِنِهم
- وفي البراقعِ منهُم تلتَظي شُعَلُ
- فُرسانُ طَعْنٍ وضرْبٍ غيرَ أنّهُمُ
- أمضى سِلاحِهم القاماتُ والمُقَلُ
- شُوسٌ على الشّوسِ بالبيضِ الرِّقاقِ سطَوا
- وبالجُفونِ على أهلِ الهَوى حمَلوا
- في غِمد كلِّ هزَبْرٍ من ضَراغِمهم
- وعَينِ كلِّ مَهاةٍ كامنٌ أجَلُ
- لم أدْرِ من قَبلِ ألقى سُودَ أعيُنِهم
- أنّ المنيّةَ من أسمائِها الكَحَلُ
- كلّا ولا خِلْتُ لولا حَليُ خُرَّدِهم
- أنّ الدّنانيرَ ممّا يُثمِرُ الأسَلُ
- بالبيضِ قد كلّلوا أقمارَهُم وعلى
- شُموسِهم بالدّياجي تُضرَبُ الكُلَلُ
- صباحُهُم من وُجوهِ البيضِ منفَلِقٌ
- ولَيلُهُم من قُرونِ العِينِ مُنسدِلُ
- صانوا من الدُّرِّ ما حازَتْ مباسِمُهُم
- وما حوَوا منه في راحاتِهم بذَلوا
- سُودُ الذّوائِبِ والأحداقِ تحسَبُهم
- تعمّموا بسوادِ الليلِ واِكتَحَلوا
- يَروقُ في أُسْدِهم نَظمُ القَريضِ وفي
- غِزلانِهم يَحسُنُ التّشبيبُ والغزَلُ
- تُمْسي القُلوبُ ضُيوفاً في منازلِهم
- ولا لهُنّ سِوى نيْرانِهم نُزُلُ
- همُ الأكارمُ إلّا أنّهم عرَبٌ
- عندَ الكرائمِ منهُم يحسُنُ البُخُلُ
- أمَا وَلُدْنٍ تثنّتْ في مناطقِهم
- تحت الحَديدِ وقُضْبٍ فوقَها حُلَلُ
- وبِيضِ حبّاتِ دُرٍّ بعضها لفَظوا
- وبعضهُنّ لأعناقِ الدُّمى جعَلوا
- لولا عُيونٌ وقاماتٌ بنا فتكَتْ
- لم نَخْشَ من وقْعِ ما سَلّوا وما قتَلوا
- لا أطْلَعَ اللَّهُ فجراً في مَفارقِهم
- ولا اِنجَلى ليلُها عنهُم ولا أفَلوا
- ولا صحَتْ من سُلافِ الدَّلِّ أعيُنُهم
- ولا سَرى في سِواها منهُمُ الكَسَلُ
- لولا هَواهُم لما أبلى الضّنى جسَدي
- ولا شجَتْني رُسومُ الدّارِ والطّلَلُ
- ولا تفرّقَ قلبي بالرّسومِ كما
- تفرّقتْ من عَليٍّ في الوَرى الخَوَلُ
- المُوسَويُّ الّذي مِشكاةُ نِسبتِه
- أرحامُها بشِهابِ الطّورِ تتّصِلُ
- كريمُ نَفْسٍ تُزانُ المَكرُماتُ به
- ومنهُ تنشأُ بالدُّنيا وتنتقِلُ
- طَوْدٌ لوَ اِنّ سَرَنْدِيباً تبدّلُه
- لساكِني الحَوْزِ بالرّاهونِ ما قَبِلوا
- ولو إلى أرضه يهوي الهِلالُ دُجىً
- لم ترضَهُ أنّه من نَعلِها بدَلُ
- قِرنٌ يَميلُ إلى نَحوِ الظُّبا شغَفاً
- كأنّهُنّ لديهِ أعيُنٌ نُجُلُ
- يغشى العِدا مثلَ ماضيهِ وعاملُه
- يهتزُّ بِشراً ويَثني عِطفَهُ الجذَلُ
- في طرْفِ هِنديّه من ضَربه رَمَدٌ
- وفي عَواليهِ من خَمْرِ الطُّلا ثمَلُ
- له سُيوفٌ إذا ما النّصرُ أضحكَها
- تَبكي الرِّقابُ وتَنعى نفسَها الظُّلَلُ
- جِراحُها وعُيونُ الصّبِّ واحدةٌ
- لا تِلْكَ تَرْقا ولا هاتِيكَ تَندَمِلُ
- بيضُ الجوانبِ كالأنهارِ من لبَنٍ
- تظنّها بالوَفا يَجري بها العسَلُ
- حَليفُ بأسٍ إذا اِشتدّتْ حميّتُه
- لولا نَدى راحتَيْهِ كادَ يشتعِلُ
- يغزو العدوَّ على بُعْدٍ فيُدرِكُه
- كالنّجمِ يَسري إليه والدُّجى جمَلُ
- يكادُ كلُّ مكانٍ حلَّ ساحتَهُ
- يَقفوهُ شَوقاً إليهِ حينَ يرتَحِلُ
- تَلقى مراقِدَ نُورٍ في مَواطِئِه
