- لغتنا العربية كنز لايفنى فهي صلة الوصل بين الأمم والشعوب والحضارات ، وهي لغة الضاد ولغة القرآن الكريم ، لغتنا العربية هي جسر للتواصل بين مختلف الأمم وهي لغة الروعة والدقة والجمال ، تتنوع لغتنا العربية بعذوبة ألفاظها وسهولة مفرداتها وجمال معانيها فهي أجمل لغات العالم وأروعها جمالا وتعبيرا ، منها المشتقات والمرفوعات والمنصوبات والمجرورات ، تتناغم جملها لتعطينا أجمل المعاني وأحلاها تعبيرا وشكلا وأداء ، يحبها كل من يقرأها ويفتن بها كل من سمعها فهي لغة خالدة على مر العصور والأزمنة ، فلا لغة تضاهي جمالها وحسن مفرداتها الرائعة .
- سنتعرف اليوم عن البحر الهزج ..
-
- سبب تسمية البحر بالبحر الهزج :
-
سمي بالبحر الهزج لأنه يضطرب فشبه بهزج الصوت أي تردده وصداه وذلك لوجود سببين خفيفين يعقبان أوائل هزجه التي هي أوتاد وهذا مما يساعد على مد الصوت، وقيل أنه سمي هزجاً لأن العرب تهزج به أي تغني والهزج لون من الأغاني ويبدو أن بعض الشعراء لم يعتبره من الأوزان ذات الشأن بدليل قول شاعرنا محمد رضا الشبيبي - - ونثرته هزجاً وأثقل شاعر
- لا يستجيد الشعر حتى ينظم
- فكأن الهزج ليس من ضروب النظم المعترف بها ولعله في الأصل تطور لمجزوء الوافر المعصوب لما بين الاثنين من تشابه لا ينكر و الفرق المهم بينهما هو أن تفعيلة الهزج يجوز فيها الكف ولا يجوز في الوافر .
- ورأى بعض العروضيون أن في مقدمة الالياذة لا يصلح لقصره لمثل الالياذة ولا يجوز نظمه في ما خلا الأناشيد والتواشيخ الخفيفة .
- وقد ظلت نسبة شيوع الهزج في أشعار العباسيين ضئيلة لا تكاد تجاوز الواحد في المئة من مجموع الأشعار وبقيت هذه النسبة كذلك في كل العصور المتأخرة حتى جاء العصر الحديث واستحسن شعراؤنا هذا الوزن في المسرحيات فأكثروا منه ووجدوه أطوع في بعض المواقف التمثيلية.
-
- وزن البحر الهزج :
-
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن - //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥
- ولكنه لا يستعمل إلا مجزوءاً أي على أربع تفعيلات فيكون وزن الهزج المستعمل هو :
- مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
- //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥ //٥/٥/٥
-
- العروض والضرب:
-
للهزج عروض واحدة صحيحة مفاعيلن ( //٥/٥/٥) أما ضربه فيأتي صحيحاً مرة ومحذوفاً مرة فتصير تفعيلته بعد حذف السبب الأخير منها مفاعي ( //٥/٥ ) أو فعولن . - وقد يصيب العروض زحاف الكف لكنه لا يكون ملزماً فتصير مفاعيلن أو مفاعيل..
-
- أنواع الهزج :
-
فالهزج المستعمل له نوعان : - - النوع الأول: عروضه صحيحة وضربه صحيح:
- ...... مفاعيلن ....... مفاعيلن
- - كقول الشاعر:
- عفونا عن بني ذهلٍ
- //٥/٥/٥ //٥/٥/٥
- وقلنا: القوم إخوان
- //٥/٥/٥ //٥/٥/٥
- مفاعيلن مفاعيلن
- مفاعيلن مفاعيلن
- - ثم يقول:
- عسى الأيام أن يرجع
- ن قوماً كالذي كانوا
- فلما صرح الشر
- فأمسى وهو عريان
- ولم يبق سوى العدوا
- ن دناهم كما دانوا
- مشينا مشية الليث
- عدا والليث غضبان
- فالتفعيلات هذه الأبيات صحيحة جميعاً وفي العروض والضرب والحشو ماعدا التفعيلة الأولى في البيت الرابع ( ولم يبق ) فقد أصابها الكف فصارت على وزن مفاعيل، فإذا أطلنا حرف القاف في القراءة سلمت من الزحاف وعادت إلى وزن مفاعيلن .
- والهزج يصيبه من الزحافات الكف الذي قد يرد في العروض وفي الحشو ولكنه زحاف غير ملزم وإن كان حدوثه مستساغاً .
