-
لمحة جغرافية وتاريخية :
-
تحتل بلاد الشام موقعاً فريداً ، فهي تمتد بين الأناضول شمالاً ومصر وشبه الجزيرة العربية جنوباً وبلاد الرافدين شرقاً والمتوسط غرباً، هذا بالإضافة إلى طبيعة أرضها ، مما جعلها مطمع أنظار الغزاة ، ولقد فرضت طبيعتها الجغرافية كوجود الحواجز الجبلية بين الساحل والداخل قيام عدة ممالك ومدن في ربوعها. - دلت الدراسات والتقنيات الأثرية في مناطق مختلفة من بلاد الشام على أنها شهدت براكير الحضارة ، فقد وجدت آثار إنسان العصر الحجري القديم ومخلفاته في عدلون والكرمل ووادي النطوف وتل المريبط، كما وصلتها الهجرات العربية القديمة في وقت مبكر، وبعد أن استقرت أقامت عدة ممالك أهمها :
-
ممالك العموريين :
-
أطلق سكان بلاد الرافدين على الأقوام التي سكنت بلاد الشام اسم العموريين أي سكان الغرب، وقد وصلت موجتهم في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد وأقاموا عدة دويلات منها : - ماري : تقع على الفرات قرب البوكمال في مكان يدعى تل الحريري، ولقد قامت بدور هام لوجودها على الطريق التجاري بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، وقد دلّت التنقيبات الأثرية فيها على وجود قصر ملكي ومعابد وتماثيل كتكثال الملك ( زمري ليم) وتمثال ( اورنينا) مغنية المعبد، كما عُثر على مكتبة ضخمة تضم العديد من الرُقُم والتي تبحث في موضوعات شتى. وعندما شعر حمورابي بازدياد خطر ماري على مصلحة دولة بابل قضى عليها نهائياً ، فتحولت عنها طرق التجارة.
- إيبلا : اكتُشفت مملكة إيبلا في تل مرديخ قرب مدينة إدلب السورية عام 1968 م ، وقد تميُز موقعها بالطريق التجاري الذي يصل بين الساحل والفرات والأناضول لذلك اهتمت بالدرجة الأولى بالتجارة ، مما أدى إلى اصطدام مصالحها مع مملكتي ماري وبابل . وقد مرّت إيبلا بمرحلتين ، المرحلة الأولى كانت خلالها مركزاً لقوة كبرى هيمنت لفترة طويلة من الألف الثالث قبل الميلاد على آسيا الصغرى ، وتمكن الملك الأكادي (نارام سين) بعد نزاع حصل بين إيبلا وأكاد من غزو إيبلا فدمرها وأحرق قصرها ، أما المرحلة الثانية حيث استعادت إيبلا قوتها ، وأخذت تهدد طريق التجارة، وغزت ماري، فشعر حمورابي بخطرها وقضى عليها.
-
ممالك الكنعانيين :
-
هاجر الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية في الفترة التي هاجر فيها العموريون إلى بلاد الرافدين وضفاف الفرات الأوسط ، وقد استقر بعض الكنعانيين في جنوبي بلاد الشام - وأقاموا في الجنوب عدداً من المدن منها : يبوس (القدس) ، بيت شان (بيسان)، وتميزوا باشتغالهم بالزراعة وتحصين مدنهم ، ولكنهم لم يتمكنوا من تشكيل دولة واحدة تجمع شملهم ، واستقر البعض الآخر من الكنعانيين في الساحل السوري اللبناني حالياً وعرفوا بكنعانيي الساحل ( الفينيقيين)
- ومن مدنهم : أوغاريت (رأس شمرا ) ، بيبلوس ( جبيل) ، صيدون (صيدا) وصور ...وأنشؤوا على سواحل المتوسط عدة مراكز تجارية من أهمها قرطاجة (في موقع تونس حالياً).
- الممالك الآرامية : تشير النقوش الأثرية إلى خروج أقوام عربية تدعى اخلامو من بادية الشام وتوطنها في أطراف البلاد وفي وادي الفرات منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، ثم عرفت هذه الجماعات فيما بعد باسم الآراميين ظن ومن أهم ممالك المدن التي أسسوها حامات (حماة) وشمأل في أقصى الشمال ، ودمشق التي تزعمت فترة طويلة تلك الممالك ضد الأخطار الخارجية ، ومن أبرز ملوكها : رصين و ابن حداد.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.