- كأنّه بأديمِ الشّمسِ مُنتَعِلُ
- لا يُطْمعُ الخصمَ فيه لِينُ جانبِه
- فقد تَلينُ الأفاعي والقَنا الذُّبُلُ
- ولا يغُرُّ العِدا ما فيهِ من كرَمٍ
- فمُحْدِثُ الصّاعِقاتِ العارضُ الهَطِلُ
- يمدُّ نحو العُلا والمَكْرُماتِ يَداً
- خُطوطُها للمَنايا والمُنى سبُلُ
- يدٌ إلى كلِّ مِصْرٍ من أنامِلِها
- تَسري الأيادي وفيها ينزِلُ الأملُ
- كأنّ خاتَمَهُ يومَ النّوالِ بها
- قوسُ السّحابِ الغَوادي حينَ ينهَمِلُ
- حازَ الكَمالَ صبيّاً منذُ مولدِه
- وقام بالفَضْلِ طِفلاً قبلَ ينفصِلُ
- نفْسٌ من القُدْسِ في ذاتٍ مجرّدةٍ
- بالعُرْفِ جازَ عليها يصدُقُ الرّجُلُ
- ما لاحَ فوقَ سريرٍ مثلَهُ قمرٌ
- ولا تمطّى جواداً قبلَهُ جَبَلُ
- ولا تنسّكَ زُهْداً غيرَهُ أسَدٌ
- ولا تديّن في دينِ الظّبا بَطَلُ
- هل عانقَ الشّمسَ إلّا سيفَهُ فلَقٌ
- واِستغرَقَ البحرَ إلّا دِرعهُ وشَلُ
- باهَتْ مناقبهُ الدُّنيا به فعَلا
- قدْراً على سائِر الأيّام واِستفَلوا
- حكَوهُ خَلْقاً وما حازوا خلائِقَهُ
- والناسُ كالوحْشِ منها الليثُ والوَعلُ
- أنّى يحاوِلُ فيه مدّعٍ صفةً
- وهل يُحصِّلُ طِيبَ النّرجسِ البصلُ
- ما كلُّ ذي كرَمٍ تحوي مكارمُه
- والدّرُّ في كلِّ بحرٍ ليسَ يحتَمِلُ
- لديه أغلى لِباسِ المرءِ أخشنُه
- وأحسَنُ الخزِّ والدّيباجِ مُبتذَلُ
- لو باللّباسِ بدونِ البأسِ مفتخَرٌ
- فاقَ البُزاةَ بحُسْنِ الملْبسِ الحَجَلُ
- يا اِبْنَ الأُسودِ الألى يوماً إذا حملَتْ
- بالأفْقِ يُشفِقُ منها الثَّوْرُ والجمَلُ
- زانَتْ بأبنائِكَ الدُّنيا وفيكَ ولو
- لم يُولَدوا لم تَجِدْ كُفْؤاً لها الدّوَلُ
- أنتم شُموسُ ضُحاها بل وأنجُمُها
- لَيلاً وأوقاتُها الأسْحارُ والأُصُلُ
- عنكم ومنكم رُواةُ المجدِ قد أخذوا
- عِلمَ المَعالي ولولاكم به جهِلوا
- يدرونَ أنّكُم حقّاً أئِمّتُهُم
- ويعلَمون يَقيناً أنّكُم قُبُلُ
- إذا العَياءُ كَساكُم فضْلَ ملْبَسِه
- فأيُّ فخرٍ عليكُم ليسَ يشتمِلُ
- أدواكُمُ لسَقيمِ المجدِ عافيةٌ
- لكنّهُنّ لأبحارِ الثّنا عِلَلُ
- كأنّما خُلِطَتْ بالطّينِ طينَتُكُم
- فنَبْتُها ليس إلّا الوردُ والنّفَلُ
- مولايَ ذا الصّومُ أبقى أجرَهُ ومضى
- لديكَ والفِطْرُ والإقْبالُ مُقتَبَلُ
- واِسعَد بعودةِ عيدٍ عاد فيه لَنا
- فيكَ السّرورُ وزال الهمّ والوجَلُ
- عيدٌ تشرّفَ يا اِبْنَ الطّاهرينَ بكُم
- لِذا به ملّةُ الإسلامِ تحتفِلُ
- فاقَ الزّمانَ كما فُقْتَ الملوكَ فَما
- كِلاكُما سيّدٌ في قومِه جلَلُ
- واِسْتَجْلِ طلعةَ فِطْرٍ فوقَ غُرّتِه
- هِلالُ سَعْدٍ سَناهُ منكَ مُنتَحِلُ
- شيخاً تأتّاكَ كالعُرْجونِ مُنحنياً
- وأنت كالرّمحِ رَطْبُ العودِ مُعتدِلُ
- رآكَ بعدَ النّوى ليلاً فعادلَهُ
- عُمرُ الشّبيبةِ غضّاً وهْوَ مُكتَحِلُ
- ولا برِحْتَ مُطاعَ الأمرِ مقتدِراً
- يجري القضاءُ بما تَقْضي ويمتثِلُ
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.