- - مثاله قول الشاعر:
- دنا الليل فهيا الآ ن ياربة أحلامي
- دعانا ملك الحب إلى محرابه السامي
- تعالي فالدجى وحي أناشيد وأنغام
- فإذا قرأنا هذه الأبيات قراءة عادية دون إطالة الحروف الأخيرة في الكلمات: الليل ، وحي ، فإننا نلاحظ ورود مفاعيل في العروض البيت الثالث وفي الحشو البيت الأول مرتين و البيت الثاني مرة واحدة.
- - النوع الثاني : عروضه صحيحة وضربه محذوف:
- ...... مفاعيلن ..... مفاعي
- ومثاله قول الشاعر:
- متى أشفي غليلي
- //٥/٥/٥ //٥/٥
- بنيل من بخيل
- //٥/٥/٥ //٥/٥
- مفاعيلن مفاعي
- مفاعيلن مفاعي
- غزال ليس لي منه
- //٥/٥/٥ //٥/٥/٥
- سوى الحزن الطويل
- //٥/٥/٥ //٥/٥
- مفاعيلن مفاعيلن
- مفاعيلن مفاعي
-
- الحشو:
-
يتألف حشو هذا البحر من تفعيلة ( مفاعيلن//٥/٥/٥ ) تقع في الصدر وفي العجز ويدخلها من الزحاف الكف فتصير ( مفاعيل //٥/٥/٥ ) . - ومثاله قول الشاعر:
- عجبنا لم نكن حرباً
- على مصر ومن فيها
- بذلنا الأمن واليسر
- ففاضا في نواحيها
- فلم تظلم أدانيها
- ولم تطع أعاليها
- ضمنا القوت والشوب
- لطاويها لعافيها
- فهذي الفتنة الحمقا
- ء لم تفهم دواعيها
- فحشو هذه الأبيات جاء على وزن مفاعيلن ماعدا التفعيلة الأولى في عجز كل من البيتين الأول والثالث فقد جاءتا مكفوفتين على وزن مفاعيل: على مصر ( //٥/٥/٥ ) ولم تطغَ ( //٥/٥/٥ ) .
- - التشابه بين الهزج ومجزوء الوافر :
- إذا دخل زحاف العصب على تفعيلة الوافر ( مفاعلتن ) سكنت لامها وأصبحت في تكوينها مثل مفاعيلن تفعيلة الهزج.
- فإذا جاء بيت أو أكثر على هذا الوزن لم يكف ذلك للتحقق من كون القصيدة على بحر الهزج بل يجب التحري عن ذلك في سائر أبيات القصيدة فإذا جاء أحد الأبيات يشتمل على مفاعلتن فالقصيدة من البحر الوافر وإن كانت كلها على وزن مفاعيلن فالقصيدة من الهزج..
-
- الأنواع التي يأتي عليها البحر الهزج:
-
١. مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن - ٢ . ...... مفاعيلن .... مفاعي
- - والآن سندرج لكم مثال على البحر الهزج :
- - أما للرقص هيلان
- ة في ليلتنا حصة؟
- - ألا نجتمع بين الكا
- س والنغمة والرقصة
- - فهذه فرصة الأنس
- وقد لا ترجع الفرصة...
- - وقفنا عند مرآه
- حيارى ما عرفناه
- - عجيب في معانيه
- غريب في مزاياه
- - له سربال جواب
- غبار الدهر غشاه
- - ووجه لوحته الشم
- س غارت فيه عيناه
- - سألنا الناس : من هذا
- فقالوا: يعلم الله
- - فلا تدري بما فيه
- ويسهو إن سألناها
- - كأن في صدره سراً
- وذاك السر ينهاه
- - إذا ما جنه ليل
- ترامت فيه نجواه
- - فيرعى النجم إذ يبدو
- كأن النجم مخناه
- - تراه أن سرى برق
- تمناه مطاياه
- - وإن أصغى لصوت النا
- ي أشجاه وأبكاه
- - إذا أعطيته شيئاً
- أبت جدواك كفاه
- - وفي الدنيا لأهليها
- حطام ما تمناه
- - ألا يا ساكني الدنيا
- تعالوا استنطقوا فاه
- - سلوه ربما المسك
- ين سوء الحظ أقصاه
- - فقالوا أنه صب
- وفرط الحب أضناه
- إلى هنا نكون قد وافيناكم بشرح مفصل عن البحر الهزج أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات اللغوية وأخيراً لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال لتعم الفائدة.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.