اعلن هنا

مثال على العمل العربي المشترك والعلاقات الدولية

مثال على العمل العربي المشترك والعلاقات الدولية

  • - مقدمة :


  • إن قضية أثر العلاقات الدولية في العمل العلمي العربي عموماً ، قضية لم تلق ما تستحقه من اهتمام حتى الآن ، ولا نبالغ إن زعمنا أنها في جوهرها وجه آخر لقضية التبعية والعلاقات غير المتكافئة ، ونستطيع أن نميز هنا بين مجموعتين رئيسيتين من العلاقات :
  • الأولى : العلاقات مع المنظمات الدولية .
  • الثانية : مع المنظمات الإقليمية والدول . 
  • وسنجد في كل من هاتين المجموعتين طيفاً من العلاقات ، يتفاوت من حالة إلى أخرى ومن وقت لآخر . ولكننا نستطيع مع ذلك أن نميز بعض الملامح ...
  • - محاكاة المنطقة العربية لأشكال التنظيمات :


  • تميزت بها المنطقة العربية وحدها في محاكاة الأشكال التنظيمية لهيئات الأمم المتحدة ، عندما شرعت في إنشاء المنظمات العربية وعدم الالتفات إلى تجارب مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية ، التي اهتمت بقيام منظماتها الإقليمية في نفس الوقت تقريباً ، ولسنا بحاجة أن نشير إلى أن الإطار التنظيمي لعدد يزيد على مائة دولة ، متنوعة الحضارات والثقافات واللغات والنظم السياسية ، ليس بالضرورة أفضل نظام لحوالي عشرين دولة نرى أنها تجمعها وحدة الثقافة واللغة والهدف . 
  • وتعنينا هنا دلالة هذا الأمر على موقف الاستسلام بأن لدى هذه المنظمات الدولية معيناً من الحكمة يجعلها نموذجا يحتذى ويدفع المنظمات العربية لمحاولة تقليدها .
  • - النزعة الخاطئة :


  • غذت هذا الموقف نزعة غير صحيحة ، يجب أن نشير إليها ، فلقد عملت هذه المنظمات إلى أسلوب احتواء العناصر القيادية بإغراءات المزايا المادية والمعنوية التي تملك توزيعها ، وبإضفاء هالة زائفة على إمکانات هذه المنظمات وحجم إنجازاتها وأهمية اعمالها .
  • ولا نزعم أن الكل قد انقاد لهذا الإغراء أو أن العرب الذين التحقوا بالعمل بهذه المنظمات أو تعاونوا كانوا كلهم أدوات سهلة التوجيه ، ولكننا لا نملك ، في الوقت نفسه ، إلا أن نواجه وجود شيء من هذا وننظر في أسبابه وسبل تصحيحه . 
  • - نشوء صراعات بين المنظمات الدولية والعربية :


  • لم تكن كل المنظمات الدولية على علاقات عمل صحيحةمع المنظمات العربية تقدر الأولوية التي توليها لمشاكلنا ومواقفنا القومية.
  • فلقد رأت بعض المنظمات الدولية في الهيئات العربية منافساها يغتصب قدرآ من المكانة التي تريد أن تنفرد بها على الساحة العربية ، فنشأت بينها صراعات حادة ومدمرة أحياناً . 
  • ولقد وقفت الحكومات العربية مواقف غير حاسمة في هذه الصراعات ولم تكن راغبة في تأكيد شخصية منظماتنا العربية ، وتدعيم مكانتها . 
  • وقد يكون لها بعض العذر في هذا ، فمنظماتنا لم تثبت كلها كفاءة الأداء والفاعلية التي تؤهلها للدور الذي نريده لها . 
  • والملاحظ أن المنظمات العربية التي حققت هذه المكانة استطاعت أن تتعامل من موقف قريب من موقف التكافؤ والندية مع نظيراتها الدولية . 
  • - أهم علاقات العمل العربي مع المنظمات الإقليمية :


  • أما علاقات العمل العربي المشترك مع التنظيمات الإقليمية ، فأهمها هو ما دار بعد حرب أكتوبر في إطار الحوار العربي الأوروبي ، ونقصر النظر هنا على اللجان المرتبطة بالعلم والتقنية ، فنلاحظ أن الموقف العربي اتسم بـ:
  • 1_ العفوية في هذه اللجان .
  • 2_ عدم الإعداد الجيد له .
  • 3_ تغير الشخصيات العربية المشاركة فيه إلى الحد الذي لم يحقق موقفاً عربياً متناسقا أو مطردآ . 
  • وحتى وقت قريب جداً لم يهتم العرب عموماً بالعلاقات بالعالم الثالث أو النامي ، ولم پنشطوا بشكل ملحوظ مثلاً في النشاطات التخصصية لمجموعة دول عدم الإنحياز ، ولم يحاولوا إقامة علاقات مع دول أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا في مجالات العلم والتقنية .
  • - مستقبل العمل المشترك :


  • إن الأقطار العربية تتفاوت كثيراً في أوضاعها الراهنة وفي ثرواتها الطبيعية ، وقدراتها البشرية ، ومراحل تطورها ، وواقع مسيرة التنمية فيها . 
  • وما يصلح لقطر عامر بالسكان تهيأ له نظام تعليمي عريق وعريض لا يصلح لقطر آخر وهبه الله من الثروات الطبيعية الخير الكثير وإن قل عدد سكانه ، أو لثالث يعاني من نقص فادح في الموارد ، وقصور في الهياكل الأساسية . 
  • وهذا أحد المبررات الأساسية للعمل المشترك في إطار مخطط قومي شامل ، وإنما من خلال برامج تجمع بين عدد الأقطار التي يحقق اشتراکها معآ جدوى ملموسة وتقف وراءه إرادة سياسية قوية . 
  • وما زالت مسألة الربط بين مستويات العمل القطرية والجهوية والقومية غير واضحة المعالم وغير مدروسة بتمعن وموضوعية . . 
  • وإذا ما كان العمل المشترك لا يقوم إلا على دعائم راسخة من العمل القطري ، فإن المسار الثاني الذي لم نسلکه بإصرار وعزم حتى الآن هو رسوخ القناعة على كل المستويات بأن للعلم دوراً في تحقيق نهضة الأمة العربية وإقالتها من كبوتها . 
  • ونحن لا نتحدث هنا عن شعارات يطلقها السياسة والقادة في المناسبات معلنين إيمانهم بأهمية العلم ، وإنما نعني أفعالاً تعكس قناعة حقيقية بهذا المنطلق .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.