
- قد تحدث بعض الأمور الطارئة للإمام أو تنشأ بعض الأعذار تستدعي الإمام أن يستخلف آخر عوضاً عنه ، وسنفرد هذا المقال لتسليط الضوء على حكم استخلاف الإمام لإمام آخر ، وسنتكلم ونأتي بكل دليل في السنة النبوية تدل على ذلك الحكم .
-
- هل يجوز إستخلاف الإمام لإمام آخر ؟
-
يجوز للإمام أن يستخلف إمام آخر إذا خرج الإمام من الصلاة لسبب أو بلا سبب ، ودليله : - روت عائشة رضي الله عنها ، قالت : ( لما ثقل رسول الله ﷺ جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : « مـروا أبـا بكـر أن يصلى بالناس » ... فقلت لحفصة قولي له : إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقـم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر . قال :
- « إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس » ، فلما دخل في الصلاة وجـد رسـول الله ﷺ في نفسـه خـفـة فـقـام يـهـادى بين رجلين ، ورجـلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد ، فلما سمع أبو بكر حسه ، ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله ﷺ ، فجاء رسول الله ﷺ حتى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائماً ، وكان رسول الله ﷺ يصلي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه ) .
-
- شروط الإستخلاف في الفقه :
-
- يشترط في الإستخلاف : - 1 - أن يكون الإستخلاف عـن قـرب ، فلو فعلوا في الإنفراد ركناً امتنع الإستخلاف بعده .
- 2 - أن يكون الخليفة صالحاً لإمامة هؤلاء المصلين .
-
- هل يصح إستخلاف مأموم يصلي نفس الصلاة ؟
-
يصح الإستخلاف إن كان المستخلف مأموماً يصلي تلك الصلاة أو مثلها في عدد الركعات ، سواء كان مسبوقاً أم غيره ، وسواء استخلف في الركعة الأولى أو غيرها ، لأنه ملتزم لترتيب الإمام باقتدائه فلا يؤدي إلى المخالفة . -
- حكم كون الخليفة مأموم مسبوق :
-
إن كان الخليفة مأموماً مسبوقاً لزمه مراعاة ترتيب الإمام ، فيقعد موضع قعوده ، ويقوم موضع قيامه ، كما كان يفعل لو لم يخرج الإمام من الصلاة ، فلو اقتدى المسبوق في ثانية الصبح ثم أحدث الإمام فيها فاستخلفه فيها قنت وقعد عقبها وتشهد ، ، ثم يقنت في الثانية لنفسه . -
- حكم سهو الإمام قبل وبعد اقتدائه :
-
1- إذا عرف الخليفة المسبوق نظم صلاة الإمام وما بقى منها : - لو كان الإمام قد سها قبل اقتدائه أو بعده ، سجد في آخر صلاة الإمام وأعاد في آخر صلاة نفسه ، وإذا تمت صلاة الإمام قام لتدارك ما عليه .
-
مايفعله المأمومون في هذه الحال :
- في هذه الحالة يكون المأمومون مخيرون :
- - إن شاؤوا فارقوا وسلموا ، وتصح صلاتهم للضرورة .
- - إن شاؤوا صبروا جلوساً ليسلموا معه .
- 2- إن لم يعرف الخليفة المسبوق نظم صلاة الإمام وما بقى منها :فيجب أن يراقب المأمومين إذا أتـم ركعة ، فـإن هـموا بالقيام قام ، وإلا قعد .
- 3- سهو الخليفة قبل الإستخلاف يحمله الإمام فلا يسجد له أحد .
- 4- سهو الخليفة بعد الإستخلاف يقتضي سجوده وسجودهم .
- 5- سهو القوم قبل حدث الإمام وبعد الإستخلاف محمول ، وبينهما غير محمول فيسجد الساهي بعد سلام الخليفة .
- 6- لو أحدث الإمام وانصرف ولم يستخلف ، قـدم القـوم واحـداً بالإشارة ، ويجوز لـو تقـدم واحد بنفسه .
-
- حكم إستخلاف الإمام للأجنبي :
-
إن استخلف الإمام أجنبياً ، فإن كان ذلك في الركعة الأولى أو الثالثة من رباعية جاز ، لأنه لا يخالفهم في الترتيب . - إن استخلفه في الثانية أو الأخيرة لم يجز لأنه مأمور بالقيام ، غير ملتزم لترتيب الإمام ، وهم مأمورون بالقعود على ترتيب الإمام فيقع الإختلاف.
- قدمنا لكم لمحة توضيحية عن مسألة إستخلاف الإمام لإمام آخر كما جاء في الفقه ، وتحدثنا عن شروط الإستخلاف ، وأظهرنا شروط الخليفة المطلوب ، وبينا حكم إستخلاف الإمام لأجنبي ، وقدمنا في هذا المقال كل دليل في السنة يشرح حكم كل حالة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.